أحتشد صباح اليوم أكثر من 4 ألاف متظاهر من شباب الأثريين و العاملين بالمجلس الأعلى للأثار في وقفة احتجاجية ضد قرار رئيس الوزراء المصري عصام شرف بضم الأثار مع وزارة الثقافة مرة أخرى ، و هو الأمر الذي رفضه جموع الأثريين العاملين بوزارة الدولة لشئون الأثار . وقد بدأت وقفتهم الأحتجاجية السلمية الساعة العاشرة صباحا أمام المتحف المصري لمناشدة المجلس الأعلى للقوات المسلحة و مجلس الوزراء بضرورة استمرار وزارة الأثار منفصلة ، و كان يقود الوقفة الأحتجاجية دكتور محمد الكحلاوي رئيس اتحاد الأثريين العرب و انجي فايز مديرة مكتب زاهي حواس .. و بعد أكثر من ساعتين للهتاف المتواصل بشعارات " يا وزارة يا بلاش .. الثقافة متنفعناش " و " الأثار .. الأثار .. الثقافة استعمار " و العديد من الشعارات الأخرى الا انهم وجدوا أن التوجه الي مقر مجلس الوزراء قد يكون أكثر نفعا خاصة حين تأكدوا من معلومة وجود رئيس الوزراء عصام شرف هناك . وجهة نظر المعتصمين في أهمية فصل وزارة الأثار عن الثقافة شرحها لنا محمود السيد – اخصائي ترميم في المجلس الأعلى للأثار " حيث قال : بالطبع الجميع يعلم أن مصر بها ثلث أثار العالم فهي تستحق أن يكون لها وزارة مستقلة تتهم و تعني بكل شئونها ، و ربطها بوزارة الثقلفة كان ظالماً لأن وزارة الثقافة وزارة مستهلكة و ليست منتجة و من الظلم أن تستنفذ موارد الأثار من أجل وزارة فاشلة تقيم الحفلات التي لا يذهبها أحد و هو ما يضرنا نحن بشكل مادي فخريج الأثار دخله 440 جنيهاً . هذا فضلا عن أن المرشح لوزارة الثقافة هو الدكتور عماد ابو غازي و هو دكتور مساعد بقسم المكتبات و الوثائق بكلية الأداب جامعة القاهرة و نحن ليس لدينا أي اعتراض عليه كوزير للثقافة و له كل احترامه في مجال تخصصه في قسم المكتبات .. و لكن اين هي خبرته في مجال الأثار خاصة في ظل هذه الأيام التي انتشرت فيها سرقة الأثار و تهريبها ، فيجب ان من يتولي هذا الجهاز الهام ان يكون على دراية و خبر بعلم تزوير الأثار الذي اصبح علم متقدم جدا بالخارج فيجب أن يكون الوزير شخص على علم تام بكل هذه النواحي . و أضاف هاني صادق مترى – مدير المتحف القبطي : طلباتنا بسيطة جدا و هي أن تكون لنا وزارة مستقلة و هذا ما حدث بالفعل و نحن شعرنا بفرق كبير عندما انفصلنا في الإدارة و سهولة أداء العمل و شعرنا باننا نعمل في وزارتنا و خيرنا لنا ، زلذا كان هناك اجتهاد من الأثريين في تأدية عملهم بشكل جيد جدا و نحن تضررنا كثيرا من وزارة الثقافة لسنين طويلة بسبب اعتمادها على صندوق وزارة الأثار فنحن نعمل و ندر دخل للبلد و لا نجد عائد . أما عن حماية المتاحف من عمليات السلب و النهب التي تتعرض لها بعض المناطق الأثرية الأن فقال : أحب أن اطمئن الناس أن شباب المتحف و شباب مصر القديمة قاموا بعمل دروع بشرية و قاموا بحماية المتحف و اناشد كل القاطنين بالقرب من الأماكن الأثرية أن يحموا أثار بلدهم لأنها ثروات لا تعوض . و أضاف أحمد طه – مفتش أثار بوسط الجيزة قائلا : الشئ المحير اننا لا نعرف في مصلحة من الأثار التي تنهب الأن و كيف يتخذ قرار بضم الأثار للثقافة مرة أخرى في ظل هذه الظروف فيجب أن يكون للأثار وزارة مستقلة و ليس لدينا اي مشاكل في أسماء الوزراء الذين سيتولون هذه المهمة و نحن قررنا أن لا نبرح مكنا من أمام مجلس الوزراء الا بعد أن تحقق مطالبنا و بعد أكثر من ساعتين طلب عصام شرف مقابلة 5 من ممثلي الأثريين للتشاور ، معهم الا انهم رفضوا هاتفيين " هو ينزل " و بعد أقل من نصف ساعة خرج احد الأثريين و هو يقول ان رئيس الوزراء وافق على فصل الوزارة الا انهم رفضوا ايضا الأستماع الى هذا القرار و اصروا أن يسمعوا الى هذا القرار هاتفين " نسمعها منه " و بالفعل بعد أن أدوا صلاة الظهر خرج عليهم رئيس الوزراء " عصام شرف " معلنا موافقته لفصل الوزارتين فهتف الحاضريين بالشكر و قرروا أن يتوجهوا الى نصب الشهداء في التحرير لقراءة الفاتحة لهم ثم الأحتفال طوال اليوم أمام المتحف المصري .