بالرغم من التغير الجذري الذي حدث في التليفزيون المصري خلال أليام الماضية، وتحديدا بعد نجاح الثورة، ورغم أنه أصبح هناك نوعا من المصداقية، وأصبحت هناك استضافة لعدد من الضيوف الذين كان من المستحيل أن نراهم على شاشة التليفزيون المصري، رغم كل هذا إلا أن التليفزيون لم يستطع حتى الآن في أن يستحوذ على ثقة الشعب وتحديدا الثوار في ميدان التحرير. تصوير: أميرة عبد المنعم فما حدث اليوم في التظاهرة التي أسماها الثوار "جمعة التطهير والغضب" كان صادما لفريق عمل التليفزيون الذي كان مكلفا بتغطية الحدث، فبمجرد رؤية المتظاهرين السيارة التي تحمل شعار الإذاعة والتليفزيون إلا وتجمعوا حولها، وعندما عرفوا أنها القناة الأولى رفضوا بشدة دخولها للميدان، وحاولوا تكسير السيارة، لدرجة اضطرت فريق العمل ترك السيارة وهربوا بالكاميرات بعيدا عن الميدان، المشهد لم يكن مجرد رفض، بل وصل لحالة عداء شديدة من المتظاهرين تجاه التليفزيون المصري. ومن ناحية أخرى فكان من المفترض أن تكون جمعة اليوم مليونية ولكن العدد لم يصل إلي المليون حيث كانوا ألاف المتظاهرين، وقام الشيخ محمد جبريل بإمامة المصلين في الميدان، وأكد الشيخ مظهر شاهين في خطبته أمام مسجد عمر مكرم أنه من ضمن مطالب الثورة رحيل حكومة أحمد شفيق ومحاكمة رموز الفساد وحل جهاز أمن الدولة وإقالة وزير الداخلية، وإقالة رؤساء تحرير الصحف القومية، ودعا لفتح صفحة جديدة بن الشرطة والشعب، كما صلي الجميع صلاة الغائب. وبعد الصلاة بدأ الجميع يردد تحيا مصر، والشعب يريد محاكمة النظام، وكان التجمع الأكبر حول النصب التذكاري الذي أقاموه للشهداء، كما كانت هناك عدة مطالب للمتظاهرين اليوم، وعلى رأسها إقالة أحمد شفيق، وكان مبررهم في ذلك ما كانوا يهتفون به وهو( ياللي بتسأل شفيق ليه.. ده مبارك عينه بايديه)، بجانب بعض الشعارات التي تغيرت تماما عن أيام الثورة وأصبحت بالكمبيوتر وتحتوي على بريد الكتروني وموقع خاص باللجنة الشعبية لحماية الثورة، وكانت الشعارات مثل ( ارحل ارحل يا شفيق.. بينا وبينك شهدا ودم)، و(بينا وبينك موقعة الجمل.. ارحل يا شفيق) و( الشعب يريد إقالة رأس الحكومة أحمد شفيق)، كما طالب المتظاهرون بمحاكمة ممدوح مرعي وزير العدل ووصفوه بوزير الفساد والمزور الأساسي للانتخابات، بجانب محاكمة القتلة والفاسدين من رجال الشرطة وحل جهازي أمن الدولة والأمن المركزي، وإعداد دستور جديد، وإلغاء الطوارئ، والمحاكمة العلنية لمبارك وأسرته، ووضع حد أدني للأجور 1500 جنيه وحد أقصي لا يزيد عن 15 ضعف الحد الأدني، كما ندد المتظاهرون باستمرار بعض المعتقلين في السجون مرددين ( صحوا الخلق وهزوا الكون لسه الشرفاء في السجون)، كما رفعوا شعار (نرفض إقامة حزب باسم 25 يناير)، وهناك من طالب بحكومة تكنوقراط وطنية وهي الجملة التي كان يعلقها الكثيرون على صدورهم. وقد كان هناك حضورا كبيرا للأقباط اليوم حيث أدوا القداس في الميدان، ورددوا ( قوم يا محمد قول لحنا مصر بلدنا هاتفضل جنة)، و( قوم يا محمد قول لعيسي الجامع ويا الكنيسة)، ورددوا بعض الترانيم مثل ( البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الفساد)، كما رددوا ترانيم على لحن بلادي بلادي. ما يحدث في ليبيا لم يكن غائبا عن الميدان اليوم أيضا حيث تم رفع العلم الليبي هناك بجانب التنديد بما يقوم به معمر القذافي، وكان الهتاف ( الشعب يريد اسقاط العبيط)، و( يا قذافي غور غور خلي ليبيا تشوف النور)، بجانب رفع شعارات تهاجم ابنه وما يفعله الليبيون مع المصريين مثل ( سيف ابن السفاح يذبح المصريين في بني غازي).