رامي عصام 23 سنة مطرب وملحن مشهور جداً لكن داخل ميدان التحرير فقط ، حيث قام مع أصدقائه بنقل عدد كبير من السماعات إلى هناك وأقاموا مسرحاً صغيراً أمام مبني مجمع التحرير " سابقاً " والذى أصبح مقر ثورة الشباب " حالياً " . تصوير : أميرة عبد المنعم علي هذا المسرح يقف رامي يوميا لينشد لمتظاهرى الميدان مجموعة كبيرة من الأغنيات الحماسية ، وإلى جانب الأغاني الشهيرة مثل " قوم يا مصري " و " شدي حيلك يا بلد " قام رامي بتلحين مجموعة كبيرة من الشعارات والهتافات التي يرددها متظاهرى التحرير وقام بغنائها وحازت علي إعجاب الجماهير ويطلبون منه تكررها عدة مرات كل يوم ... لم يكن رامي - وهو طالب بكلية الهندسة - يتخيل أن حلمه الصغير في أن يصبح ملحناً ومطرباً شهيراً ربما يتحقق من إيمانه بمبادئه في محاربة الفساد من داخل ميدان التحرير ، فقد كان هو من أوائل الموجودين في الميدان منذ يوم الثلاثاء 25 يناير وتطورت شعبيته خلال عشرة أيام من الغناء مع أصدقائه علي رصيف الميدان إلي أن أصبح مطرب الثورة الأول ، وهذا الحلم لا يستطيع تحقيقه خارج الميدان - علي حد تعبيره - في ظل الفساد والمحسوبية التي تسيطر حتي علي صناعة الفن في مصر ، فأبناء الفنانين فنانين بالوراثة وأصدقائهم يصبحوا ملحنين بالمحسوبية وأقرانهم منتجين بالثروة ، ولذلك لم يجد أمامه طريقاً للحصول علي فرصة للغناء إلا من قلب ميدان التحرير ، وأبدي رامي استنكاره من خروج بعض الفنانين في مظاهرات مؤيدة للنظام أو من خلال التلفزيونات .. فالفنان – فى رأيه - شخصية عامة يتأثر بها الناس وفي حالة الإجماع علي مطلب شعبي بمحاربة الفساد فلا يجب علي الفنان الوقوف ضد الإرادة الشعبية وإلا أصبح – حسب وصفه - من الفاسدين أوالمنتفعين من الفساد . ويضيف رامى إن أى فنان إذا شعر بحرج في ظل هذه الظروف فعليه أن يحيد نفسه ولا يقدم أي تعليقات قد تستفز الجماهير التي منحته أسمه وشهرته وتجعله محسوباً علي نظام فاسد ، ووصف رامي حياته قبل الثورة بأنها فارغة كانت بلا هدف أو معني .. وهو يتمني أن نخرج من الثورة بوطن جديد يجد كل صاحب موهبة فرصه حقيقية .