اتسع المشهد وتعددت الزوايا داخل ميدان التحرير.. فلم يقتصر الميدان علي كونه شاهداً علي ثورة الشباب ومنبراً للتعبير عن حريتهم وطموحاتهم المستقبلية من أجل غدي أفضل لمصر.. بل بات مسرحاً فنياً كبيراً يعبر من خلاله الشباب عن ثورتهم ومطالبهم بصور فنية مختلفة. تتواجد فرق شبابية علي مداخل الميدان المتعددة.. يرحبون بالقادمين إليه بالأغاني والطبول والرقص.. مرددين بعض الهتافات والشعارات التي حولوها إلي مقطوعات غنائية.. ومنها "قالوا علينا شباب كنتاكي.. واحنا يا مصر أرواحنا فداكِ.. وحنا شباب الثورة.. مليونية مليونية.. نبني بلدنا بفكر وإنسانية.. مسلم ومسيحي كلنا مصريين" بالإضافة إلي "ماتزعلش من التفتيش ده أمان ليه وليك" بجانب ترديد بعض الأغاني الوطنية والحماسية مثل "المصريين أهم" و"والله وعملوها الرجالة" لحمادة هلال. يفترش مجموعة من الأطفال الأرض بصحبة عدد من الفنانين التشكيليين مقدمة الميدان من جهة مدخل عبدالمنعم رياض ويقومون برسم عدد من اللوحات الفنية بالإضافة إلي أرض الميدان. يلتف الشباب في أحد أركان الميدان حول فرقة موسيقية من الشباب أطلقوا علي أنفسهم فرقة "شباب الثورة" مستعينين بآلة العود والجيتار.. وظلوا يتغنون بمجموعة من الأغاني الوطنية مثل "يا بيوت السويس" لمحمد حمام و"شدي حيلك يا بلد" لمحمد نوح بالإضافة إلي "بنتولد" لمحمد منير "وعظيمة يا مصر" لوديع الصافي. وفي زاوية أخري من الميدان يتجمع عدد كبير من الشباب حول أحد الشعراء الذي ظل ينظم الشعر الساخر والحماسي علي مدار نصف ساعة تقريباً.. تناوب بعده عدد آخر من الشباب الذين يمتلكون موهبة الالقاء والنظم.. والكل أخذ يدلو بدلوه. تنتشر مكبرات الصوت والإذاعات الداخلية في أروقة الميدان كإحدي الوسائل الإعلامية التي تصرح بعدد من الأغاني الوطنية.. معظمها لسيدة الغناء العربي "أم كلثوم" وشادية وعبدالحليم حافظ ووردة الجزائرية والمجموعة بجانب مقطوعات للشيخ إمام.. كما يقدم من خلالها المداخلات والتعليقات وإذاعة البيانات والتوجيهات.. كما يستفاد منها في شعائر الصلوات الخمس.. بجانب إقامة قداس بمناسبة مرور 40 يوماً علي رحيل شهداء كنيسة القديسين بالإسكندرية. لم يغب عن المشهد الميداني جموع الفنانين.. حيث توافد عدد منهم ليشاركوا شباب مصر هذه التظاهر. وأقامت نقابة السينمائيين خيمة للفنانين في الجهة الغربية من الميدان -اتجاه كوبري قصر النيل- وتوافد العاملون في الحفل الفني عليها في أوقات مختلفة معظمهم يفضل التوقيت الليلي.. وكان من بينهم فردوس عبدالحميد وزوجها المخرج محمد فاضل وحمدي الوزير وخليل مرسي وآسر ياسين والمخرج خالد يوسف ود.مدحت العدل ومحمد العدل ومحمد مرزبان بالإضافة إلي بهاء ثروت ونقيب السينمائيين المخرج مسعد فودة الذي أكد أنه يتردد علي الميدان بشكل يومي ومنتظم منذ إندلاع انتفاضة الشباب في 25 يناير الماضي. قال عودة: أنا مع المطالب المشروعة التي طالب بها شباب الثورة الذين ناضلوا من قبل علي مراحل مختلفة حتي أتي المخاض وتولدت ثورتهم بإرادة شعبية خالصة. أكد الفنان محمد مرزبان أنه يحرص علي التواجد في الميدان بصفة يومية.. وقال: بعد حالة التخبط الإعلامي وشعوري بنوع من تضليل الرأي العام من جانب التليفزيون المصري والتشكيك في مصداقية بعض الفضائيات الأخري أحببت أن أنزل إلي الميدان للوقوف علي الحقيقة.. وبالفعل وجدت أنها ثورة "بيضاء" صنعها شباب شرفاء.. أضاءوا وجه مصر أمام العالم والتاريخ. قال الفنان بهاء ثروت: جئت من أجل مستقبل أبنائي وبلدي.. وأي إنسان مستعد لأن يضحي بنفسه من أجل الأهل والوطن.. مشيراً إلي أن هناك العديد من الفنانين يخالفونه الرأي.. ويري أن هذا يعد أمراً ايجابياً لاعتباره نوعاً من حرية الرأي والتعبير.