أكد الداعية الإسلامى الشيخ محمد حسان أن المجتمع بأكمله تعامل مع الشباب باستعلاء، لكن الآن ليس وقت محاسبة، مؤكداً أن نار الفتنة إذا اشتعلت أكلت الأخضر واليابس والأغنياء قبل الفقراء، مشيراً لوجوده بين الشباب المتظاهرين فى ميدان التحرير للترشيد والتوعية، لأنهم طاقة جبارة ويحتاجون للعلماء والمثقفين والأدباء، متسائلاً أين ذهبوا جميعاً؟ وأضاف الشيخ حسان أن العلماء كانوا ينظرون لشباب الإنترنت بأنهم شباب منفلت ومنحل، مشدداً على أن الخطوة العملية الأولى الآن هى فض الاشتباك بين مؤيدى ومناهضى الرئيس مبارك، وأنه من حق من يريد أن يقول "نعم" يقول ومن حق من يقول "لا" أيضاً، متسائلاً عمن أدخل الأسلحة وأسفك الدماء ووصفهم ب"الخونة" الذين يسيئون للنظام. وعبر عن أسفه، لأن الدم أصبح أرخص من التراب، نافياً أن تكون دعوته للتهدئة وضبط النفس وراءها توجه سياسى معين، مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: "لا يزال المؤمن فى فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"، أى مهما ارتكب المؤمن من أخطاء فهو أمر طبيعى، لأن البشر خطأون، لكن ارتكاب جريمة القتل فهو أمر ليس بحميد، مشدداً أن حرمة الدماء عظيمة وأن قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا، سواء كان المقتول مسلماً أو ذمياً أو غير ذلك. واستطرد قائلاً: "والله قد بكيت من دماء أولادنا التى تسفك على يد السفاحين، وأقول لأبنائنا انظروا من الذين يقتل ومن الذى يُقتل، فأقول لهم أنهم أبناؤنا، وأطالب بالتضحية بالأنفس والكراسى فالوطن هو ملك لأولادنا، وقدر حذرت من أحداث الجمعة الماضية وما تحركت إلا لحقن الدماء، وكما يقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، إن أول ما يقضى فيه الله يوم القيامة الدماء، وخاطب الشباب، قائلاً: "أنسيت أن الله يسمعك ويراك، هل تريد أن ترجع ويدك ملوثه بالدماء". ورفض الشيخ إطلاق الشعارات التى لا تلتزم بمبادئ الدين الإسلامى وتسئ للآخرين، وطالب الجيش بالتدخل إذا حدث اشتباك لا قدر الله لحماية المصريين، فالجيش كان وما زال وسيظل درعاً حامياً وأميناً لهذا البلد، ويجب أن يقف على الحياد مادام التعبير سلمياً ومتحضراً. وقال الشيخ حسان إنه عند صدور قرار النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بمنع المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى الديمقراطى ورئيس لجنة الخطة والمواظنة بمجلس الشعب، تذكر عندما انهارت دولة البرامكة وسجن خالد بن برمك وابنه فى سجن عبارة عن غرفة واحدة فقط، حيث قال الولد لابيه أبعد العز والنعيم إلى هذه الدنيا، واستنكر الشيخ حسان أن من منعوا من السفر وجمدت أرصدتهم وضعوا الكثيرين من المظلومين على قوائم الممنوعين من الحياة. وأكد أنه يحرم على كل مسلم سرقة بنكاً أو بيتاً وعلى من سرق شيئاً أن يرده، وعلى كل مسجون هرب مع من هرب بسبب التقصير الأمنى أن يعود ويسلم نفسه ويكون بطلاً ويرضى الله لأن السجن تهذيب وإصلاح وليس عقاب كما يظن البعض، وقال: "تذكر أيها السجين أنك ستعرض على الله فعد إلى مكانك فى سجنك وستكون بطلاً"، وطالب المسئولين بالرأفة مع من يسلم نفسه، مضيفاً إذا كانت الرحمة بالكلاب تغفر الخطايا للبغايا فما بالكم بأبناء الوطن. واعتبر حسان أن أى زيادة فى الأسعار استغلالاً لما يعانيه الشعب المصرى من قلق بسبب حظر التجوال لعدة ساعات بأنه ربح حرام، مطالباً رجال الأعمال بالتحرك باموالهم ودعا المواطنين وأصحاب المخابز بإهداء الطعام لجيرانهم وأقاربهم حتى يسود المجتمع الخير والسلام، مؤكداً أن العلانية فى الخير الآن قد تكون أفضل من السر لحث باقى المسلمين على معاونة إخوانهم وجميع المصريين، مؤكداً أن الشعب المصرى متدين ويحب الله بطبيعته. وأضاف حسان ''أعداؤنا يريدون لبلدنا وأمتنا أن تتحول إلى فوضى، وإن حدث هذا لن يأمن أحد منا على نفسه ولا ولده ولا ابنته، ولتتعلم الأمة من واقع العرق الأليم.. لا نريد أن نمنح هذه الفرصة لأعداء هذا البلد''. وتابع حسان:'' الاضرابات والتخريب لن توسع الرزق.. كذا الدماء التي تسفك لا ترضى ربنا.. وعلى كل مسئول ان يتقي الله عز وجل ويتدخل لإرضاء الله .. كلنا في سفينة واحدة إن نجت نجى الصالحون والطالحون.. وان غرقت غرق الجميع''.