منذ أيام قليلة ، الدكتور عمرو حمزاوي بدت عليه حالة من الاستياء عندما سألته زميلتنا مروة عصام الدين عن حقيقة الشائعات التى ربطت بينه وبين الفنانة بسمة. أكد بوضوح وحزم أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة إطلاقا وأنه حتى يرفض التعليق عليه لأن في التعليق جزء من التأكيد أو إضفاء الأهمية علي الخبر ، وقال منفعلا " ده كلام فارغ " ، وأستنكر الموضوع كله قائلا : لا أعرف إلي أين يسير الإعلام أو الآلية التي يتعامل بها مع الشائعات التي لا ترتقي حتى إلي مستوي الخبر, هذا يسمي بالتهريج الإعلامي لأنها أخبار مغلوطة . وبعدها بيومين تعرض حمزاوى وبسمة لحادث سطو وقت السحور في مدينة الشيخ زايد ، وطبعاً كثر الكلام حول سبب وجودهما معاً فى هذا الوقت المتأخر ، ثم فجأة خرج حمزاوى اليوم بمقال يشبه كثيراً مذكرات المراهقين من شدة تلقائيته ، كلام رائع في الحب والاستعداد للتضحية ، اعترف فيه بشكل صريح بحبه للفنانة "بسمة" .. وهو ربما الأعتراف الأول من نوعه فى الصحافة المصرية منذ سنوات طويلة ، قالها صراحة " لست بخائف على دور عام أو سياسى يأتى على إنقاض اتساقى مع ذاتى ومع مشاعرى... لست بنادم على ضياع محتمل للدور هذا طالما أن مقابل إبعاد شبح الضياع هو خداع إنسانيتى والتنصل من مشاعر حب لإنسانة رائعة الاحترام والجمال".. هكذا كان رد السياسي المعروف الدكتور عمرو حمزاوي على الشائعات التى ترددت مؤخراً عن علاقته مع بسمة . مهما حاولنا الحديث عن المقال فلن نعطيه حقه مثل صاحبه ، ولذلك سننشره كاملاً كما ورد بعدد اليوم من صحيفة الشروق ، لكن نشير قبلها إلي حالة بسمة وحمزاوي إذا قدر لهما الله الارتباط ليست الأولى التى يجتمع فيها سياسي مع فنانة ، فقد سبقهما مثلاً المشير عبد الحكيم عامر مع الفنانة برلنتي عبد الحميد ، وحالياً لا ننسي كارلا بروني الممثلة وعارضة الأزياء السابقة التي أصبحت سيدة فرنسا الأولى بعد زواجها من الرئيس نيكولا ساركوزي ،وكذلك زواج الامير راينر الثالث امير موناكو من الممثلة الاميريكية جريس كيلي وغيرهم الكثيرين . أشك بقلم : عمرو حمزاوي أشك هل يستحق الاحترام من يدعو إلى حق كل إنسان فى أن يختار وجهة وتفاصيل حياته الشخصية والمهنية بحرية طالما تقف ممارسة حريته دون الإضرار بحرية الآخرين أو بصالح المجتمع العام ثم يغير من قناعاته هذه ما إن يتعرض لضغوط الأهل والمجتمع بشأن قرارات شخصية يؤمن هو بصوابها؟ أشك. هل يستحق الاحترام من يدعو إلى الحق فى الاختيار ويطالب به لمجتمعه ومواطنيه ثم يجبن عن ممارسة حقه فى الاختيار فى حياته الشخصية لحسابات دور عام أو دور سياسى فى مجتمع يزعم البعض أن أغلبيته لا تقبل أن يقترب ناشط سياسى من سيدة من الوسط الفنى والإعلامى كل ذنبها هو أنها تعمل فى وسط تحيط به الأضواء الجاذبة للشائعات؟ أشك. هل يستحق الاحترام من يدعو إلى الحق فى الاختيار ويؤمن أن الأدب والفن والموسيقى هى أصدق مجالات الإبداع الإنسانى تعبيرا عن هذا الحق وأكثرها احتفاء به ثم يتنصل من مشاعر حب صادقة لأديبة أو فنانة أو موسيقية تخوفا من نظرة دونية ظالمة من بعض الأهل أو من البعض فى المجتمع؟ أشك. هل يستحق الاحترام من يدعو إلى الحق فى الاختيار ثم لا يقوى على تحمل تبعات ممارسة هذا الحق من قبل من اختارها قلبه ويعلم مدى روعة إنسانيتها وجمال روحها لمجرد أن مجال عملها لا يروق للبعض بين الأهل أو فى المجتمع؟ أشك. هل يستحق الاحترام من يدعو إلى الحق فى الاختيار ثم يتهرب من مشاعر صادقة وشريفة أو يوقفها أو يصنع سياجا من السرية حولها يفقدها بعض أجمل ما بها، الوجود فى النور؟ أشك. هل يستحق الاحترام من يدعو إلى الحق فى الاختيار ثم يعجز عن أن يخبر الرأى العام الذى حول عملا إجراميا تعرض له مع من يحب إلى قضية «صفحة أولى» بأنه راغب فى مواصلة رحلة الاقتراب من سيدة قلبه فى النور دون خوف ودون سرية وأن يطلب أن تحترم حياتهما الخاصة؟ أشك. هل يستحق الاحترام من يدعو إلى الحق فى الاختيار ولا يقوى على مواجهة ضغوط الأهل والمجتمع التى تارة ما تطالبه بتكذيب مشاعره لسيدة قلبه بسبب عملها وهو يراه محترما ورائعا، وتارة بسبب الأصول اليهودية لفرع فى عائلتها شديدة المصرية وهو دوما ما رفض التمييز إن على أساس الانتماء الدينى أو أى انتماء آخر، وتارة ثالثة تفرض عليه التنصل من مشاعره بتصريحات زائفة تجريها على لسانه وتتناقلها وسائل الإعلام على نحو يهين من يحب؟ أشك. هل يستحق الاحترام من يدعو إلى الحق فى الاختيار وينقلب على كل معانيه السابقة ثم يخرج على الناس ليدعوهم إلى الحرية والديمقراطية بكلام أجوف لا صدق به؟ أشك. لست بخائف على دور عام أو سياسى يأتى على أنقاض اتساقى مع ذاتى ومع مشاعرى. لست بنادم على ضياع محتمل للدور هذا طالما أن مقابل إبعاد شبح الضياع هو خداع إنسانيتى والتنصل من مشاعر حب لإنسانة رائعة الاحترام والجمال، مشاعر حب تحتاج للنور وللعلنية وللوجود بين الناس وفى المجتمع. عازف أنا عن دور قد يذهب باحترامى لمن أحب ولذاتى ويتركنا دون بريق فى العين أو أمل فى القلب. لست بمستعد لأن أساوم على إيمانى بالحق فى الاختيار وبجوهره الإنسانى المقدس فى جميع الشرائع السماوية أو أن أفقد المعانى الكبرى للحياة وللوجود لقلق على مكاسب سياسية أو لخوف من قومى، قريبين وبعيدين. لن أضحى بمشاعر صادقة تريد النور والعلنية ولا تفعل ما يغضب الله، وكل ما أؤمل به هو أن يعترف قومى بحقى فى الاختيار ويدركوا أن حبى واحترامى لسيدة قلبى هو قناة تنفس وإكسير حياة شأنه فى ذلك شأن حبى لولدى ولأمى وللوطن. أقرأ أيضاً : عمرو حمزاوي : ارتباطي من بسمة " كلام فارغ "!