النهاردة أخر يوم في السنة ..يعني طبيعي إن كل واحد فينا ح يقابل واحد صاحبه و لا زميله يعرفه و لا حتي ميعرفوش ويقول له " كل سنة و انت طيب " ..و ده شيء طبيعي ومهم ..لكن الأهم منه إن كل واحد فينا يكون طيب بجد وده شيء مالوش دعوة لا بأول السنة و لا نصفها و لا أخرها ، لكن أكيد له علاقة بأننا لابد أن نحاول دائماً لأن نبذل مجهوداً لنعرف كيف نستقبل كل يوم جديد بقلب مفتوح لحب و تسامح حقيقي . متفتكروش اني أقول لكم الكلام ده من باب النصيحة و لا المنظرة بروح المحبة و الملائكية اللي نزلت علي فجأة ، لأ طبعا ..الحكاية و ما فيها أني فقدت من 3 أيام تقريبا واحد من أعز الناس علي قلبي و أقربهم لنفسي ..فجأة وبدون أي مقدمات لدرجة انه كان أخر واحد في الدنيا ممكن أتخيل انه يموت ، طيب اتخيل إزاي و هو كان بيكلمني في التليفون قبل وفاته بخمس دقائق تقريبا لدرجة اني أول ما وصلت عنده كنت فاكراه بيهرج و يضحك معي زي عادته ، لكن للأسف المرة دي كانت تهريجة بايخه قوي ، تهريجه خلتني لحد دلوقتي مش عارفه و لا قادرة أقول " الله يرحمك يا خالو " لأني فعلا لسه مش مصدقه ان صاحبي و حبيبي و اول من كنت أبوح له بأسراري مات بالسرعة دي ، مات اللي كنت دائما اتريق عليه و اقول له انا مش مقتنعه بمقولة " الخال والد " دول كانوا لازم يقولوا الخال صاحب و احيانا بيكون صاحب " غتيت " كمان ..أصله كان دايما يعاكسني و يقول لي نكت بايخه قوي ، والمفروض طبعا اني اضحك عليها علشان كده كنت ما بصدق حد يقول لي نكته من الحاجات السخيفه دي علشان أجري أتصل به وأقولها له يمكن أخلص تاري منه ..يمكن بحكم انه كان صغير جداً في السن ..ويمكن لأنه كان واخد كل حاجه في الدنيا ببساطة و كان أقصي طموح عنده إنه يكون مبسوطاً ومش زعلان من حد و لا حد زعلان منه ..مش عارفه بالضبط لكنه كان دايما يقول ان الدنيا متستاهلش و الواحد لازم يعيش اليومين اللي فيها زي ما يكونوا . مات بسرعة جدا و كأنه كابوس لسه مش عارفه اصحي منه ، عموما المصيبة وقعت خلاص و ده قضاء ربنا فينا اللي لازم نرضي به ، تفضل بقي الحاجة اللي عايزه أكلمكم فيها ..وهي اننا لازم نتعلم إزاي نسامح بعض حتي لو واحد فينا غلط في حق التاني ..مش مهم ، دي الحكاية كلها لحظة ..نفس خارج و نفس داخل زي ما بيقولوا ، طيب علي ايه بقي نزعل من بعض و لا من موقف و لا حد فينا يفضل قاعد مستني و لا متربص لزميله و لا صاحبه علشان يرد له موقف عمله فيه ..ما يسيبه منه لربنا ، و الله الحكاية بجد متستاهلش ، علشان كده حاولوا تلحقوا تصالحوا بعض و الأهم من كده اننا منبخلش علي بعض بكلمة حب حلوة و لا مشاعر صادقة طالعة فعلا من قلبنا ، و ياريتنا نقدر نعمل ده بسرعة علشان منندمش بعد فوات الأوان ، صحيح الموت مصيبة كبيرة كما وصفها الله تعالي في كتابه العزيز " إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ" لكن المصيبة الأكبر لما يضيع منا ناس بنحبهم بجد لكن للأسف غرورنا و كبريائنا لم يسمح لنا بأن نبادر بخطوة الإعتذار والإعتراف لهم قد إيه إحنا بنحبهم ..لأن المصيبة ساعتها هتبقي مصيبتين .