( البيرة مصنوعة من الشعير ، والخمر المصنوع من التمر، والنبيذ من غير العنب، فإنه يحرُم الكثير المسكر منه، أما القليل الذى لا يسكر فإن تناوله حلال، طالما أنه لا يسبب حالة من السكر وذهاب أو غياب العقل ) .. هذه هي أراء الأستاذ الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر والتي قالها في حلقتين تلفزيونتين منفصلتين مع الاعلاميين عمرو أديب وعمرو الليثي ، وبسبب رأيه في الخمور قامت الدنيا وثار جدل كبير بين العلماء وفي السطور القليلة القادمة يوضح الدكتور الهلالي حقيقة الأمر في تصريحات خاصة لبوابة الشباب .. في البداية .. ماهي قصة فتواك في تحليل الخمور ؟ في البداية هي ليست فتوي خاصة بي كما قال المدلسون والكذابون ، فما حدث هو أني تحدثت في رأي الامام أبو حنيفة ، وعموما الفتوي هي ما يؤمن به الانسان ويبيح بها لنفسه ولا يعرفها إلا صاحب الشأن ولايجوز أن ننسب فتوي الي أحد بدون أن يعلنها هو ، وأنا لم أعلن رأيي في هذا الموضوع ولكني قمت ببيان الرأي العلمي الذي يدرس في كتب العلم واضطررت لأن أعلن لأول مرة في تاريخي عن رأيي الشخصي وعن فتواي التي أدين أمام الله بها بعد كل هذه البلبلة والافتراء عن عمد أو عن خطأ ، وقلت أني أري بقناعة وايمان شخصي أن الخمر بكل أصنافها محرمة قليلها وكثيرها ومن أي مصدر العنب وغير العنب وفي كل زمان وفي كل مكان أدين عليه بالتحريم وهذا ما عليه أكثر الفقهاء والله قال ( اجتنبوه ) ولم يقل ابتعدوا عنه أي أنه حرم حتي الاقتراب منه والرسول قال صلي الله عليه وسلم ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) وهناك قاعدة فقهية تقول سد الذرائع تلزم ترك بعض المباح من أجل الاطمئنان الي البعد عن الحرام ولكن هذا الكلام يتناقض مع تصريحاتك التي أثارت الجدل ؟ لا ..لا يوجد اي تناقض فما حدث أني قلت رأي الامام أبو حنيفة وهي رأيه وفتواه وفتواي تلزمني ولا تلزم غيري فمن حق غيري أن تكون له فتواه مثلما أتمتع أنا بنفس الحرية التي أفتيت بها بدون قهر أو اجبار من أحد ولا بدافع خوف من شيخ سلفي أو غيره وهذا هو ايماني بالله وعقيدتي وللعلم هذا الرأي موجود في الكتب منذ ألاف السنين وأنا قلت انه من يؤخذ برأي أبو حنيفة عليه أن يعد نفسه ماذا سيقول لله غدا لأن كل شخص ألزمناه طائره في عنقه ولكن أنا مسئوليتي التنوير وأن أعرض للناس رأي كل الأئمة وعليه أن يختار مثلما يري وبماذا تفسر كل هذا الهجوم اذا كان هذا الكلام موجود في الكتب منذ عشرات السنين ؟ منهجي هو منهج التنوير والتبصير ونقل أقوال الفقهاء الي الناس بما يبين الأقوال الفقهية المختلفة حتي يعذر بعضنا بعضا لأن الشخص اذا عرف الأراء المختلفة عذر أصحاب التصرفات المختلفة والعيب هنا في الاعلام وبعض الدعاة لأن الاعلام موجه ، فهو الذي وجه سنوات الي الاتحاد الاشتراكي ثم الحزب الوطني ، اذن الاعلام هو توجيه لحمل كل الناس علي رأي ولا يعطي للناس الحق في تفكير في أراء مختلفة ولما الاعلام يري فتوي أو رأي ينسبه لي رغم أنه منسوب في كل كتب الفقه إلي أبو حنيفة ، فهم يريدون من هذا الشخص الذي يستعرض كل أراء الفقهاء أن يموت أو ينتهي حتي يظل عصر الظلام والرأي الواحد وهنا بعض الدعاة من غير الأزهريين حريصين علي أن يحملوا الناس علي كلمة واحدة تأتيهم من خارج مصر مثل حمل الفتيات علي ارتداء النقاب وحمل الشباب علي تربية اللحية والاهتمام بالشكليات والدين ليس كذلك وهم يعرفون هذا جيدا . وما هي ردود الأفعال التي واجهتها بنفسك بعد هذه الحلقات ؟ أنا لا أهتم بهذه الأراء وعموما الغيبة والكذب والافتراء محرم وهم عملوا حلقات في قناة الناس يغتابوا في سيرتي وينسبوا الي أقوال لم أقلها وهم يعلمون هذا جيدا ويعملون علي تشويه صورتي وللعلم أنا جاءت لي رسالة علي الموبايل من شخص سلفي يقول لي أنت دينك مخنث ، وعموما كل ما أقول هو كلام أهل العلم والذي يقيم كلامي هم من يرغبون في معرفة الدين الاسلامي .