جئت مع زوجتي وولدي للاستمتاع ببلدكم الساحرة، ابني "هومر" يتلقى هذا العام دروسا عن مصر، ولذلك استأذنت مدرسته في أن اصطحبه 10 أيام إلى مصر ليعرفها عن قرب. تصوير : أميرة عبد المنعم هكذا تحدث ريتشارد جير باسماً عن مصر وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم على هامش مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي، داليا البحيري التي أدارت المؤتمر طلبت من الحضور الهدوء بعد حضوره مضيفة أن ريتشارد " اتخض واتسرع لما شاف اللي بيحصل ". أحد المراسلين الأجانب سأل جير عن ديانته البوذية ، وإن كان يؤمن بتناسخ الأرواح والذي يعد أحد المعتقدات البوذية المهمة ، فرد جير " اعتقد أن تناسخ الأرواح فكرة غريبة وأنا لا أصدقها، ولكني أرى أن كل لحظة نعيشها نعيش معها استنساخ للذات بسبب مشاعرنا التي تعطينا صوراً مختلفة لما يحدث، حتى الحياة التي تبدو ثابتة هي مجرد وهم". وفي سؤال آخر لمراسل "روسيا اليوم" عما إذا كان شعر بالقلق على حياته عندما وجهت له الدعوة لزيارة الشرق الأوسط في هذا الوقت الذي يمر فيه بأزمات كثيرة، قال ريتشارد جير: أبدا لم أشعر بالقلق، إنني لا أفكر بهذه الطريقة على الإطلاق، وأضاف" المرة الأولى التي أفكر فيها في السياسة المتعلقة بالشرق الأوسط كان مع أصدقاء من فلسطين وإسرائيل، وبعدها كنت في إسرائيل وقررت الذهاب لرام الله، وكان هناك وقتها حظرا للتجول، فحاول أصدقائي منعي من الذهاب ولكني رفضت، وحاول بعض المسئولين في إسرائيل منعي ولكني أصررت على الذهاب، هم لم يحاولوا منعي لأنهم أشرار ولكن لأنهم كانوا مدركين لخطورة الموقف، ولكني أصررت على موقفي ، الفلسطينيون شعب طيب والحقيقة أن السبب في المشاكل التي يعانون منها هم قله من الإسرائيليين والفلسطينيين " . ثم سألته مراسلة قناة "السومرية" العراقية عن رأيه في الوجود الأمريكي في العراق فقال أن غالبية الأمريكيين كانوا متشككين في أسباب غزو العراق وأضاف " للأسف فقد كانت تحكمنا إدارة على قمتها رئيس ضعيف دفعنا لخوض مأساة الحرب ، أنا حزين لأن أمريكا لها يد في هذا الموقف المؤسف". كما تحدث جير عن فيلم "شيكاغو" وقال أنه من أحب الأفلام إلى قلبه وأضاف " هذا الفيلم له ذكريات خاصة فقد توفي أثناء تصويره وكيل أعمالي وكان يعمل معي منذ عشرين سنة، وأتذكر أنه اتصل بي وقال أنه أحضر لي فيلما عن شيكاغو ولم أكن قد زرتها بعد، فقررت زيارتها أولا ولا أخفي عليكم أنني لم أحبها وكذلك لم أحب سيناريو الفيلم ورفضته ، بعد هذه الواقعة بثلاثة شهور اتصل بي وكيل أعمالي مرة أخرى وقال لي أن معه سيناريو جديد ورائع، فقرأت السيناريو ووجدته فعلا مبهراً، كل شيء يحلم به الممثل موجود به ، ووالتقيت بالمخرج "روب مارشل" ولم يكن معروفا وقتها حيث لم يكن قد أخرج سوى فيلم واحد وكان يعمل مصمم رقصات، وبعدما جلست معه شعرت أنه أفضل من يعبر عن هذا السيناريو ، وكانت ميزانية الفيلم ضعيفة، فقمنا بالتدريب لمدة شهرين على كل شيء، ثم صورنا الفيلم في أربعة أيام فقط، كافة المشاهد الموسيقية صورناها في نصف يوم. وعن شعوره بالعمل مع نجمتين جميلتين في هذا الفيلم قال جير : هكذا يجب أن تكون الحياة، أنا اعتقدت على ذلك، ولقد كانت لي حياة رائعة بسبب وجود الجميلات حولي. وعن نقطة التحول التي غيرت حياته رد مازحا : أنا رجل مسن وعجوز وبالتالي ففي حياتي الكثير من نقاط التحول المهمة، وأضاف: أهم نقطة تحول كانت أيام الجامعة، فقد كنت مهتما بالمسرح والموسيقى وكنت أدرس اللغة اليونانية، وفي الصيف أجريت اختبار تمثيل في أحد المسارح، وأذكر أنني كنت في غرفتي عندما اتصلوا بي وقالوا " نطلبك لتعمل ممثل عندنا" في هذه اللحظة أيقنت أن حياتي بدأت تتغير، وقتها كان عمري 19 عاما، وأشعر أن الرحلة كانت غريبة. وعما إذا كان ينوي تجربة المسرح مرة أخرى بعد آخر وقوف له عليه منذ 37 سنة قال أن لديه الآن ابن صغير يحب أن يعود ليمضي الأمسيات معه ويحكي له القصص، المسرح سيحرمه من ذلك وبالتالي هو خيار غير مطروح. ريتشارد تحدث عن أمه وقال أنها السبب فيما وصل إليه، فقد كانت تهتم باشتراكه في دروس الموسيقى وانتظامه فيها، مضيفا " كنا 5 أطفال ولا أدري كيف كانت تستطيع أن ترى موهبة كل منا وتحرص على تنميتها، ولا أعرف كيف كانت تجد الوقت لتذهب بي إلى دروس الموسيقى وتذهب بغيري لتدريبات الرياضة، أعتقد أن أمي تستحق كل الشكر. أما عن أسعد لحظات حياته فقال جير " من لديه طفل فهو يعرف أن لحظة ميلاد أول طفل لك هي أسعد لحظات حياته". وفي سؤال مازح عن قصص الحب التي مر بها وأيها يعتبره "الحب الحقيقي" ضحك جير وقال: بما إن ذاكرتي ضاعت مني فأنا سعيد بزوجتي". جير حكى للصحفيين قصة اشتراكه في دور قصير في فيلم مع مخرج صيني وقال: كنت معجبا جدا بمخرج الفيلم وكنت قد التقيت به في نيويورك منذ 30 سنة وكان عنده رؤية متميزة عن المجتمع الصيني، وبينما احضر عيد ميلاده الثمانين قال لي " لدي دور فيلم أنت الممثل الوحيد في العالم الذي يستطيع آداءه". فقلت له: سأذهب إلى كيوتو فلو استطعت أن تحضر لي السيناريو لقراءته فسأكون سعيد، ويومها كنت مندهشاً جدا وأكلم نفسي وأقول " ترى ما هو الدور الذي لا يستطيع أي ممثل في العالم غيري أن يقوم به؟!" وعندما أرسل لي السيناريو وبدأت في القراء لم أجد أي دور مناسب لي، حتى وصلت للصفحة 86 ووجدت دوراً لا يتجاوز حجمه في السيناريو 5 صفحات، فقلت له " واضح أنك تريد شخصاً ليساعدك في التمويل، هذا دور يستطيع أي أحد أن يؤديه ، أنا لست شخصا أحمق" ولكنه أعاد كلامه مرة أخرى فقلت له "سأشارك في الفيلم". وعن إمكانية مشاركته في فيلم مصري قال جير أن هناك صعوبات متعلقة بأن الأفلام الجيدة مكلفة فمعدل تكلفة الفيلم اليوم لا يقل عن 100 مليون دولار، ولكنه لا يعارض المشاركة في فيلم مصرى إذا كانت القصة جميلة ومع مخرج متميز وممثلين متمكنين.