وسط إجراءات أمنية مشددة وحالة من الترقب العام بدأت في الثامنة من صباح اليوم انتخابات مجلس الشعب 2010 .. رغم ضعف إقبال الناخبين خلال الساعات الأولى من بدء الانتخابات إلى أن الأعداد بدأت تتزايد تدريجيا، وبدأت الأحداث تزداد سخونة خاصة في عدد من الدوائر التي أطلق عليها دوائر الموت لسخونة المنافسة فيها. ولم تشهد الانتخابات حتى الآن إلا حالتين وفاة الأولى لأحد أبناء مرشح مستقل بدائرة المطرية وعين شمس واسمه عمرو سيد محمد وعمره 24 حيث توفي اليوم متأثرا بجراحه بعد حدوث اشتباكات بينه وبين أنصار أحد المرشحين بالأمس، وقد ألقت الشرطة القبض على شخصين اعترفا بقتلهما للشاب لأنه قام بمعاكسة إحدى الفتيات، إلا أن أسرته نفت ذلك وقالت إنه قتل بسبب الصراع على الانتخابات، إلا أن وزارة الداخلية أعلنت أن حادث القتل ليس له علاقة بالعملية الانتخابية، والثانية في محافظة المنوفية حيث توفي شخص يدعى ناجي موسى عمران بإحدى اللجان بقرية كمشيش إلا أن المهندس سامي عمارة محافظ المنوفية قال إن الرجل توفى نتيجة تعرضه لأزمة قلبية. العنف لم يتوقف عند هذا الحد ففي محافظة الدقهلية أصيب شخص بطلق ناري أثناء مشاجرة، ، كما أصيب شخص أخر بطلق ناري في مشاجرة وقعت بين أنصار مرشحين في قرية بيلا بالدقهلية. وحتى الآن تم إغلاق عدد من مراكز الاقتراع بسبب تحطيم أنصار بعض المرشحين لصناديق الاقتراع وقد حدث هذا في منطقة كوم البركة في كفر الدوار، وقد شهدت عددا من الدوائر الأخرى تجمهر وهجوم على اللجان إلا أن رجال الشرطة تصدوا لكل أعمال العنف وقاموا بتفريق هذه التجمعات. وبعيدا عن العنف فان عملية الرشاوى الانتخابية في تزايد مستمر حيث وصل سعر الصوت الانتخابي في دائرة البساتين إلى 200 جنيه، وفي دائرة العمرانية والهرم وصل إلى 500 جنيه، إلا أنها ارتفعت إلى 700 جنيه في دائرة شبرا، وفي الأقاليم فإن سعر الصوت وصل إلى 100 جنيه، الرشاوى لم تقتصر فقط على المقابل بل هناك موبايلات ومنشطات جنسية ووجبات أكل وغيرها. وقد بلغ عدد الشكاوى حتى الآن حوالي 50 شكوى تلقتها اللجنة العليا للانتخابات أو غرفة العمليات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، وتدخلت وزارة الداخلية في حل 14 منها، وقد تنوعت الشكاوي حيث بلغت نسبة منع الناخبين حوالي 50%، و30% منع المندوبين من دخول اللجان، أما تأخر فتح اللجان ومنع المراقبين من دخول اللجان فوصلت نسبته 20% من الشكاوي، وقد تصدرت محافظات الشرقية والغربية والقليوبية والجيزة وحلوان والدقهلية قائمة المحافظات الأكثر في الشكاوي. وقال المستشار مقبل شاكر نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أن غرفة العمليات بالمجلس فحصت بعض الشكاوى التي تلقتها وأكد أنه لم يتم منع أحد من التصويت في الانتخابات، أما بالنسبة لتأخر فتح بعض اللجان فكان بسبب فحص بعض المستندات الخاصة باللجنة أو تأخر وصول المراقبين لبعد أماكن سكنهم، وأكد أنه تم إبلاغ أعضاء اللجان العامة بالمحافظات لحل أي شكوي على الفور. لكن الغريب والجديد في انتخابات هذا الدورة هو أن الانتخابات لن تعلن مساء يوم الانتخابات كما جرى العرف سابقا، كما أكد المستشار أحمد شوقي عضو اللجنة العليا للانتخابات وقال أن النتائج سيتم إعلانها مساء الثلاثاء أو صباح الأربعاء.
الساعة 3:30 اللواء طارق عزمي المتحدث باسم وزارة الداخلية يقول أن الداخلية تمكنت من السيطرة على كل أعمال الشغب في الانتخابات، وأن ما حدث كان من قبيل المشاحنات المعهودة في مثل هذه الظروف، وفي نفس الوقت صرح السفير اسماعيل خيرت رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بأنه تم حل المشاكل التي واجهت المراسلين الأجانب وتم تمكنيهم من دخول اللجان وطالب القنوات الفضائية بتحري الدقة في نقل الأخبار. وفاة مندوبة عن مرشح الوطني بالأسكندرية توفيت منذ قليل بإحدى لجان دائرة المنتزة بالأسكندرية نفيسة فراج وذلك لتعرضها لغيبوبة سكر. الساعة 4:30 قال المستشار سامح الكاشف المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات أن رئيس اللجنة من حقه مد فترة التصويت لما بعد السابعة مساء إذا كان هناك تكدس للناخبين خارج اللجنة. انسحاب حمدين صباحي من الانتخابات أعلن حمدين صباحي المرشح عن دائرة الحامول وبلطيم بكفر الشيخ انسحابه من العملية الانتخابية معللا ذلك بالتضييق على أنصاره ومنع ناخبيه من الإدلاء بأصواتهم.
وفاة الحالة الرابعة في الانتخابات توفي منذ قليل أبو المعارف عبد الرحمن جاد الرب بمركز دشنا محافظة قنا، وقد أكد مصدر أمني أن وفاة الرجل ليس لها علاقة بالانتخابات فقد قتله نجل زوجته لوجود خلافات أسرية بينهما. الساعة 5:30 حالة من التوتر والقلق تشهدها عدد من الدوائر ما بين مشاجرات واشتباكات وانسحابات من المرشحين، فقد شهدت منطقة المطرية تبادل إطلاق النار بين أنصار ميمي العمدة مرشح الحزب الوطني وحمدي الكرداسي مرشح مستقل، وقد شهدت دائرة تلا بالمنوفية مشاجرة بين انصار عفت السادات وأنصار المرشحين المستقلين بعد قيامهم بتحطيم الزجاج الخلفي لسيارة السادات، أيضا شهدت عدد من الدوائر اشتباكات وإطلاق النار بين أنصار عدد من المرشحين، وقد نفت اللجنة العليا للانتخابات أعلنت ما تردد عن وقف التصويت في 14 لجنة فرعية بمنطقة طناط بالفيوم لحدوث اشتباكات ومشاجرات بين أنصار المرشحين، وإلغائها الانتخابات في لجان أخري، وقال المتحث الرسمي عن اللجنة أنه فقط تم التحفظ على الصناديق وبعدها يقرر رئيس اللجنة العليا للانتخابات ما يراه مناسبا. الساعة 6:00 ما زالت الأحداث تتوالي في الانتخابات وتزداد سخونة مع قرب انتهاء موعد التصويت، المهندس أحمد عز امين التنظيم بالحزب الوطني علق على انسحاب حمدين صباحي من الانتخابات بأنه جاء لشعوره بالخسارة ولا حقيقة لما قاله عن تزوير الانتخابات لمصلحة مرشح الوطني، وفي نفس الوقت تقدم الحزب الوطني بعدد من البلاغات للجنة العليا للانتخابات ضد جماعة الإخوان المسلمين لاستخدام أنصارها العنف ضد مرشحي الحزب الوطني وأنصارهم في عدد من الدوائر. طرد مرشح الوفد من مدرسة كمال الشاذلي موقف غريب شهدته العملية الانتخابية منذ قليل وذلك في دائرة الباجور بالمنوفية، فقد توجه عدد من أنصار محمد كامل مرشح حزب الوفد في الدائرة إلى مدرسة كمال الشاذلي الاعدادية وهو ما أثار استياء عدد كبير من الناخبين، حيث أن محمد كامل كان يعد المنافس التقليدي والدائم لكمال الشاذلي قبل وفاته، حيث اعتبر الناخبون أن دخول أنصاره المدرسة التي تعد معقل الحزب الوطني به نوع من التحدي والجرأة الزائدة. الساعة 6:30 ما زالت الأحداث تتوالى والعنف يتزايد، فقد قام أنصار عبد العظيم الشرقاوي مرشح الاخوان المسلمين بدائرة شرطة الوسطي باقتحام احدى اللجان والاعتداء على رؤساء اللجان والمندوبين واستولوا على استمارات التصويت، وفي نفس الوقت انسحب محمد عبد الستار عباس المرشح المستقل على مقعد الفئات بدائرة الباجور منوفية لأن ابناء دائرته خذلوه كما قال وخرج رافعا يده فوق رأسه وقال أن حياته هو وأنصاره أهم عنده من كرسي البرلمان، ومصطفي بكري يعتصم أمام إحدى اللجان بدائرته اعتراضا منه على تزوير بعض الصناديق في هذه اللجنة، والقبض على هشام الوكيل مرشح الوطني بدائرة الوسطي ببني سويف بعد اتهامه بإطلاق النار على ضابط شرطة. الساعة 7:00 شهدت الدقائق الأخيرة قبل غلق عملية التصويت اشتباكات عنيفة في دائرة اتميدة بين أنصار مرتضى منصور و أنصار مرشح الوطني عبد الرحمن بركة، وفي نفس الوقت قام أحمد شوبير بصفع أحد أنصار منافسه ياسر الجندي بالقلم على وجه أمام أحد لجان، وبعدها تم إغلاق صناديق الاقتراع لتبدأ عملية الفرز. معروف أن انتخابات 2010 تجرى على 508 مقاعد من بينها 64 مقعداً مخصصة للمرأة، ويتنافس على تلك المقاعد 4686 مرشحا ومرشحة من بينهم 1188 مرشحا ومرشحة يمثلون الأحزاب السياسية المختلفة و3498 مرشحا مستقلا، و378 مرشحة عن المقاعد المخصصة للمرأة، ويحق لحوالي 42 مليون مواطن الإدلاء بأصواتهم في هذه بالانتخابات.