أكد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، أن المنطقة تموج بالعديد من التيارات، ووصفها بالتعبير المصري الدارج ب"أنها على كف عفريت"، وأن العفاريت بالمنطقة كثيرون، مشددا على أن عودة مصر إلى دورها الإقليمي الذي يتسم بالسياسة المتوازنة البعيدة عن التطرف والقريبة من التعقل ستكون عاملا كبيرا في استقرار وتوازن المنطقة، داعيا إلى ضرورة التفكير في إقامة نظام إقليمي عربي من أجل مستقبل المنطقة على أن نضع في اعتبارنا ما قامت به الدول العظمى في عام 1914 واتفاقية "سايكس بيكو"، حيث قررت الدول الكبرى رسم خريطة جديدة للمنطقة وتقسيمها وقال إنه يجب على الدول الكبرى أن تعي أن هناك مصالح إقليمية عربية، مشددا على أن عام 1914 لن يتكرر في عام 2014، لافتا إلى أن الحديث عن تغيير أو فيدرالية لابد أن يكون قراراً عربياً وفي حال نظام إقليمي عربي يطرح على المائدة للمناقشة بالجامعة العربية. وأكد موسى أن تركياوإيران لا تستطيعان الادعاء بأنهما تديران المنطقة، لأن المنطقة عربية خالصة، ونحن نمثل الأغلبية طالما أننا نوثق عملا لمصالحنا ليلحق العرب بركب القرن الحادي والعشرين، مشددا على أن تركيا تستخدم المقاربة الناعمة، أما إيران فهي تستخدم المقاربة الخشنة، ومصر بين الاثنين تستطيع أن تنافس تركياوإيران إذا تطلب الأمر. جاء ذلك في محاضرة بعنوان "تطورات الوضع في العالم العربي والشرق الأوسط" بدعوة من جمعية الصحافيين البحرينية. وحول التدخلات الإيرانية في المنطقة قال موسى إن طهران لها أخطاء فادحة، خاصة فيما يتعلق بالتدخل في الشؤون الخليجية والتعامل تجاه قضايا السنة والشيعة من خلال اللعب بورقة الطائفية، مطالبا طهران بضرورة أن تكون لديها القدرة والنية والرغبة للتفاوض مع جيرانها، وأن التعامل بالقوة ليس في صالح استقرار المنطقة. وأكد موسى أن أمن واستقرار مملكة البحرين جزء لا يتجزأ من الأمن العربي والخليجي وليس المصري فقط، وهي قضية معلومة وواضحة أمام الجميع منذ عهود طويلة، لافتا إلى أنه من غير المقبول الحديث خلاف ذلك من أي طرف آخر أياً كان. وأوضح موسى أن حكم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وطريقة إدارته للأمور، ومعاداته للسنة والأكراد في العراق، واستنصاره الدائم بطهران وخلقه للون الطائفي أظهر كيانا مثل داعش، محذرا من تكرار مثل تلك التصرفات التي قد تعيد تنظيمات إرهابية أخرى بمسميات مختلفة. وأعرب موسى عن دهشته من غزو مثل تلك التنظيمات دولة بحجم العراق بهذه السهولة، مشيرا إلى أنه يرجع ذلك إلى الإحباط الشديد الموجود لدى الشعب العراقي، وأكد موسى أن هذا التنظيم لا يمثل الإسلام نهائيا، وإنما يمثل الإرهاب.