مادام ربنا كتّب عليك تبقى مصرى يبقى اكيد هتصحى من النوم على صوت سواق "الميكروباظ" وهو بيصوصو ... ولا لو هو ربنا فاتحها عليه ومقتدر تلاقى التبّاع شغال الله ينور حنجرة قد كده وإيد قد كده بتاخد منك الاجرة ومش بتديك الباقى عشان مفيش فكة ..ولما تنزل ابقى اخبط دماغك فى الاسفلت من الندم انك مفكتش قبل ما تركب .. أو تصحى على صوت موتور الاتوبيس اللى شغال بقاله عشرين سنة لا يكل ولا يمل وتلاقى ريحة دخانه اللى ترد الروح وتوصلك حتى لو كنت نايم تحت السرير. ولو كل ده بيحصل لك يبقى اكيد هيجى عليك يوم شمسه حارقة وجوّه كله رطوبة ومفهوش حتة سحابة واحدة توحد ربنا عشان تضلل على الخلق المطحونة دى وتبقى مضطر اسفا انك تروح لمصلحة حكومية. طب تعالى كده يا مواطن نتخيل مع بعضينا كده انك داخل مصلحة حكومية وتلاقى قدام الموظفين قال اية - خير اللهم اجعله خير يارب - اجهزة "حاسبات آلية" .. ياساتر يارب انا مكوبّس ولا اية ( ده طبعا اللى هتقوله فى سرك) إزاى بعد السنين دى كلها يتخلوا عن الدفاتر وخط الموظفين اللى ميتقريش واللى ساعات كتير بيودى فى داهية لانهم بيكتبوا وهما مش مركزين ..يعنى هيركزوا معاك ولا مع السندوتش ولا الدبانة اللى عايزة تقف على كوباية الشاى ولا زميله اللى بيغلس عليه من المكتب التانى .. بيشقوا والله. وبعد كده تتفاجئ إنك فعلا صاحى ..وإن قال ايه المصلحة الحكومية دى دخلت فى اللى اسمه " مشروع الميكنة" وان بدل ما كنت هتعدى علينا بكرة ..هتبقى عدى علينا السنة الجاية وربنا يدينا طولة العمر لان المفروض المشروع ده يتسمى "بعد ما شاب ودوه الكتاب" مطلوب من موظف معاه "دبلون" ولا حتى شهادة عالية واخداها ببركة دعا الوالدين من ايام قوموا واقعدوا انه يستخدم "التكنولوبيا" الحديثة وبدل ما يستخدم دفاتر والاوراق قال اية يكتب على الكيبورد زرار زرار ..وعلى ما يكتب كلمة يكون النهار فات ولا بقى الموظف يقع فى عرضك لو شايفك " واد ورور " فاهم ودايس انك تيجى تساعده ، ويا سلام بقى لو تعلمه كلمتين وتمليه الخطوات عشان يقعد يحفظها وهو رايح الشغل كل يوم. هو المشروع اللى بيقولوا عليه عامل بالظبط كأنك جايب شحات من الشارع بشعره المنكوش وعليه تراب السنين الطويلة ودخان العربيات على وشه وتلبسه بدلة مستوردة من باريس والمطلوب منه انه يبقى حد تانى خالص غير الاولانى لانه لبس بدلة نضيفة .. ولكى الله يا مصر.