بعد الانتهاء من تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بدأت تتضح الملامح العامة لخريطة الانتخابات البرلمانية القادمة، حيث تسعى الأحزاب والتكتلات السياسية فى بناء تحالفات إنتخابية .. وتتنافس تيارات عديدة أعلنت عن نفسها خلال الأيام القليلة الماضية على أغلبية مقاعد مجلس النواب الذى بلاشك سيتمتع بصلاحيات هائلة وفقا لما نص عليه الدستور .. تحالف عمرو موسى البداية من التحالف الانتخابى الذى يتزعمه السيد عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين بمعاونة عدد من الشخصيات العامة على رأسهم اللواء مراد موافى رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، وهو التحالف الذى استطاع خلال فترة قصيرة فى جذب العديد من الأحزاب والشحصيات العامة حيث يضم السفير محمد العربى وزير الخارجية الأسبق، واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق، ويضم التكتل أيضا حركة تمرد جبهة محمود بدر التى تعتزم تأسيس حزب الحركة الشعبية وأعلنت انضمامها رسميا لهذا المعسكر الانتخابي، وأيضا جبهة مصر بلدي بزعامة اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق، والنائب السابق مصطفى بكري وعدد من الأحزاب كحزب المؤتمر وحزب الدستور الذى تلقى الدعوة من السيد عمرو موسى للانضمام إليه.. وأصدر السيد عمرو موسى وثيقة إنتخابية لتدشين التحالف قال فيها أنه فى ضوء الانتهاء من الاستحقاقين الأولين من خارطة الطريق (اعتماد الدستور وانتخاب الرئيس)، والاستعداد للاستحقاق الثالث أي إجراء الانتخابات البرلمانية (التي يجب بدء الإعدادات لها في موعد غايته ستة أشهر من تاريخ اعتماد الدستور أي قبل 18 يوليو القادم). وفي ضوء صدور قانون الانتخابات، وأهمية الاستعداد للعمل طبقاً له إعدادًا للانتخابات البرلمانية القادمة، بصرف النظر عن وجهات النظر السابق التعبير عنها بالنسبة للقانون المذكور. يصبح من المتعين تحقيقاً للمصلحة العليا للبلاد في الأمن والاستقرار وإعادة البناء واستعادة الدور السياسي الخارجي النشط لمصر، أن يبدأ الاستعداد المتعلق بالاستحقاق الثالث فوراً ومن منطلق إيجابي بإقامة تفاهم سياسي عام بين مختلف القوى السياسية والشخصيات ذات الثقل يقوم على البرنامج التالي: - أولاً: التعهد بالإخلاص للدستور ومبادئه ونصوصه ومتابعة استكمال متطلباته بإصدار القوانين المكملة للدستور والمطبِّقة والمنفِّذة له، فور انتخاب البرلمان القادم، وذلك باعتبار الدستور إطاراً للعمل الوطني من الآن فصاعداً، ووثيقة يستند إليها هذا التحالف. - ثانياً: احترام مبادئ الديمقراطية وتداول السلطة وحقوق الإنسان، وجميع الحقوق والحريات العامة المنصوص عليها في الدستور، بالإضافة إلى تحقيق ما أشار إليه الدستور خاصة بالتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وتطبيق اللامركزية ومحاربة الفساد وفصل السلطات. - ثالثاً: دعم الرئيس المنتخب في مسيرته الدستورية لإعادة بناء مصر ومؤسسات الدولة وتصحيح المسار، وضمان الإدارة الجيدة للحكم وتحقيق الأمن وبدء عملية التنمية الاقتصادية وتأكيد العدالة الاجتماعية وتحقيق أهداف الثورة. - رابعاً: التنسيق في صدد الانتخابات القادمة بتبادل التأييد والدعم في الترشيحات للمقاعد الفردية، والاتفاق على تشكيل القوائم الانتخابية التي نص علها قانون الانتخاب. - خامساً: اتفق الرأي على أن من أهم قواعد العمل المشترك في هذه المرحلة من العمل السياسي فتح الباب للقوى المدنية للمشاركة الديمقراطية في هذه المبادرة إلا من ثبت فساده. - سادساً: ليس مطروحاً اندماج الأحزاب أو التيارات المنضمة إلى هذه المجموعة، ولا تشكيل حزب واحد يجمعها، بل إن توجهها السياسي هو خدمة البلاد بالعمل السياسي المحترم والمنظم في إطار المبادئ السابق طرحها دون أن تكون ظهيراً إلا لإعادة بناء مصر واستعادة بهائها وتحقيق كرامتها. تحالف تيار الاستقلال أما تيار الاستقلال بقيادة المسشتشار أحمد الفضالى رئيس جمعية الشبان المسلمين فقد رفض الانضمام لجبهة عمرو موسى وأعلن عن تدشين جبهة "دعم الرئيس"، المساندة للرئيس عبد الفتاح السيسي وتضم 6 أحزاب و5 حركات وائتلافات ونقابات وهى حزب فرسان مصر بقيادة اللواء عبد الرافع درويش، وحزب السادات الديمقراطى بقيادة الدكتور عفت السادات، و"الأمة" بقيادة خالد العطفى، وحزب "مصر بلدى" بقيادة الدكتور حلمى الحديدى، وحزب "مصر الفتاة" بقيادة الوصيف عبد الوصيف، وحزب "مصر العربى الاشتراكي" بقيادة وحيد الأقصرى و"جبهة العسكريين المتقاعدين" بقيادة مدحت الحداد، وائتلاف 30 يونيو بقيادة ممدوح رشاد، ونقابة أصحاب المعاشات. تحالف صباحى أما عن الأحزاب التى اليسارية والاشتراكية التى ساندت حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية الماضية فقد تعلن عن البدء فى تنظيم تحالف انتخابى مستقل يتزعمه حزب الكرامة والتحالف الشعبى الاشتراكى, والتيار الشعبى, وحزب العدل, و تتجه نحو تشكيل تحالف انتخابى للسباق البرلمانى. كما أعلنت المستشارة تهاني الجبالي, عن تزعمها لتحالف انتخابى آخر لخوض انتخابات البرلمان والمنافسة علي رئاسة النواب. اما حزب النور اللاعب الرئيسي على الساحة الآن من التيار الإسلامى فقد أعلن أنه لم يتلق دعوى رسمية من السيد عمرو موسى للانضمام لتحالفه الانتخابى، وأنه يرحب بالاستحقاق الثالث لخارطة الطريق ويؤكد على مشاركته لكن الحزب حتى الآن لم يحسم موقفه بشكل قاطع رغم بدء الكثير من المشاورات والاتصالات ما بين التحالفات الأخرى لحين إعلان الموقف بشكل نهائى. يأتى هذا فى الوقت الذى أكدت فيه القوى الإسلامية المنضوية تحت لواء ما يعرف بتحالف الشرعية عن رفضها لكل ما ترتب على 30 يونيو.