أصيب الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، بوعكة صحية خلال جلسة محاكمة القرن المنعقدة اليوم بأكاديمية الشرطة، حيث أصيب بهبوط فى ضغط الدم. فيما أمر رئيس المحكمة المستشار محمود كامل الرشيدي، بإخراجه من قفص الاتهام لتلقى العلاج اللازم وإسعافه بغرفة الاستراحة المجاورة لقفص الاتهام، على أن يعود مرة أخرى لحضور باقى الجلسة بعد فترة الاستراحة، حيث رفعت لمدة نصف ساعة. جاء ذلك خلال نظر محاكمة مبارك، ونجليه جمال وعلاء مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى وستة من مساعديه لاتهامهم، فى التحريض والاتفاق والمساعدة على قتل المتظاهرين السلميين إبان ثورة 25 يناير، وإشاعة الفوضى فى البلاد وإحداث فراغ أمنى فيها، والفساد المالى واستغلال النفوذ وتصدير الغاز لإسرائيل. وظهر على وجه مبارك الابتسامة في بداية الجلسة ، وظل يحيى أنصاره ومحبيه من داخل قفص الاتهام ويلوح لهم بيديه ملقيًا عليهم التحية. أكد دفاع أحمد رمزى، مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الأمن المركزى ، أن مظاهرات 25 يناير كانت سلمية ولم يحدث بها أى أعمال عنف، ولكن ما حدث يوم 28 يناير كان مخططاً من أشخاص ليس لهم صلة بالمتظاهرين، وكان هدفهم الاعتداء على الأبنية ورجال الشرطة بقصد إسقاط جهاز الشرطة والنيل منه، وأن ما حدث فى ذلك اليوم لم يكن فى مخيلة المتهمين حتى يتم توجيه التهم لهم، وأكد ذلك أقوال المشير حسين طنطاوى بأن ما حدث فى جمعة الغضب كان مخططاً مدبراً. أشار الدفاع إلى أن توجيه النيابة الاتهام للمتهمين كان ضرباً من الخيال ولم تقدم النيابة العامة الدليل على استخدام المتهمين نفوذهم للتحريض على قتل المتظاهرين, موضحاً أن الضباط أنفسهم كانوا معترضين على تعليمات اللواء أحمد رمزى بمنع التسليح وقاموا بتقديم شكوى ضده. وأكد دفاع اللواء أحمد رمزى، انتفاء الجريمة فى حق موكله المتهم فى "محاكمة القرن"، مشيراً إلى عدم توافر شرط العلم بالواقعة، حيث إن النيابة العامة لم تكن تعرف بأن ما حدث أيام 25 يناير كان ثورة وأن المواطنين لم يكونوا يعلمون أنها ثورة، على حد قوله. وأضاف "رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية المرحوم اللواء عمر سليمان" الذى لا يخشى فى قول الحق لومة لائم، فقد قال إن ما حدث فى 25 يناير كان غير متوقع ولم يدر بخلد أى مسئول فى مصر بأن ما حدث كان سيحدث، وأن ضرب النيران يمكن أن يحدث من أى جهة إلا الأمن المركزى، لأنه تشكيلات فض "كبيرها الغاز"، واستشهد أيضاً بأقوال كل من المشير حسين طنطاوى، واللواء منصور العيسوى وزير الداخلية الأسبق، بأن "ما حدث كان خارج توقع جميع المتهمين". تابع قائلاً: "وأخيراً شاهد الإثبات الأول فى القضية الذى كان يحلم بأن يصبح وزير داخلية، وأدان المتهمين وحمله المتظاهرون على الأعناق اعترف بأن أحمد رمزى قال "آخرنا الغاز"، هذه المحكمة ظروفها أفضل من المحكمة السابقة التى وصفها الأخير بأنها بطلة بأن أصدرت هذا الحكم إيجاباً وسلباً".