بالرغم من إقتراب موعد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى في دورته الرابعة والثلاثين، وبالرغم من أن إدارة المهرجان مازالت حتي الآن تبحث عن فيلم مصرى تنطبق عليه شروط الإشتراك في المسابقة الرسمية للمهرجان، فإن مصر رشحت فيلم "رسائل بحر" للمخرج الكبير داود عبد السيد للإشتراك في الأوسكار و هذا أكبر دليل علي أننا قادرون علي إنتاج أفلام ذات قيمة و قادرة علي المنافسة العالمية. لذلك إتصلنا بالمخرج داود عبد السيد لنعرف رأيه في هذا الترشيح فقال في تصريح خاص لبوابة "الشباب" : عندما أشرع في عمل فيلم لا أفكر في الجوائز التي ممكن أن يحصل عليها أو المهرجانات التى قد يشارك فيها فهذا الأمر كله لا يعنينى، إنما الأهم عندى هو أن أقدم عملا يغوص في تفاصيل شخصياته، ويخرج من قلب واقعهم، وواقع المجتمع الذي نعيش فيه جميعا، لذلك أنا لا أهتم كثيرا بتفاصيل القصص التي أقدمها فى أفلامى، بقدر ما أهتم بالأحداث المرتبطة بكل شخصية في الفيلم، وكذلك الأماكن التي أصور فيها، يعني في فيلم "رسائل بحر" تحديدا قال لي معظم من شاهدوا الفيلم أنهم شعروا وكأنهم يشاهدون الأسكندرية لأول مرة، والحقيقة أنني لم أزيف شيئا وإنما قدمت الواقع كما هو موجود بالضبط و تلقاه المشاهد من خلال إحساسه بالفيلم لكن الإختلاف جاء من الحالة نفسها والإحساس بها، لذلك أنا أكثر ما يسعدنى عندما يشاهد الجمهور أحد أفلامي ويقول لى أنه حالة، و عموما أنا لا أنكر أني سعيد جدا بمشاركة الفيلم في الأوسكار وأتمنى لو يحقق إضافة لصورة السينما المصرية، لكنى في كل الأحوال علاقتى إنتهت به لأني إعتدت من زمان جدا أن تنتهي علاقتي بأى عمل أقدمه بمجرد أن يعرض للناس لدرجة أني لا أشاهد أفلامى، ولا حتي أحب أن أراها بعد أن أنتهى منها و يضيف : أتمني أن يحصل الفيلم علي جائزة مادية كبيرة حتي أستخدمها في عمل فيلم آخر أكثر أهمية، فضلا عن أن الجائزة بشكل عام ستزيد من ثقتي فيما أقدمه وستشعرنى أن مجهودى ومجهود كل من عمل بالفيلم لاقي تقديرا كبيرا، وإن كان الفيلم والحمدلله لاقى هذا التقدير من الجمهور وقت عرضه، وهذا هو المهم عندى لأني أعتبر أن تقدير الجمهور أكبر من أى جائزة، لذلك أنا مقل جدا في عدد الأفلام التى أقدمها لأنى دائما أبحث عن ما هو مختلف ويستحق أن نقدمه للناس، وبالمناسبة فكرة الإيرادات أو الفرقعة الكبيرة لأى فيلم من وجهة نظري ليست دليلا علي النجاح، فكم من أفلام حققت تلك الإيرادات الخيالية على مدى السنوات الماضية، ولكننا الآن لا نتذكر منها شيئا، فالعبرة بما سيعيش مع الناس مثل ما حدث في "الكيت كات" مثلا ومع ذلك فهذا الفيلم تحديدا إنتظرت أكثر من خمس سنوات أنا والأستاذ إبراهيم أصلان حتي نجد منتج يغامر بإنتاجه بالرغم من أننا كان معنا ممثل كبير مثل محمود عبد العزيز، والحمدلله أن الفيلم مازال يحقق نجاحا حتى الآن في كل مرة يعرض فيها، ويكاد يكون من العلامات الهامة جدا فى تاريخ محمود عبد العزيز وهذا هو المهم عندي، ونفس الشىء حدث في فيلم "رسائل بحر" فقد تعطل تصويره عدة سنوات خاصة أن الفنان الراحل أحمد زكى كان هو المرشح الأول له ثم جاء خالد أبو النجا، وأخيرا إستقر الدور علي آسر ياسين وبسمة، و قد آدوا أدوارهم بمنتهى الإبداع.