حتى الآن ينتظر الجميع إعلان المشير عبد الفتاح السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية.. فقد كانت كل التكهنات تؤكد أنه سيخرج من التشكيل الوزاري ليعلن ترشحه.. ولكن حدث العكس.. على الرغم من تأكد الجميع من أنه سيرشح نفسه... فقد قال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، رئيس لجنة الخمسين، إن المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، سيعلن ترشحه رسميًا للرئاسة خلال أيام قليلة. وأرجع استمرار السيسي في حكومة رئيس الوزراء المكلف إبراهيم محلب إلى «ترتيب أوضاع داخل الجيش.. لكن الرجل يخطو خطوات متسارعة نحو إعلان الترشح»، مؤكدًا أن السيسي «خطا خطوات نحو إعلان الترشح»، وأن «فريقًا من المستشارين والخبراء يعكف على صوغ برنامجه والإعداد لحملته الانتخابية». كما قالت مصادر عسكرية إن استمرار وزير الدفاع في الحكومة الجديدة يرجع إلى تأخر اعتماد القانون المنظم للانتخابات الرئاسية والإشراف على ترتيبات داخل الجيش. وأعرب المصدر عن استغرابه من انتقاد بعضهم عدم خروج السيسي من الوزارة الجديدة، لافتا أن قائد الجيش مستمر في مهامه حتى يأتي التوقيت المناسب للخروج على الشعب وإعلان ترشحه. وأضاف: حتى الآن لم يخرج قانون الانتخابات الرئاسية إلى النور، وستتبعه إجراءات أخرى تستغرق أيامًا يتم خلالها تحديد موعد فتح باب الترشح للانتخابات وإغلاقه والتوقيتات الخاصة بتقديم الطعون وفترة الدعاية للمرشحين، وهي أمور لم تتضح حتى الآن، ومن ثم لا بد من معرفة هذه القضايا المهمة، إضافة إلى ترتيبات داخل المؤسسة العسكرية قبل إعلان ترشحه للانتخابات. وأشار إلى أن استمرار السيسي في حكومة «محلب» ليس معناه عدم ترشحه للرئاسة، الأمر المؤكد هو عزم السيسي على الاستجابة لرغبة الشعب والترشح في الانتخابات.
وقال محمد أبوحامد المتحدث باسم "جبهة مؤيدي السيسي" إن سبب تأخر المشير السيسي في الإعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية بشكل رسمي للشعب المصري يرجع إلى ترتيبات إجراءات خروجه من وزارة الدفاع، المتمثلة في تعيين وزير الدفاع وعدد من القادة العسكريين، خاصة وإن خلو منصب السيسي سيترتب عليه عدد من التغيرات في القوات المسلحة ورئيس الأركان وعدد من القادة. وأضاف أن السيسي حريص أيضًا قبل إعلان ترشحه للرئاسة بشكل رسمي إلى إعادة صياغة العلاقات الخارجية المصرية، وكانت البداية بزيارة روسيا، إضافة إلى العمل بشكل جدي على ضبط العلاقات مع الجانب الأوروبي وفقًا للمصلحة الوطنية المصرية لإيجاد تعددية في العلاقات الدولية. وأوضح أن المشير السيسي يعمل حاليًا على ترتيب العلاقة بين المؤسسة العسكرية وغيرها من المؤسسات العسكرية في الدول الأوربية لمواكبة كافة التطورات على المستوى العسكري والاستراتيجي. وقال محمد الدمراوي، الخبير العسكري، إن عدم إعلان المشير السيسي ترشحه للرئاسة حتى الآن راجع إلى عدة أمور من بينها قراءة المشهد العام للبلاد والانتظار للحظات الأخيرة التي يمكن من خلالها الاطمئنان للوضع السياسي بالبلاد
وقد فسرت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقاً، تأخر إعلان السيسي لترشحه إلي أنه يتصرف كرجل دولة ويحسب الوقت المناسب لإعلان مثل هذا النوع من القرارات الخطيرة، حيث أن إعلان الترشح لمنصب رئيس الجمهورية قبل إصدار قانون الانتخابات، وقبل إعلان فتح باب الترشح للمنصب لا يعدو أكثر من كونه تصرفًا "طفوليًا".
وأكد المستشار رفاعي نصر الله، مؤسس حملة (كمّل جميلك) لدعم السيسي في الانتخابات الرئاسية، فإن رغبة السيسي في ترتيب الأوضاع داخل المؤسسة العسكرية، والاطمئنان إلى استقرارها، هو السبب الأهم في تأخر إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية.
كما كشفت مصادر سيادية في تصريحات لجريدة الوطن عن أن المشير عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، حسم أمره وقرر بشكل نهائى خوض سباق الانتخابات الرئاسية، وقالت المصادر إن المشير سيعلن عن قرار ترشحه فى السباق الرئاسى رسمياً فى الفترة ما بين 10 و12 مارس الجارى، عقب صدور قانون الانتخابات الرئاسية المرتقب. وأضافت المصادر أن «السيسي» سيعلن عن ترشحه في خطاب شامل موجه للأمة، وأوضحت أنه سيكشف للشعب خلال الخطاب أسباب تأجيله لإعلان الترشح للرئاسة، والتي تتلخص في ثلاثة أسباب مهمة: أولها، رصد وجود مخططات من التنظيم الدولي للإخوان، وبعض الدول الغربية إضافة إلى قطر وتركيا، لتنفيذ عمليات إرهابية عقب إعلانه الترشح مباشرة، وأن التأخير كان يستهدف كشف وإحباط تلك المخططات. أما الثاني، فهو وجود مخاوف حقيقية من استهداف المشير شخصياً، بعد رصد تهديدات من المخابرات الأمريكية وأجهزة مخابرات في بعض دول المنطقة لاستهداف السيسي شخصياً. وأوضحت المصادر أن السبب الثالث للتأجيل، والذى سيكشف عنه «السيسى»، هو وضع اللمسات النهائية لترتيبات التحالف الدولى والإقليمى الذى يصوغه السيسى لمواجهة التحركات الأمريكية فى المنطقة، والذى يتشكل من مصر وروسيا والسعودية والإمارات والكويت، فى مواجهة التحالف الغربى الذى ترأسه أمريكا، وتشارك فيه بريطانيا وفرنسا، وتركيا، بالإضافة إلى قطر. وكشفت المصادر عن أن القيادة المصرية تجرى حالياً محاولات لاستمالة التنين الصينى، بهدف الدفع بثقل القطب الصينى لدعم التحالف الذى يصوغه «السيسى»، للحد من نفوذ وتحركات أمريكا التى تضر بدول المنطقة فى الشرق الوسط.