من يجلس على كرسى هذه الوزارة المكتظة بالفساد والبيروقراطية .. من يستطيع أن يقف فى وجه بارونات فاروق حسنى الذين زرعهم فأصبحوا كالأشواك فى ظهر أى وزير جديد .. من يستطيع أن يجسد حلم الثقافة المصرية الضائع بعد عقود من التهميش .. بل من فى إمكانه أن يسد هذا الفراغ الذى ظل يملؤه فاروق حسنى لأكثر من 20 عاما .. إنها أسئلة كثيرة تتردد كثيرا عند محاولة اختيار وزير للثقافة فى كل حكومة جديدة. فى البداية ترددت الأنباء عن تولى الدكتور أسامة الغزالى حرب حقيبة الوزارة، أمس، عقب لقاءه بالمهندس إبراهيم محلب، لكن الوسط الثقافى سادته حالة من الجدل خاصة وأن الغزالى حرب رجل سياسة فى المقام الأول وليست له علاقة من قريب أو من بعيد بأعمال هذه الوزارة وفاجأ الرجل الوسط الثقافى بأن أعلن أن المشروع الثقافى هو المدخل لحل أى مشكلات تواجه مصر.. القوى الثورية المساندة له فى مناوراته السياسية أعلنت دعمها له وأكدت أن الهجوم عليه غير مبرر . ثم يفاجىء محلب الوسط الثقافى مرة أخرى عندما توجه الدكتور أحمد مجاهد صباح اليوم لمجلس الوزراء لمقابلة رئيس الوزراء المكلف، وذكرت أنباء متضاربة أن "محلب" فى مرحلة مشاورات ولم يستقر على اسم مرشح بعينه للوزارة .. ثم انزوى أحمد مجاهد عن الأنظار وظهر الفنان محمد صبحى فى الصورة بعد أن توجه للقاء المهندس إبراهيم محلب لنفس السبب. وبصرف النظر عمن سيأتى لشغل هذا المنصب فإن السؤال الذى يطرح نفسه هو لماذا لا يختار رئيس الوزراء مثقفا موثوقا به لشغل هذا المنصب .. الشواهد والتجارب السابقة بعد الثورة تؤكد أن اختيار أهل الثقة أهم بكثير من أهل الكفاءة وأن كل رئيس وزراء يبحث دائما داخل "دولاب الدولة" عن وزير الثقافة اللائق والمناسب لقيادة المرحلة وإذا خرج بعيدا عن هذا "الدولاب" فإنه غالبا ما يختار شخصا إما مرفوض "شعبيا" داخل الوزارة أو كان اختياره غير موفق أو فى غير موضعه .. ففى 31 يناير 2011 تولى الدكتور جابر عصفور هذا المنصب لكنه لم يستمر فى الوزارة سوى أسبوعين وسرعان ما تقدم باستقالته، وفى 10 فبراير 2011 تولى محمد عبد المنعم الصاوى صاحب ساقية الصاوى الوزارة فى حكومة الفريق أحمد شفيق وواجته مصاعب عديدة ولم يستطع أن يقرأ المشهد داخل الوزارة وحدثت فى عهده اعتراضات كثيرة بحجة ان هناك من هو أكفأ منه، وفى 5 مارس 2011 تولى الدكتور عماد أبو غازى منصب وزير الثقافة فى حكومة الدكتور عصام شرف التى وصفت بحكومة الثورة وكان اختياره منطقيا وموفقا لمكانة أبو غازى فى أوساط المثقفين . وفى 7 ديسمبر 2011 تولى الدكتور شاكر عبد الحميد الفنان والناقد التشكيلى منصب وزير الثقافة لكن الرجل لم يترك بصمة ولم يكن وجوده مؤثرا بالشكل المطلوب وفى 29 مايو 2012 تولى الدكتور محمد صابر عرب الوزارة قادما من دار الوثائق وفى أغسطس 2012 استقر عرب في منصبه فى حكومة الدكتور هشام قنديل ثم جاء الدكتور علاء عبد العزيز فى مايو 2013 حتى يوليو من نفس العام ، ثم يعود صابر عرب فى منصبه أيضا فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى المستقيلة إلى أن تم الاستغناء عن خدماته فى حكومة محلب الجديدة.