في إطار جهود وزارة السياحة للعمل على تنمية أنماط سياحية جديدة، والعمل على استعادة الحركة السياحية الوافدة الى البلاد، تعكف وزارة السياحة على دراسة طرح منتج السياحة الزراعية"السياحة الريفية"، والتسويق والترويج لها كأحد المنتجات السياحية الجديدة في مصر، الى جانب المنتجات القائمة، وذلك لتلبية أذواق السائحين المختلفة، بالإضافة إلى تشجيع الشركات السياحية المصرية نحو إدراج هذا المنتج ضمن برامج رحلاتها السياحية، لجذب شرائح جديدة مهتمة بهذا النوع السياحي . وأوضحت رشا العزازى، المستشار الإعلامى لوزير السياحة، ان هذا المنتج يقوم على تنظيم رحلات سياحية إلى المزارع والمناطق الريفية للاستمتاع بعدد من الأنشطة المختلفة التي يتم تنظيمها وتنفيذها داخل المزرعة وخارجها، مثل المشاركة في أعمال الزراعة، وجني الثمار في مواسم الحصاد، وتعلم طرق تربية ورعاية الحيوانات، والتعرف على شغل الحرف اليدوية، وإعداد الوجبات الريفية، وممارسة أنشطة رياضية خارج المزرعة، او زيارات للمناطق المحيطة بالمزرعة سواء مواقع أثرية أو أسواق شعبية وغيرها. مشيرة إلى تزايد حجم الطلب على هذا النمط من السياحة من قبل السائحين، خاصة الزوار القادمين من المجتمعات الصناعية الكبرى، لرغبتهم في الهروب من ضوضاء المدن، والعودة للاستمتاع بحياة الطبيعة، وتجربة نمط حياة الأرياف، وتعلم مهارات جديدة عن طريق تواصلهم المباشر مع السكان المحليين، والإقامة في منازلهم الريفية. كما تشجع الدول على تنمية السياحة الزراعية لما تتركه من آثار اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية إيجابية، حيث ستوفر وجهات سياحية للمواطنين لقضاء أوقات فراغهم في إجازة نهاية الأسبوع أو الأجازات القصيرة في المناطق الزراعية القريبة، هذا بالاضافة إلى كونها مصدر لتحسين دخل الفلاح، وتحقيق عائد اقتصادي مضاعف له من السياحة. وأضاف مستشار الوزير، ان مصر تتمتع بالمقومات التي تساهم بالفعل في نجاح تقديم نمط السياحة الزراعية أو الريفية بها، حيث تنتشر فيها الرقعة الزراعية، وذلك سواء في مناطق صعيد مصر أو مناطق الدلتا، ووفقاً لإحصاءات هيئة الاستعلامات يعمل بالقطاع السياحي نحو 30% من إجمالي قوة العمل، كما يسهم بنحو 14,8% من الناتج المحلي الإجمالي، وتبلغ مساحة الرقعة الزراعية في مصر 8,5% مليون فدان، أي حوالي 3,5% من إجمالي مساحة مصر.
ومن جانبه يقول محفوظ على، رئيس قطاع مكتب وزير السياحة: "أن هناك تنسيق قائم بين وزارة السياحة ووزارة الزراعة لاختيار عدد من المزارع والمناطق الريفية التي مازالت تحافظ على الطابع الفلاحي للقرية المصرية، ويسهل الوصول اليها لتكون مزاراً للاجانب او المصريين للاستمتاع بعدد من الأنشطة الترفيهية التي سيتم تنفيذها على أرض المزرعة، مضيفاً بأن الفئات المستهدفة لهذا النمط السياحي تضم المجموعات السياحية، سكان المدن الكبيرة ، طلاب المدارس والجامعات ، المهتمون بالحياة الريفية والزراعية، العلماء وطلاب البحث العلمي .