ردت مصر أمس على كل تجاوزات تركيا وديكتاتورها أردوغان بطرد السفير التركي من القاهرة وسحب السفير المصري.. وذلك بسبب أكاذيب أردوغان ودعمه للجماعة المحظورة.. ولكن ليست تركيا وحدها التي تفعل ذلك.. فهناك دويلة قطر التي تدعم بكل شئ من أجل خراب مصر وعودة الإخوان للحكم.. فمتي نأخذ تلك الخطوة ونقطع علاقتنا مع هذه الدويلة الخائنة؟... فقد أكدت صحيفة «واشنطن بوست» أن العاصمة القطرية، الدوحة تحولت إلى ملجأ آمن لعدد من قادة جماعة الإخوان وأنصارهم بعد أحداث سقوط الرئيس السابق محمد مرسى، وأضافت مراسلة الصحيفة أن كثيراً من هؤلاء الهاربين يعيشون حالياً فى فنادق الدوحة الفاخرة على حساب قناة «الجزيرة» التى تمولها الحكومة القطرية، وأشارت الصحيفة إلى أن إسطنبولوجنيف ولندن -بالإضافة للعاصمة القطرية- أهم المدن التى رحبت بالإخوان، وأشارت الصحيفة إلى أن قيادة المنفى للجماعة بدأت تتشكل فى فنادق قطر، والتقت مراسلة الصحيفة بعدد من قادة الإخوان مثل «أشرف بدر الدين»، وعمرو زوبعة، وإيهاب شيحة الذى قال إن قادة المنفى يجتمعون بصورة دورية ويتواصلون مع نظرائهم فى جنيف ولندن ويتصلون بالمرشح الرئاسى السابق، أيمن نور، الموجود حالياً فى بيروت، ونقلت عن مصدر رفيع ب«الخارجية المصرية» -رفض الإفصاح عن هويته- أن التنظيم الدولى عقد أكثر من 6 اجتماعات بالدوحة، بالإضافة إلى عدد أكبر فى تركيا وباكستان، والآن الأموال بدأت تتدفق على كوادرهم فى الداخل. وفي تقرير آخر للواشنطن بوست ذكرت فيه أن عددًا محدودًا من قادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر استطاع الهرب من الحملة الأمنية ضدهم، وأشار التقرير إلى أن بعض هؤلاء استطاعوا الهروب عن طريق دفع آلاف الدولارات، بينما لجأ البعض الآخر إلى أن يسلكوا طرقًا ملتوية من خلال السفر على متن طائرات تقلع من مطارات في مناطق نائية في طريقهم إلى الدول الصديقة. وقد وجدت ثلة من قادة جماعة الإخوان المسلمين، ممن جرى نفيهم خارج البلاد منذ زمن أو أولئك الذين استطاعوا النجاة بأنفسهم، ملاذًا آمنًا في العاصمة القطرية، بينما سافر البعض الآخر إلى إسطنبول ولندن وجنيف. والحقيقة أن مجتمع القادة المنفيين، هو مجتمع صغير وغير منظم ومتنوع من حيث الناحية الآيديولوجية، بدءًا من الساسة الإسلاميين المعتدلين وحتى السلفيين المتشددين، الذين اشتعل التنافس في ما بينهم منذ أقل من عامين في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر. أما الآن فيقف هذان الفريقان في خندق واحد ضد أحداث يوليو، التي أطاحت بأول رئيس منتخب ديمقراطيًا لبلادهم. وفي غضون ذلك، بدأ يتبلور نوع من القيادة في المنفى بين أبراج الدوحة المرتفعة، حيث يعيش العديد من المنفيين مؤقتًا في أجنحة الفنادق مدفوعة الأجر من قبل شبكة الجزيرة الفضائية. وربما تشهد أروقة وأجنحة هذه الفنادق إعادة تشكيل مستقبل الإخوان، وبشكل أعم استراتيجية وآيديولوجية الإسلام السياسي في مصر. "نحن لسنا من ذلك النوع الذي يلجأ إلى الهروب، كما أننا لا نفضل المنفى، لكننا لدينا مهمة تتمثل في نقل الصورة وإيصال رسالة إلى العالم عن الأزمة الحالية".. هكذا يقول إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة السلفي، أثناء جلوسه في بهو أحد فنادق الدوحة. ويضيف شيحة أنه ليس هناك هيكل قيادة تدير شئون الشخصيات المنفية، لكن هناك نوعًا من التنسيق في ما بينهم. ويعقد هؤلاء الأعضاء الهاربون اجتماعات بشكل منتظم، ويدعون نظراءهم في جنيف ولندن لحضور تلك الاجتماعات. ويشير شيحة إلى أن مجموعة المنفيين على اتصال منتظم بأيمن نور، السياسي الليبرالي المخضرم والذي سُجن في عهد حسني مبارك، الذي يقيم حاليًا في بيروت. وتابع شيحة نحن الآن في حالة ثورية وليس في مرحلة سياسية. وإزاء الحالة الثورية التي نحن بصددها لا نتحدث عن موقف كل حزب على حدة، بل نتحدث فقط عن الثورة ضد نظام ظالم، ونحن نتحدث عن المشاركة في الجهود التي نبذلها. لكن السياسيين الهاربين في الدوحة يقولون إنهم يقومون بمهمة إيضاحية لتوصيل رسائل معينة إلى العالم عن وجهة نظرهم في الأحداث الجارية في مصر، كما أنهم لا يعطون أي تفاصيل عن طبيعة اتصالهم مع النشطاء المعارضين والسياسيين المنتمين لجماعة الإخوان الذين لم يجر إلقاء القبض عليهم حتى الآن. يقول هؤلاء القادة الهاربون إن الاحتجاجات المناهضة للقيادة الجديدة في البلاد يجري تنظيمها وتنسيقها محليًا من دون أي تدخل خارجي، وهو الرأي الذي يشاركهم فيه المحتجون المصريون. وأكد زعيم تنظيم الجهاد السابق نبيل نعيم، اليوم الجمعة إلى أن الجماعات الجهادية الحالية لا تجاهد من أجل الإصلاح كما كانت ولكنها أصبحت تستهدف تدمير الدولة المصرية بالتمويل القطري والذي تم التصريح به في مؤتمر الدوحة لدعم ما يزعمونه ب«الجيش المصري الحر». ويقول السفير ناجي الغطريفي: هناك فارق كبير بين السياسة الخارجية لتركياوقطر ، حيث إن تركيا تتدخل بشكل سافر وصريح في الشأن المصري، خاصة أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يشن هجومًا متواصلًا على الدولة المصرية، وينتقد قراراتها بشكل صريح ومعلن للكافة، بعدما تم التخلص من الحكم الإخواني، ويقوم بتهيئة المناخ المناسب ويقدم المساعدات الممكنة لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولي، ويعادي الدولة المصرية ويستفز الشعب المصري، وهذا شيء غير مقبول بأي حال من الأحوال، فهذا ليس موقف دولة صديقة لها علاقات ومصالح وهناك شراكة بيننا وبينها، ولكن بالنسبة لقطر يتوقف الأمر على ما يراه المسئولون في مصر على ما تمثله قطر من خطورة لنا، هذا بجانب أن قطر بتاريخها المتواضع وصغر حجمها ومساحتها تحاول أن تتمدد في المنطقة وتبسط نفوذها على الدول العربية ومصر بالتحديد وذلك بأموالها، وذلك لكي تحظى بدور أكبر في محيطها الإقليمي، وتعزز موقفها ومكانتها لدى الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا، وكل ذلك يحدث بمباركة أمريكية، وهي تحاول في ذلك جاهدة.