العشرات فقط شاركوا فى الوقفة الإحتجاجية التى دعت إليها حملة "مطلب وطن" لدعم الفريق أول عبد الفتاح السيسي للترشح لرئاسة الجمهورية .. كانت الحملة قد أصدرت بيانا أمس دعت فيه للنزول والاحتشاد والمشاركة فى مظاهرة أمام دار القضاء العالى ظهر اليوم للتنديد بحلقة برنامج "البرنامج" الأخيرة التى تضمنت تلمحيات وتطاولا لعدد من رموز الدولة والمؤسسة العسكرية .. لكن عدد المشاركين فى الوقفة لا يتناسب أبدا مع ما أعلنته الحملة فى وقت سابق عن جمعها أكثر من 3 مليون توقيع فى الأسبوع الأول فقط من تدشينها ثم توالت الملايين من التوقيعات بعد ذلك حسب بياناتها .. هذه المقدمة تطرح سؤالا بالغ الأهمية يكشف حقيقة ما تروجه حملات الدعاية للمرشحين أو حملات جمع التوقيعات للحشد والنزول فى مسيرات، وتثير شكوكا بشأن ما تطرحه من أرقام حول جمعها ملايين التوقيعات فى حين نجد الحشد الشعبى يبدو متواضعا جدا أمام هول هذه الأرقام.. كانت ثورة يناير قد فتحت الباب على مصراعيه أمام الحركات والإئتلافات والتجمعات الشعبية لتنظم حملات توقيعات لتحقيق أهداف سياسية أو لعمل ثورة أو لدعم شخصية سياسية وكان الطريف أن جميع الشخصيات التى قامت من أجلها هذه الحملات قد باءت بالفشل.. من بين هذه الحملات حملة دعم اللواء عمر سليمان التى فشلت فى الدفاع عن موقفه القانونى بعد أن استبعدته اللجنة العليا للانتخابات وحملة دعم الفريق أحمد شفيق الذى خسر أمام الدكتور محمد مرسى فى السباق الرئاسى وأخيرا حملة تجرد التى دعا إليها الإسلاميون وأعلنت فى يوم 13 يونيو قبل أسبوعين من ثورة 30 يونيو عن جمع 10 مليون توقيع لدعم الرئيس المعزول محمد مرسى .. وجميع هذه الحملات روجت لأرقام خيالية غير دقيقة. لكن حملات دعم الفريق عبد الفتاح السيسي لاتختلف شكلا ومضمونا عن هذه الحملات منها حملة "مطلب وطن" التى أعلنت فى أعقاب تدشينها عن جمع 3 مليون توقيع مرة واحدة، ثم نجد حملة "كمل جميلك" التى أعلنت فى مؤتمر صحفى أمس الأول عن جمع 15 مليون توقيع فى حين أنها تستهدف الوصول إلى 40 مليون توقيع. ومنها أيضا حملات أخرى نشأت خارج القاهرة مثل حملة "الميثاق" بالأسكندرية، ثم حملة "توحد" التى أعلنت عن جمع 12 مليون توقيع هى الأخرى. والغريب أن الكثير من هذه الحملات التى تعلن جمع ملايين التوقيعات لم يسمع بها أحد من قبل.