أثارت الأنباء التى تم تداولها ليلة أمس حول البدء فى فض اعتصامات الإخوان فى رابعة العدوية والنهضة حالة من الترقب والانتظار .. حيث قامت اللجان الشعبية بتكثيف تواجدها فى محيط رابعة العدوية وقام الإخوان بإغلاق ميدان نهضة مصر تماما عند تقاطع شارع مراد تحسبا لهجوم متوقع من قوات الأمن .. وكانت قناة الجزيرة قد نقلت أمس أنباء تفيد بتحرك 34 تشكيل من تشكيلات الأمن المركزى على طريق مصر إسكندرية الصحراوى باتجاه رابعة العدوية لفض الاعتصام فجرا وهو ما لم يحدث .. وفى الوقت نفسه فقد توافد ليلة أمس عدد كبير من جنود الأمن المركزى على مديرية أمن الجيزة لتأمنيها مما أثار ترقب المعتصمين أمام جامعة القاهرة. وقاموا بتشديد التحصينات الأمنية. ودعا التحالف الوطنى لدعم الشرعية أمس لمليونية حاشدة لتأييد الرئيس المعزول. يفسر اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى والإستراتيجى أسباب تأخر فض اعتصامات الإخوان حتى الآن بأن الأمن لم يتراجع عن قرار فض هذه الاعتصامات ولكن ما يحدث هو مجرد إستنتاجات وتكهنات من قبل وسائل الإعلام بشأن توقيت الفض، وغالبا ما تنتهى هذه التكهنات إلى لا شىء وهذا ما يفسر أن هناك شعورا بالتراجع عن فض الاعتصام لكن هذا غير صحيح .. وربما تكون هذه الحالة من إشاعة الأنباء حول الفض جزءا من الخطة الأمنية التى وضعتها وزارة الداخلية لتنفيذ خطة الفض .. ويضيف اللواء فؤاد علام بما لديه من معلومات أن هناك بالفعل الآن خطة مدروسة بدقة لفض الاعتصامات ويتمنى أن تنجح قوات الأن فى تنفيذها بدقة متناهية وبحرفية شديدة حتى تكون الخسائر بأقل حجم ممكن وهذا ما تسعى إليه الأجهزة الأمنية .. وفى ذات السياق، أكد مصدر أمنى بقوات الأمن المتمركزة بشارع النصر، القريب من اعتصام رابعة العدوية أنه لم يتلق أى إشارة حول تحرك قوات للأمن المركزى، لفض اعتصام رابعة العدوية. يأتى هذا فى الوقت، الذى تمركزت فيه 3 سيارات أمن مركزى ومدرعة على بداية طريق شارع النصر المؤدى لاعتصام رابعة بجوار نادى السكة الحديد، وبعدها أدى معتصمو رابعة صلاة الفجر، فيما استمرت حالة الاستنفار الأمنى للجان الشعبية، بعد تردد أنباء عن فض الاعتصام. وكان للمنصة رأى آخر فى خبر قدوم سيارات الأمن المركزى لفض الاعتصام، الدكتور صلاح سلطان عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، قال من أعلى منصة معتصمى رابعة العدوية، "لو جاءت سيارات الأمن المركزى، ومدرعات الشرطة والطائرات، ليلقوا علينا السم لفض الاعتصام، فلا تخافوا، نحن معنا الآن ملائكة الله ترفرف بأجنحتها على الاعتصام". بعدما طلع النهار وتوقفت المنصة عن العمل وما زال المشهد خالياً من أى إشارات لفض الاعتصام، غادر العشرات من المعتصمين، مقر الاعتصام، فيما خلد معظم المعتصمين للنوم فى خيامهم. وعلى الجانب الآخر، قام عدد من المعتصمين بتنظيف ساحة الاعتصام من المخلفات، واستمرت اللجان الشعبية فى انتشارها بمداخل الميدان لتأمين الاعتصام، وعندما بدأت الأمور تتخذ شكلاً مطمئناً للمعتصمين، قاموا على الفور بتشكيل فرق للعب كرة القدم، وسط حالة من الهدوء تسيطر على الاعتصام. ولم يستمر الوضع هادئا لفترة طويلة، ففى صباح اليوم، نشبت مشادة كلامية بين عدد من معتصمى إشارة رابعة العدوية، وبين بائع جائل، بعدما ظنوا أنه سرق هاتفا محمولا من أحد المعتصمين، وسرعان ما تطور الأمر إلى اشتباك بالأيدى، بعدما تدخل بائعون آخرون لنصرة زميلهم. وفى تلك الأثناء، تدخل محسن راضى، القيادى الإخوانى وعضو مجلس الشعب السابق، وأنهى المشاجرة بالفصل بين الطرفين، وعادت الأمور إلى طبيعتها، فيما تستمر اللجان الشعبية فى انتشارها بمداخل الاعتصام لتأمينه. وقد طوقت قوات الأمن مداخل القاهرة الكبرى، وانتشرت الأكمنة الأمنية بشكل مكثف فجر اليوم الاثنين، تحسباً لمحاولات تهريب أسلحة ودخول عناصر إرهابية من الأقاليم إلى مقر اعتصامى أنصار الإخوان المسلمين برابعة العدوية والنهضة. فيما شددت قوات الأمن من إجراءات التفتيش للسيارات القادمة من الأقاليم فى طريقها إلى محافظتى القاهرةوالجيزة "مقر الاعتصامين". وقد أطلق معتصمو النهضة طائرة تصوير جوى صغيرة تستعمل فى التصوير الوثائقى، لرصد أى هجوم عليهم أو محاولات فض الاعتصام. تعمل الطائرة بالتحكم عن بعد وترتفع لعشرات الأمتار كما يظهر في الفيديو التالي .. ..