انتقد الشيخ السلفي أبو إسحاق الحويني، جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أنها لم تحسن إدارة البلاد على مدار السنة التي قضاها الدكتور محمد مرسي في الحكم. وعن هذه السنة التي تولى فيها الرئيس المعزول مرسي إدارة البلاد، قال «الحويني»: «إن الله عز وجل أراد أن يعطي المتشوقين الذين يحلمون بإقامة الإسلام الحكم (سنة)، ولما لم يكونوا أهلًا لها سلبها منهم حتى يتربوا ويرجعوا إلى ربهم ويعرفوا أن التمكين لا يكون إلا بالعبودية لله وحده». وقال الحويني للإخوان في خطبة تداولها عدد من النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي: «لو كنتم عباد الله لمكنكم حتى بلا أسباب، أو لأعطاكم الأسباب وهيأكم لها»، مطالبًا كل فرد فيهم أن يعود إلى نفسه مرة أخرى. وشدد الحويني على أن كلامه ليس مبنيًّا على الانفعال أو الظن، وإنما على جانب يقيني، وجانب من الظن الراجح، مشيرًا إلى أنه على يقين أن كلامه لن يعجب المتحمسين، وسيقول بعض الناس عنه: إنه «متخاذل»، ولكن عندما تنكشف الفتن، سيعرف الناس من كان صاحب بصيرة ومن كان أعمى. لكن بعد الخطبة .. نفى حاتم الحويني، نجل الشيخ الحويني، انتقاد والده لجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن والده ومعه مجلس شورى العلماء يريان أن إرجاع الدكتور محمد مرسي إلى مكانه الذي سمّاه ب«الشرعي» هو أول وأهم الخطوات للنهوض بالبلد بعد كبوتها. وقال «نجل الحويني»، في صفحته على «فيس بوك»، الأحد: «كنتُ موجودا في درس أبي، لم تخرج من فمه كلمة واحدة ضد إخواننا من (الإخوان)، أو حتى تمسهم من قريب أو بعيد، وإنه لم يذكرهم في الدرس أصلا، ولا حتى لمح، بل علي مدار السنة لم يذكر كلمة إخوان مسلمون في محاضراته». وتابع مخاطبًا بعض القنوات والصحف أن «أبي نظر إلى ما جرى من السنة الفائتة تحت ظلال حكم الدكتور مرسي، وما حدث على إثره نظرة ما أظن أن قلوبكم المريضة وعقولكم السقيمة تعرف عنها شيئا، أنها نظرة شرعية إلى سبب كل محنة وابتلاء، ألا وهي الذنوب والمعاصي وعدم تحقيق العبودية لله تعالى». وأردف: «ثم إنه حدد، هو وباقي مجلس شورى العلماء، أن إرجاع د. مرسي إلى مكانه الشرعي هو أول وأهم الخطوات للنهوض بالبلد بعد كبوتها». ووجه رسالة لأبناء التيار الإسلامي قائلًا إنه «ليحزنني أن أرى كثيرًا منكم ينجر وراء مثل هذه الاتهامات من هذه المصادر الساقطة عدالتها، وأحيانا دينها، فيسارع بالاتهام قبل التثبت، حقًا أخاف عليكم أن تصبحوا من أتباع كل ناعق، احفظوا لمشايخكم قدرهم، واعرفوا لهم فضلهم». من جانبها استنكرت «الصفحة الرسمية للشيخ» على «فيس بوك»، مساء الأحد، ما قامت به «بعض المواقع الإلكترونية من فبركة وتركيب لبعض المقاطع من دروسه توحي بأن الشيخ يهاجم أحد الفصائل الإسلامية، وهو ما لم يحدث من فضيلته على الإطلاق». وتابعت الصفحة، في بيان لها: «كما أرادت هذه الوسائل الاعلامية أن توحي بأن فضيلة الشيخ الحويني يوافق على الانقلاب العسكري وهو ما يخالف حقيقة موقف الشيخ»، مضيفة أن «إن موقف الشيخ تجلى بوضوح بتوقيعه على بيان مجلس شورى العلماء الأخير». وأهابت بوسائل الإعلام الالتزام «بأمانة الكلمة وتجنب الكذب على الناس والسعي بالنميمة». يذكر أن البيان الأخير لمجلس شورى العلماء والذي وقع عليه الشيخ أبو إسحاق الحويني، طالب بعدة أمور منها عودة الرئيس السابق، محمد مرسي إلى الحكم مرة ثانية، ومطالبة مرسي بتشكيل حكومة كفاءات وطنية تكون قادرة على خدمة الوطن، والاسراع في إجراء الانتخابات البرلمانية، والسعي لإجراء مصالحة وطنية كاملة تضم جميع الأطراف. ..