تمر اليوم ذكرى نكسة 5 يونيو عام 1967 .. ففى مثل هذا اليوم شنت إسرائيل عدونا همجيا على الأراضى العربية فى مصر وسوريا والأردن وفلسطين لتحتل شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية وجميع الأراضى التاريخية فى فلسطين .. واستمرت الحرب 6 أيام متواصلة، منيت فيها الجيوش العربية بهزيمة محزنة .. وراح ضحية هذه الحرب نحو 15 ألف جندى عربى من بينهم ما يزيد عن 11 ألف جندى مصرى بخلاف آلاف الأسرى الذين عاملتهم إسرائيل ببشاعة لا توصف. وفى كل عام تتجدد مشاعر العرب بالحزن نتيجة استمرار احتلال الأراضى العربية التى سقطت فى قبضة إسرائيل بعد حرب 67، وفى هذا الدائرة أيضا يتجدد الحديث عن نبؤة موشى ديان عندما قال عشية الحرب أن العرب أمامهم 50 عاما حتى يفيقوا من هذه النكسة . يقول الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة حلوان، معلقا على ذكرى النكسة : ما قاله موشى ديان ربما يكون صحيحا لأنها نظرة واقعية حتى بعد نصر أكتوبر، ففى نكسة يونيو هزم عبد الناصر لكنه لم يستسلم، ولكن فى حرب أكتوبر عبر السادات ولكنه استسلم لشروط وضغوط الإمبريالية الأمريكية والرأسمالية الغربية ومن هنا دخلت مصر الدائرة الأمريكية بكل مقتضياتها وجرت خلفها العالم العربى، وظللنا على هذا الوضع طيلة العقود الأربعة الماضية التى تلت النكسة .. ولم تستطيع ثورات الربيع العربى أن تعيد الحلم مرة أخرى وإنما ساهمت فى تعميق الفجوة وفى زيادة الأزمة لأن الذى سيطر على زمام الحكم بعدها هو التيار الأصولى الدينى فى تونس ومصر وحتى سوريا فالذى يحرك المعارضة السورية هو هذا التيار الذى يفتقد لصنعة الحكم على حد وصف التعبير الإنجليزى. ويضيف الدكتور عاصم الدسوقى أن ما يحدث الآن هو دليل على صدق نبوءة موشيه ديان نتيجة كل هذا الكم من التخلف والضعف فى الحكم والإدارة وفى الاقتصاد وفى كل شىء. علما بأن عبد الناصر عقب النكسة لم يستسلم ولم ينته المشروع الناصرى بفعل النكسة وإنما انتهى بسبب سياسات الرئيس الراحل أنور السادات عندما قبل بالأخذ بسياسة الانفتاح والارتباط بعجلة الغرب الأمريكى والأوروبى ، أما عبد الناصر فقد دخل على الفور فى حرب الإستنزاف التى كان لها دور كبير فى التمهيد لحرب أكتوبر وفى خلخلة دفاعات العدو الصهيونى وبشهادة عيزرا وايزمان العسكرى الإسرائيلي الشهير فى مذكراته التى تحمل عنوان "النسور الزرقاء" فقد أكد أن حرب الإستنزاف هى الحرب الوحيدة التى لم تكسبها إسرائيل والغريب أنه قال هذا الكلام بعد حرب أكتوبر.