جاء اختيار الدكتور علاء عبد العزيز وزيرا للثقافة مخيبا للآمال فى الوسط الثقافى المصرى بأكمله .. فالرجل كما يقول البعض " هبط بالباراشوت " على كرسى الوزارة ولا يحظى بأى حضور وسط المثقفين، يأتى هذا فى الوقت الذى تعانى فيه وزارة الثقافة من أزمات عنيفة نتجت عن غياب الاستقرار حيث توالى على كرسى الوزارة منذ قيام الثورة حتى الآن نحو 6 وزراء، ولم يستطع أى منهم ملء الفراغ الذى تركه وراءه الوزير الأسبق فاروق حسنى.. ولم يمر جلوس الوزير الجديد على الكرسى بسهولة حيث انكشفت ملفات عديدة تخصه، كان أخطرها ما أعلن عنه الدكتور سامح مهران رئيس إكاديمية الفنون فى تصريحات له أمس أن لديه سى دى يتضمن فضيحة جنسية للدكتور علاء عبد العزيز وأن هذا السى دى تم تقديمه للرقابة الإدارية للتحقيق مع معالى الوزير الجديد بشأنه، وكشف مهران أن المستوى العلمى للدكتور علاء عبد العزيز ضعيف جدا وأنه حتى الآن لم يترقى لدرجة الأستاذية حيث لم يقدم الأبحاث المطلوبة للترقية وأن عمره 51 سنة ورغم ذلك لايزال "مدرسا" بالإكاديمية حيث حصل على درجة الدكتوراه متأخرا جدا فى حياته وكان عمره 46 عاما تقريبا، يأتى هذا فى الوقت الذى تم فيه تسريب مستندات تفيد بأن الوزير الجديد تم فصله من الإكاديمية وفقا للقرار رقم 324 بتاريخ 31 مايو سنة 1994 وذلك لعدم انتظامه فى الحضور وخروجه عن التقاليد الجامعية وذلك وفق ما ذكرته هذه المستندات المنشورة على مواقع كثيرة. .. ودخل المستشار مرتضى منصور على خط الأزمة هو الآخر عندما أكد أن لديه سى دى يتضمن مكالمة خادشة للحياء تمت بين الدكتور علاء عبد المنعم وطالبة بالإكاديمية وأعلن عن استعداده لتقديم هذا السي دى فى وقت لاحق. والغريب أن موقف الدكتور علاء عبد المنعم ملىء بالتناقضات .. حيث تشير سيرته الذاتية أنه من مواليد 1962 وأنه حصل على دبلوم المعهد العالى للسينما عام 1985، ونال درجة الماجستير فى فلسفة الفنون عام 2002 كما نال درجة الدكتوراه عام 2008 فى فنون السينما وهو عضو بجمعية نقاد السينما المصرية وكان عضوا بفريق البحث فى موسوعة اليهود والصهيونية للمفكر الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيرى. ولايزال اختيار الدكتور علاء عبد المنعم مثار جدل كبير إلا أن هناك من يربطون بين ترشيحه للوزارة وبين مقالة غريبة كتبها ونشرها على موقع بوابة جريدة الحرية والعدالة على الإنترنت وكان عنوان المقالة " المشهد السياسى ووهم استنساخ الثورة" وفى هذا المقال هاجم الدكتور علاء عبد العزيز المعارضة ودافع عن نظام الإخوان .. ولهذا يرى الكثيرون أنه يمثل ما يسمى الخلايا النائمة بالجماعة وأن اختياره كان الهدف منه أخونة الوزارة واختيار شخصيات موالية للنظام. أما الوسط الثقافى المصرى فقد أعلن رفضه التام لتعيين الدكتور علاء عبد العزيز حيث أكد الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى أن الوزارة بلا وزير الآن وأن على المبدعين أن يتحركوا ضد هذا الوزير للمطالبة بإقالته. ومن جانبها أعلن الدكتور سامح مهران رئيس إكاديمية الفنون عن تنظيم مؤتمر هام يوم الأحد القادم بمقر الإكاديمية وتحديدا قاعة سيد درويش للشكف عن حقائق جديدة تخص الوزير الجديد أمام الرأى العام. ومما يذكر أن علاء عبد العزيز كان يقود جبهة الثورة داخل الإكاديمية ضد سامح مهران بحجة تطهيرها من الفساد وكان يشارك بقية أعضاء هيئة التدريس فى وقفاتهم الاحتجاجية .. ولهذا يرى البعض أن ما يحدث الآن محاولة لتشويه سمعة الوزير الجديد فى إطار صراعات شخصية وأن ما يثار حول السى دى هى مجرد زوبعة فى فنجان حيث لم يظهر السى دى حتى الآن. لكن الدكتور علاء عبد العزيز لم يلتفت لكل هذه الاتهامات وراح يمارس عمله فى الوزارة بشكل طبيعى ..ويذكر مصدر بوزارة الثقافة، رفض ذكر اسمه، أن الوزير الجديد شأنه شأن بقية الوزراء الذين توافدوا على الوزارة حيث لايزال يتعرف بشكل أكبر على أنشطة الوزارة المختلفة وأنه عقد اجتماعا مع قيادات الوزارة وأكد أن لديه مشروعات عددية منها مثلا تغيير اسم مكتبة الأسرة ليصبح مكتبة الثورة المصرية، ولكنه حتما سيصطدم بقيادات الوزارة الذين لهم ولاء سابق بالنظام القديم كما أن هناك مركز قوى داخل الوزارة تتمثل فى بعض المثقفين الذين يتولون مسئولية إصدارات هامة مثل الأستاذ صلاح عيسى، أيضا تشهد الوزارة فى الوقت الحالى أزمات كبيرة جدا وتراجع شديد وهناك محسوبية فى تقييم الأعمال التى يتم نشرها على حساب الوزارة.. وأكد هذا المصدر أن ما تناقلته الأنباء حول فضيحة الدكتور علاء عبد العزيز تثير همساً وجدلاً داخل مبانى الوزارة. ..