اطلقت امانة مدينة نصر لحزب مصر القوية الذي يترأسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح السابق لرئاسة الجمهورية مبادرة شبابية تحت اسم " فعالية المواصلات للسيدات " و هي حملة تهدف الى تأجير مجموعة من سيارات الأجرة التي سيكتب عليها للسيدات فقط و رأى القائمون على الحملة انه في حين قبول الفكرة من المجتمع المصري سوف يتم مقترح للحكومة لتنفيذها بشكل حقيقي دائم على أرض الواقع .. الفكرة للوهلة الأولي تبدو براقة و تبدو معينة أيضا للسيدات الذين يتعرضون للعديد من المضايقات في المواصلات الغريب ان هذه الفكرة لم تلقى قبول من مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بشئون المرأة بالعكس أثارت تحفظ العديد و البعض اتهمها ايضا بالدعوة للعودة لعصر الحريم تحدثنا في هذا الأمر مع الأستاذ فتحى فريد المسئول عن المبادرات الشبابية و مبادرة شفت تحرش التي رفضت الفكرة تماما و أوضح اسباب الرفض قائلا : نحن نعلن عن رفضنا للحملة التي تطلقها أمانات حزب مصر القوية بشأن تخصيص وسائل مواصلات للنساء فقط متخذين من ظاهرة التحرش الجنسي ، والانتهاكات التي تتعرض لها النساء والفتيات سبيلاً لهم ، لتمرير غايتهم وأهدافهم الحزبية التي لا نعلم صالحها من طلحها في شيء إلا بما نراه على أرض الواقع من تفاعلات اجتماعية تصب في مصلحة المواطنات والمواطنين على قدم المساواة . إن إقدام حزب مصر القوية على عزلة النساء والفتيات في تخصيص مواصلات عامة خاصة بالنساء والفتيات ليس من شأنه منع الانتهاكات ، ولكم في حوادث مترو الأنفاق عبره إن كنتم تعتبرون . وعلى الرغم من تخصيص عربة خاصة للنساء بقطارات مترو الأنفاق إلى أن هذا الإجراء لم يحمى النساء رغم خضوع جهاز تشغيل مترو الأنفاق إلى إدارة خاصة بالشرطة تتبع إدارة شرطة النقل والمواصلات، وكذلك وسائل تأمين مختلفة ، واستحسان لدى قطاعات واسعة من المواطنات والمواطنين إلا أن كل هذه العوامل لم تستطيع منع الظاهرة داخل عربات النساء بل ازدياد الانتهاكات المتعلقة بالعنف الجنسي والتحرش وبعض الحالات تعرضتن للضرب المبرح ، مما أستدعى إدارة تشغيل مترو الأنفاق إلى إطلاق خطاً ساخناً للإبلاغ نظراً لكثرة البلاغات التي قدمت وارتفاع عدد الشكاوى. و انا اتعجب من ان يكون الحل بالنسبة لهذا الحزب هو تأجير عدد من ميكروباصات السرفيس للنساء فقط التي تنطلق من داخل أحياء مدينة نصر المختلفة وقام بوضع لافتات تحمل الدعاية له ولأفكاره المبهمة ، مستغلاً أوقات الظهيرة ، وتوقيتات الامتحانات وتوافد الطلاب من والى جامعة الأزهر الشريف وكذلك المدن الجامعية لعدد من الجامعات بالإضافة إلى العديد من المعاهد العليا العامة والخاصة ، ونظرا لحاله الازدحام الشديد التي تشهدها البلاد منذ سنوات والتي مازالت في ارتفاع مستمر فأن المواطنات والمواطنين يمكثون لساعات في انتظار سيارات السير فيس مما يدفع بالشباب إلى الهرولة والقفز من نوافذ هذه السيارات لحجز الأماكن لبعضهم البعض أو للفتيات والنساء اللاتي بصحبتهن ، وفى كثير من الأحيان تقف الكثير من الفتيات والنساء والأطفال دون أن يحصلوا على مكان داخل وسيلة المواصلات التي يحشر فيها البشر، هذا المشهد المأسوي كان يدفع بعض السائقين إلى للتنبيه أن العربة للنساء فقط لما يروه من مشاهد مأساوية وغير إنسانية دون تدخل من أحد. هنا أقدم حزب مصر القوية على استخدام هذه المشاهد اللا إنسانية للترويج له ولأفكاره من خلال إدعاء أن هذه الحملة التي أطلقا ستقلل من معاناة المرأة المصرية ، ويحد من ظواهر العنف الجنسي ضد النساء ، متخذا من منهج النظام السابق نموذجاً في عدم حل المشاكل من الجذور والاكتفاء بالمظاهر البراقة. إن حملة حزب مصر القوية ستؤدى إلى المزيد من التهميش والعزلة والإقصاء للنساء والعودة مرة أخرى إلى عصر الحرملك إن السبيل الوحيد للقضاء على جرائم التحرش الجنسي والعنف بشكل عام تجاه المرأة هو الاعتراف بها كشريك أصيل في شتى مناحي الحياة