في خطوة جريئة.. شرع أكثر من 250 ناشطا فلسطينيا في المقاومة الشعبية أمس بإقامة "قرية باب الشمس" على الأراضي التي قرر الاحتلال الإسرائيلي بناء آلاف الوحدات الاستيطانية عليها، فيما يعرف بمخطط "إي 1" الذي سيفصل شمال الضفة الغربية عن القدس وجنوبها. وتجمع النشطاء من مناطق مختلفة بالضفة الغربية وبدعوة من الحملة الشعبية لمقاومة الاستيطان والجدار ولجان المقاومة الشعبية، على أراضٍ تنوي إسرائيل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية عليها في منطقة القدس، ويسميها الفلسطينيون "أراضي الزانبة"، حيث تعيش 15 عائلة بدوية تضم أكثر من 200 فرد منذ أكثر من 80 عاما. وأطلق النشطاء اسم "قرية باب الشمس" على المخيم الذي بنوا فيه أكثر من 40 خيمة قالوا إنهم سيقيمون فيها لمدة ثلاثة أيام. وقالت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان إن هذه الخطوة تعبير عن رفض سياسة الاستيطان، حيث قررت حكومة الاحتلال في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بناء أربعة آلاف وحدة استيطانية على هذه الأراضي كجزء من مشروع "إي 1". ويهدف المشروع إلى الربط بين التجمعات الاستيطانية في القدس والتجمع الاستيطاني معاليه أدوميم شرقي المدينة، وفي الوقت ذاته فصل القدس عن الضفة الغربية وفصل شمال الضفة عن جنوبها. ومن المتوقع أن تبلغ مساحة الأراضي المصادرة لصالح مشروع إي1 قرابة 13 كيلومترا مربعا، وتقع منطقة "الزانبة" من ضمنها، حيث يقيم عدد كبير من التجمعات البدوية، مثل عرب السواحرة وعرب الجهالين وغيرهم، وتتبع أجزاء أخرى من هذه الأراضي لبلدات مقدسية مثل العيساوية والعيزرية والطور وعناتا وأبو ديس. وكانت السلطة الفلسطينية قد اعتبرت تنفيذ هذا المشروع عند إعلانه، محاولة لقتل أية إمكانية لإقامة سلام بناء على حل الدولتين. .. وقال النشطاء في بيان صدر عنهم "لن نصمت على استمرار الاستيطان والاستعمار في أرضنا، ولأننا نؤمن بالفعل وبالمقاومة، نؤكد بأن القرية ستصمد إلى حين تثبيت حق أصحاب الأرض على أراضيهم". واستوحى نشطاء المقاومة الشعبية اسم المخيم من رواية "باب الشمس" للكاتب اللبناني إلياس خوري، التي جسدت حكاية النكبة واللجوء الفلسطيني من خلال حياة المقاوم الفلسطيني "يونس" الذي ذهب للمقاومة وترك زوجته نهيلة متمسكة بالبقاء بقريتها في الجليل شمال فلسطين. وطوال فترة الخمسينيات والستينيات كان يونس يتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته بمغارة "باب الشمس" ويعود مرة أخرى لينضم إلى تنظيم المقاومة في لبنان. وقال نشطاء المقاومة الشعبية إن مخيم "باب الشمس هو بابنا إلى الحرية والصمود، وباب الشمس هو بابنا إلى القدس وإلى العودة". وأشار بيانهم إلى السياسة الإسرائيلية بفرض وقائع على الأرض عبر العقود الماضية وسط صمت المجتمع الدولي على انتهاكاتها، وقال "لقد حان الوقت لتتغير قواعد اللعبة، نحن أصحاب هذه الأرض ونحن من سنفرض الواقع على الأرض". .. وفي تصريح خاص لبوابة الشباب يقول الناشط الفلسطيني رائد شنيورة: كل الجهود الحالية تؤدي بطريقة منطقية لخلق معادلة قوى جديدة في مواجهة الاحتلال، حيث أننا نري أن طريق المفاوضات مغلق وخصوصا أن الدولة انتصرت في الأممالمتحدة، والمقاومة انتصرت أيضا في حرب غزة، فكل المؤشرات الحيوية الحالية تؤدي بشكل أو بأخر لحراك شعبي قوي باتجاه رفض سياسة الاستيطان التعسفي الذي يقوم به المحتل الصهيوني، وفكر المقاوم الفلسطيني أدرك حالياً مسألة مهمة، وهي التعامل بالمثل مع الاحتلال، الذي يضرب يوميا بضرب بعرض الحائط كل الاتفاقات الدولية وكل القوانين الإنسانية، ويقوم بالتوسع بشكل غبي بالمستوطنات، ويأكل أراضينا، ولكننا لن نسكت علي ذلك، والبداية قرية باب الشمس، مهما كلفنا ذلك، فسوف نصمد أمام المحتل الصهيوني، ويدعو أهالي قرية "باب الشمس" الجديدةالفلسطينيين في كل البلاد، نساءً ورجالا، للانضمام إليهم ومشاركتهم بإقامة القرية وتعزيز صمودها، كما تم الإعلان عن تسيير حافلات لمن يرغب بالمشاركة من المدن الفلسطينية، وهذا القرية نعتبرها بداية لانتفاضتنا.