رغم أن الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم نفي نفياً قاطعاً أنه صرح بإمكانية عودة الضرب إلي المدارس وأنه لن يسمح علي الاطلاق بإهانة التلميذ وعقابه بدنيا.. بنفس القدر الذي لا يسمح به بإهانة المعلم والحفاظ علي هيبتة إلا أن ما تردد من شائعات حول تصريحات الوزير تلك مازالت تجد صداها في الشارع التعليمي كما هددت هيئة المعونة الأمريكية بحرمان مصر من المعونة فى حال ضرب الطلاب فى المنازل ورغم أن تلك الشائعات كانت تقول إن الوزير سمح بإمكانية استخدام الضرب غير المبرح بالمدارس لضبط سلوك الطالب واتباع سياسة العقاب والثواب إلا أنها مازالت تثير الجدل في الأوساط التعليمية فقد اعتبره بعض المدرسين بداية لعودة هيبة المعلم داخل الفصل والقضاء علي عدم احترام الطالب للمعلم ، في حين يراه مسئولو التعليم بالإدارات التعليمية ومديرو المدارس وسيلة لإعادة هيمنة المدرس علي التلاميذ وإجبارهم علي الدروس الخصوصية خاصة مع عدم وجود ضوابط لما يسمي ب "غير المُبرح". وكان د. إبراهيم غنيم- وزير التربية والتعليم قد أكد أن مكانة وكرامة الطالب والمعلم مسئولية الوزارة والوزيرمشيرًا إلى أن القرارات الوزارية والكتب الدورية تجرم العنف البدنى واللفظى والمعنوى داخل المدرسة. وأضاف أن وجود العصا داخل المدرسة مظهر غير حضارى، وأننا لن نعجز عن التعامل التربوى بوسائله الكثيرة مع الطلاب فى مسألة الثواب والعقاب وأضاف أن الوزارة تسعى إلى تحقيق مناخ تربوى آمن يرسخ العزة والكرامة والانتماء لدى طلاب ومدارس ما بعد ثورة 25 يناير. ويعتبر المجلس القومى لحقوق الإنسان هذه التصريحات إن صحت «ردِة خطيرة» بالنسبة لحقوق الطفل فى مصر ويطالب وزير التربية والتعليم بتوضيح الحقيقة حول هذة المسألة ومراجعة موقفه أن صح مانسب إليه حيث يؤكد المجلس أنه سيتصدى بكل قوة لحماية الطفل المصرى من أى إيذاء جسدى أو نفسى أو أجتماعى يهدر كيانه الإنسانى . ويؤكد د.سعيد عبد العظيم إستشارى الطب النفسى قائلا: مطلب عودة ضرب التلاميذ فى المدارس أمر مخجل للغاية ولا يمكن إعتباره وسيلة حضارية للتأديب كما أنه ممنوع فى كل دول العالم المتقدمة فكيف لنا أن نرضى بتطبيقه فى مصر . ويضيف :أن الضرب من أهم أسباب الإيذاء النفسى والبدنى للطفل مما يجعله يكره الذهاب إلى المدرسة ويكره المدرسين بل ويؤثر عليه فى المراحل الأكبر سنا ويوضح أن قوة شخصية المعلم تكمن فى حب الطلاب له وبالتالى سيكون له القدرة على التأثير عليهم وتأديبهم كما ان العقاب المعنوى مفعوله أفضل على الطلاب من الضرب لأن الضرب يولد العند والكراهية أما العقاب الذى يقوم على حرمان الطفل من شىء يحبه أو توبيخه أمام زملائه فى الفصل يعد أفضل وسيلة للعقاب ويضيف أن إثابة الطفل على العمل الجيد تأتى بنتائج إيجابية على شخصيته، بينما العقاب البدنى يؤذيه نفسيا ويعزز فيه عدم الثقة بالنفس والانطوائية. واستنكرت هيئة المعونة الأمريكية قرارإعادة السماح بالضرب كوسيلة للعقاب بالمدارس المصرية واعتبرتها تمثل انتكاسة على قانون الطفل في مصر، الذي يجرم ضرب التلاميذ بالمدارس ويعاقب على ذلك . وهددت الوكالة في مذكرة احتجاجية بوقف كافة المنح والمعونات والقروض الدولية في حال ثبوت صحة تصريحات الوزير حول الاستغناء عن الخبراء الأجانب الذين تستعين بهم الوزارة في وضع وتقييم وتطوير العملية التعليمية . وتعلق د.دينا حسنى أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية على تهديدات وقف المعونة الأمريكية بقولها : إن مطالبة المصريين بعدم ضرب الطلاب فى المدارس أمر لابد منه ومن الضرورى تطبيقة أما فكرة التهديد الدائم بحرمان مصر من المعونة الأمريكية فهى أسوا ما فى الموضوع لأننا نشعر دائما بالذل تجاه ما ترسله لنا أمريكا من معونة فهى تستخدم المعونة فى الضغط علينا فى كافة الجوانب السياسية والإجتماعية والثقافية ، وأعتقد أنه من الأفضل لمصر لتحافظ على مكانتها بين دول العالم أن تقوم بنفسها برفض هذه المعونة إطلاقا ، فللأسف نحن فى مصر لدينا موارد تجعلنا نقدم معونات للغير لكننا لا نحسن إستغلالها ومن هنا فعلينا ان نطالب بقطع المعونة الأمريكية لأن هذا سوف يؤثر إيجابيا على صورتنا أمام العالم كله وأمام أنفسنا أولا .