قال الرئيس محمد مرسي، الأربعاء، إن «مصر دولة مدنية وليست عسكرية أو ثيوقراطية (دينية)»، مطالبًا طلاب الجامعات ب«عدم الخلط بين رجال القوات المسلحة الأوفياء» وبين انتقال البلاد من دولة عسكرية إلى أخرى مدنية. وقال الرئيس مرسي، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر العام الأول لاتحادات طلاب الجامعات، بمدينة نصر، بحضور الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء: «لن يهدأ لي بال أو تقر لي عين حتى يتم القصاص للشهداء ودمائهم»، فيما ردد الحضور هتافات: «عاش الرئيس مرسي عاش.. دم الشهداء ما رحش بلاش». وأكد مرسي أن «الحركة الوطنية كان لها أثر كبير في الوطن على مدار عشرات السنين، وكان لها دور عظيم في ثورة 25 يناير»، مشيرًا إلى أن الطلاب «كانوا يعانون من تهميش النشاط لتأليه ظلم وظالم مضى عصره ولن يعود إلى هذه الأرض مثل هذا الظلم». وتابع: «الدولة لن تتهاون في أي جرائم ارتكبت في حق هذا الشعب، ما دمنا انتقلنا جزئيا من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية خلال وقت قصير»، مؤكدًا أن «مصر دولة مدنية بحق، وليست دولة ثيوقراطية، ولن تكون، وليست عسكرية، إنما هي دولة مدنية بإرادة أبنائها ومن خيرتهم رجال القوات المسلحة». وأضاف مخاطبًا الطلاب: «انظروا إلى الأمام، واعلموا أن لهذا الوطن أعداء، ولا يمكن أبدا أن أقول إن هناك مصريًّا واحدًا داخل الوطن أو خارجه عدواً لبلده، لكن أعداء الوطن معروفون»، داعيا الطلاب إلى أن يكونوا «سواعد التنمية في البلاد ووقودها». وتابع: «إياكم أن تضيعوا وقتًا في غير منفعة لوطنكم»، مشيرًا إلى أن «مسيرة العمل الطلابي في مصر شهد بها العالم كله، وتَتوّجها بمناخ من الحرية الحقيقية والديمقراطية الفاعلة والاستقرار الذي نؤسس له جميعا»، مؤكدًا أن المسيرة الديمقراطية التنموية تحتاج إلى الجميع مسلمين وأقباطا. وقال الدكتور مرسي إنه يؤيد مبدأ انتخاب شيخ الأزهر الشريف وقياداته الجامعية، مشيرًا إلى تغيير بعض القيادات العليا فيه مؤخرًا، وأكد أن «هناك تغييرات أخرى في الطريق، بما يحقق مصلحة الوطن». وتابع: «ما يمكن أن تطالبوا به الآن هو عدم السماح لأحد بالفساد»، مؤكدا أن عينه «مفتوحة على الجميع، ولا مجال لهدم ما هو موجود، فالثورة ليست انقلابا، بل ثورة حقيقية، جاءت بالخير»، مضيفًا أنه «تم تغيير بعض القيادات وفي الطريق إلى تغيير قيادات أخرى بما يحقق مصلحة الوطن». وردًا على سؤال أحد الطلاب الذي انتقد ما سماه «ابتعاد الرئيس عن الشارع، وتجاهله الشباب في المناصب العليا»، قال مرسي: «يجب أن نرجع للشارع والشباب، لأنه مصدر السلطات»، وإن «الموجودين في إدارة البلاد يبذلون جهدًا لتحقيق كل ما يريده الشعب».