بعد أن أعلن المتظاهرون الاعتصام بمحيط قصر الاتحادية والدخول في اعتصام مفتوح منذ فجر الأمس لحين تحقيق جميع مطالبهم التي جاءوا بها والتي علي رأسها حل جماعة الإخوان المسلمين وابتعادها عن جميع المناصب وعن دائرة صنع القرار في الدولة حيث قام المعتصمون بنصب الخيام في الحديقة المقابلة للقصر بعد أن وصلت عدد من السيارات المحملة بالمواد الغذائية, وربما يذكرنا هذا الأمر بما حدث من قبل في ميدان التحرير فهل تتحول ساحة قصر الاتحادية إلي ميدان تحرير آخر؟ هذا السؤال تم طرحه بعد أن تحولت ساحة قصر الاتحادية بعد إغلاقها من جانب قوات الأمن المركزي بعد أن وصلت أعداد الخيام إلى أكثر من ست خيام وإعداد المعتصمين وتجهيزهم لأماكن للنوم على رصيف التروماى المتواجد بشارع المرغنى ورصيف المساكن المجاورة للقصر, والتي لا تزال موجودة حتى الآن علي غرار ما حدث في وقت سابق في ميدان التحرير. وتعليقا علي ما يحدث الآن أمام قصر الاتحادية يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية حركة 24 أغسطس هي بداية كأي حركة احتجاجية بدأت صغيرة ثم توسعت بعد ذلك مثلها مثل حركة كفاية أو 6 إبريل أو غيرها من الحركات المعارضة؛ وما حدث يوم 24 أغسطس هو تعبير عن قوي اجتماعية وسياسية في مصر غير راضية عن تنظيم الإخوان المسلمين الغير شرعي فنحن منذ 60 سنة نقول عليهم تنظيم محظور وبعد 60 سنة نجد أنهم يتولون زمام الأمور وإدارة الحكم في البلاد فهذه النقلة من الطبيعي ألا يتقبلها الشعب بسهولة, فمثلا كنا نقول علي إسرائيل منذ عام 1948 أنهم أعداء وبعد ذلك عقدنا معهم اتفاقية سلام وبالتالي من الطبيعي أن نجد لها معارضين وأضاف قائلا: أن الإخوان كان العدو الداخلي الأول في مصر وبالتالي لا يمكن أن نضغط علي زر ليقبلهم الشعب فجأة فالأمر يحتاج إلي وقت, وما حدث يوم 24 أغسطس أمر طبيعي وهناك قوى أخرى كانت متفقه علي نفس المبادئ التي جاء بها المعتصمين حاليا أمام قصر الاتحادية إلا أنهم اختلفوا في التوقيت لأنهم رأوا أن الوقت قصير للحكم علي الرئيس وبالتالي يكن الخلاف علي الأهداف أو المطالب بل كان الخلاف علي التوقيت فالحديث عن حل جماعة الإخوان المسلمين أو ميزانية الأخوان هذا مر طبيعي خاصة في ظل وجود عدد من أعضاء الجماعة خارج البلاد مما يثير الأمر ربه فضلا عن أن ما الحاجة إلي وجود الجماعة وعلي رأسها المرشد طالما أن هناك حزبا لهم فلابد أن يكون هناك تحديد لهذا الأمر وأكد الدكتور صادق أن اللجوء إلي قصر الاتحادية بديلا عن ميدان التحرير هذا لأن الميدان سقط سطوته وتأثيره بدليل تحول المظاهرات إلي العباسية عند تولي المجلس العسكري قيادة البلاد والآن طالما أن لدينا رئيس منتخب فتحولت المظاهرات إلي مقر القصر لأنه يعد مركز القوة حاليا وهو اختيار منطقي ، ومن المؤكد أنه سيتحول إلي ميدان تحرير آخر. وأضاف أن مرحلة ما بعد الثورات يوجد بها قلق ولكن الصورة حتى الآن غير مطمئنة في ظل وجود عمليات تمشيط مستمرة في سيناء، والوضع الداخلي غير مستقر والاقتصاد في حالة متأرجحة , ولكن من الطبيعي أن تظل فترة ما بعد الثورات تسمي بالفترات المهلهلة حيث أن بلغاريا ورومانيا استقرت بعد 15 سنة من الثورة وبولندا كتبت دستورها بعد 6 سنوات.