كل أحلامها تتلخص في أن ترى مصر بخير قبل أن ترحل من هذه الدنيا، نتكلم عن الدكتورة عبلة الكحلاوي، أو كما يسميها الجمهور "أم المصريين"، كان واضحا في حوارها معنا أنها مهمومة وتحمل عبئا ثقيلا، يتمثل في خوفها على البلد، لدرجة أنها بكت أكثر من مرة أثناء الحوار، ووجهت إلي الشباب نصائح وطالبتهم بالالتزام بها حتى يحافظوا على مصر وألا ينزلقوا بها في طريق المجهول.. البعض يرى أن التواجد والاعتصام في التحرير إحدى الوسائل المهمة لتحقيق أهداف الثورة وإنجاحها؟ التحرير كان رمزا جميلا للثورة، وأنا شاركت في التظاهرات أيام 25 و26 و27 يناير 2011، ولكني الآن منزعجة من تقسيم الناس هذا فلول وهذا إخوانجى وهذا انتهازى وهذا سلفى وهذا ليبرالي، فلن يجدى هذا فى ظل البحث عن هوية مصر، يجب أن نراجع أنفسنا ونتحد حتى نحقق أهدافنا. هناك مطالبات بالافراج الصحى عن مبارك وآخرون يطالبون بإعدامه، ما تعليقك؟ أنا لا أدافع عنه، لكن للحقيقة هو ترك الساحة حقنا للدماء والقوات المسلحة نزلت إلى الشارع حقنا للدماء، فأنا أقرأ فى الصحف الأمريكية والروسية والفرنسية كيف يتم سب جيشنا المصرى ألم تفهموا لمصلحة من؟ وتبكي قائلة: أنا أصرخ من قلبى الذي يحترق على البلد، فهناك أشخاص يموتون، وتحرق قلوب أمهاتهم، ولكن المشكلة أنه لا أحد يقول الحق، فمن يقل الحق توجه له سهام النقد والاتهام والتبعية لهذا وذاك، ولدينا مشكلة حقيقية وهي كثرة النفاق على الفضائيات، فهم ينافقون التحرير تارة، وتارة أخرى ينافقون من بيده السلطة، وأحب أن أشير إلى أن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية رجل تقي، وهناك حرب شعواء تحاك ضده. كيف يحارب رئيس الجمهورية من وجهة نظرك؟ بالمظاهرات والمطالب الفئوية, ما هذا الكم من المظاهرات، يجب أن تتوقف وأن تقوم النقابات العامة بدورها وأن يتكاتف معها شبابنا الواعى، فهناك أشخاص يتصلون بى من سوريا باكين يستغيثون ويصفون لى ما يحدث عندهم، تذكروا يا شباب مصر ما كان يحدث فى سجن أبو غريب بالعراق، فهم يريدون تنفيذ مخططهم بأيدينا، ولا تنسوا أن الجيش المصرى شارككم ما أنتم فيه الآن، وكان له دور فى حقن الدماء، لذا يجب أن تقولوا كلمة حق، فاذا كنت مختلفة معه فهذا حقى، لكن عيب نغلط في حق الجيش. كيف ترين دخول بعض القيادات الثورية والإسلامية مجال الإعلام وتقديم البرامج؟ لقد رأيت إعلامياً ينتمى لأحد التيارات الدينية الموجودة على الساحة الآن يقول لمذيع محترم فى أحد برامج التوك شو على الهواء مباشرة (يا ...عرة الثورة مستمرة) فكيف يقال هذا الكلام لشخص محترم فهل يليق بالمسلم المؤمن أن يقول هذا الكلام ؟! ما تقييمك لأداء الإعلام والإعلاميين بعد الثورة؟ أقول للإعلاميين اتقوا الله يا أصحاب المنابر، ولا يجب أن تتربصوا هكذا بالدكتور محمد مرسي, أنا نفسى فى صفحة بيضاء فى الجرائد الكبرى مكتوب فيها كلمة واحدة فقط: يا رب أعنا، وصفحة أخرى مكتوب فيها تعالوا نعمل معا مشروعا للشباب حتى يشعر الذين ماتوا فى الثورة وأصيبوا أن هناك صدى لما فعلوه وأن دماءهم لم تذهب هباء. هل معنى كلامك أن يترك الشباب الساحة للمسئولين ويتم تقييمهم في النهاية، وأن يقفوا موقف المتفرج؟ أقول للشباب لا تتركوا ساحة الجهاد، ويجب أن تقدموا ما يفيد البلد، سموا أنفسكم "أحباب مصر"، وانزلوا للشوارع والميادين وقوموا بتنظيفها، وأنا أستطيع التواصل مع الشباب ومع بعض الأغنياء لتمويل مثل هذه المشروعات الخيرية، وأدعو الأحزاب العريقة مثل حزب الوفد للذهاب للمستشفيات والوقوف على أحوال المرضى، وأدعو شباب حزب الحرية والعدالة للقيام بدورهم نحو المجتمع وأن يكونوا رائعين مثلما كانوا في الانتخابات البرلمانية،وأحذرهم من الفوضى لأنهم أول من سيجنون علقمها. كيف ترين خروج خطباء المساجد عن مسارهم المعروف فى الخطب والدروس الدينية وانخراطهم فى السياسة بل والانحياز إلى طرف علانية وأحيانا أخرى سب قواتنا المسلحة؟ بشكل عام هناك نسبة كبيرة من خطباء المساجد لم يلتزموا بدورهم الدعوي، وهناك من حاد وسخر منبره حسب توجهاته السياسية، وأقول لمن يسب الجيش إن هذا سيخرب البلد، علينا أن نحافظ على أعمدة مصر من شرطة وجيش وقضاء ودوركم ليس تحميس الشباب على عداء الآخرين بل تحفيزهم على الزواج بالفتيات الصالحات، فمنابر المساجد لإعلاء كلمة الله فقط، واحذروا الثقافات الوافدة، فأنا مع حساب من يخطئ، لكن هناك من يريد هدمنا فهناك فى اسرائيل سياسة اسمها "الصمت حتى النهاية" فهناك تدريبات تتم فى إسرائيل على أماكن قريبة من الجولان وجنوب لبنان وسيناء ..ناس تفكر ونحن إما "موكوسين أو حزانى فلا وقت للأحزان". كيف تعلمت الإحساس بالفقراء رغم أنك كنت تسكنين في أحد الأحياء الراقية وهو حي الزمالك؟ برغم أن والدى محمد الكحلاوى رحمه الله، كان فنانا إلا أننى فتحت عينى فوجدت والدى ساجدا لله سبحانه وتعالى، وبالرغم من نشأتى بالزمالك إلا أن والدى كان ينهانا دوما عن التكبر والاستعلاء فكان عندما يأتي إلى بيتنا الدراويش كنت أقوم أنا وأختى على خدمتهم ليعلمنا هذا التواضع لله، كذلك أتذكر أن والدي كان حريصا على ارتدائنا الحجاب منذ صغرنا وكان يعلمنا كل ذلك فى ظل وجود طباخ وسفرجى بالبيت. هل التحاقك بجامعة الأزهر كان عن رغبتك أم رغبة والدك رحمه الله؟ فى الحقيقة كان بناء على رغبة والدى رحمه الله لذا التحقت بكلية الدراسات الإسلامية والعربية وتفوقت بها حتى أصبحت عميدة لكلية الدراسات الاسلامية والعربية بالسويس. نعرف أنك رسامة وشاعرة ماهرة فى نفس الوقت، كيف قمت بتنمية هذه الموهبة؟ بالرغم من دراستى الدينية إلا أننى أهوى الرسم وكتابة الشعر باللغة العامية وأمارسهما حتى الآن فى أوقات فراغى لكنى لم أنشر أى عمل لى حتى الآن لأننى لا أحب ذلك. نريد أن نقترب أكثر من حياتك العائلية احك لنا عنها؟ تزوجت عندما كنت صغيرة السن من مهندس اسمه ياسين محمد بسيونى وعلى فكرة كان من اختيار والدى ولم أكن قد رأيته فى حياتى قبل الزواج لكن للحقيقة كان نعم الزوج بل بلا مبالغة أعتبره أعظم زوج أهدانى به الله وعشت معه 20 عاما أتمنى أن يجمعنا الله معا فى جنة الخلد، ورزقنى الله منه ب3 بنات هن مروة ورودينا وهبة الله وقد تعلمت منه الكثير جدا وساعدنى على التفوق فى عملى ودراستى وحصولى على الدكتوراة وكان يعتبرنى أحسن طباخة فى الدنيا فكنا نتعامل مع بعضنا البعض بما يرضى الله وأتذكر كل نصائحه وكلامه لى بعد كل هذه السنوات التى رحل فيها عن دنيانا فقد كان ضابط مهندس بالقوات المسلحة فلقد كنا ندرس معا فى معهد الدراسات الفلسطينية قسم الدراسات العربية التابع للأهرام بعد نكسة 1967م ودرست هذا الفرع لأعرف سر هزيمتنا. ما الذي حرصت على غرسه فى بناتك الثلاث ؟ الحمد لله كل بنت من بناتي لها دور فى جمعية (الباقيات الصالحات) وعلمتهن ضرورة العمل الصالح وأن يعيشن الحياة بالطريقة الصحيحة لأن الزواج قد يفشل لأن الزمن الذى نعيشه والرجال الآن ليسوا مثل رجال زمان. ما رأيك فيما يقوم به الداعية عمرو خالد من إقامة مشاريع تستهدف الشباب بكل فئاته ؟ أنا معه قلبا وقالبا، فالخطب الدينية وحدها لا تقيم دولا ولا تساعد في تقدمها، بل العمل والمشروعات الخيرية لها الدور الأكبر ومصرنا تستحق منا الكثير. ما الدعاء الذي تحرصين على ترديده طوال الوقت؟ اللهم ارحمنا اذا حملنا على الأعناق وتركنا الدور والقصور والأسواق والأقلام والأوراق وقيل إلى ربك يومئذ المساق, اللهم ارحمنا يا من إذا وعد وفى وإذا توعد عفى, وشفع فينا حبيبك المصطفى- صلى الله عليه وسلم- يا ارحم الراحمين. وما هي الحكمة التي تعيشين بها؟ اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة.