يزور القاهرة هذه الأيام الدكتور حميد بقانى،نائب رئيس الجمهورية الايرانية الاسلامية،ليسلم الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية دعوة لحضورمؤتمر دول عدم الانحياز المقرر انعقاده اواخر الشهر الجارى،وقد تسلم الرئيس الدعوة ولكن حتى الأن لم ترد مؤسسة الرئاسة إذا كان الدكتور مرسى سيشارك فى المؤتمر ام لا. رغم أن هذه الزيارة تعتبر زيارة بروتوكولية فى المقام الأول لتقوم مصر بتسليم رئاستها لمنظمة دول عدم الانحياز للدولة التى ستخلفها ،إلا إنها لو حدثت سيكون لها صدى دولى وعربى ومحلى كبير،لأنها ستكون الزيارة المصرية الأولى بهذا التمثيل رفيع المستوى لإيران من بعد إندلاع الثورة الإيرانية سنة 1979 ،وهذا يطرح سؤالاً : هل اذا قبل الدكتور مرسى دعوة طهران فيمكن أن يترتب على ذلك اى أزمات مع أمريكا والمعسكر الغربى ودول الخليج والتى لديها مخاوف كبيرة من وجود علاقات طبيعية بين مصر وايران ؟! . بوابة الشباب قامت بالإتصال بالدكتور فخرى طهطاوى الخبير فى علم الازمات ، يقول : تدار السياسية العامة للدول بشقيها الداخلي والخارجي بشكل إحترافي تأسيسا علي معادلة التكلفة والعائد لسلوك وتصرفات الدول من منظور "تطوير/ خلقة/ صيانة" المصلحة العليا للبلاد بما ينعكس علي ثلاثية المفاهيم " مفهوم الأمن القومي / مفهوم الإلتزام القومي / مفهوم المصلحة القومية". وكل ما سبق يتم صياغته في إطار إستراتيجية الدولة إستلهاما وترجمة لرؤية عميقة وصياغة لمجموعة من الأهداف وفي القلب منها محددات وأسس نظرية الأمن القومي كاشفة بما لا يدع مجال للإلتباس أو الغموض الخطوط الحمراء للأمن القومي، وجاهزية قوة الردع لأي طرف يريد المساس بها أو إختبارها.... وتأتي هذه المقدمة الواجبة حيث تطرح - وبحق – في هذه الأيام العديد من الأسئلة حول الزيارة المرتقبة للسيد رئيس الجمهورية –إن تمت- للعاصمة الإيرانية "طهران" في إطار المشاركة في حركة دول عدم الإنحياز والتي ترأس دورتها الحالية مصر، ومن هذه الأسئلة هل يمكن أن تسبب مجرد زيارة الرئيس لطهران في تعقيدات علي صعيد العلاقات اعربية منها والأمريكية وما إلي ذلك.. وإن كان السؤال الأهم هو لماذا تتم الزيارة وماهي أجندة الرئيس وهل تأتي أجندة الزيارة ترجمة لإستراتيجية مصرية واضحة المعالم والأهداف وتحكمها المصالح القومية للبلاد، وبالتالي ماهي مجموعة الأهداف التي تستهدفها الزيارة من منظور التكلفة والعائد في إطار تدشين حركة واسعة من الفعل ورد الفعل في منظومة علاقات الجمهورية الثانية بمصر .... وأحسب أن طاقم مكتب السيد الرئيس للشئون السياسية بالتعاون خاصة مع إدارة التخطيط السياسي بالخارجية المصرية وإدارة إيران المعنية بالملف فيها بالتعاون مع تقارير تقدير الموقف للأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة قد عكفت في جلسات متعددة علي بلورة الموقف نحو : إتمام الزيارة من عدمه !! وتجهيز سيناريوهات متعددة نحو أن تتم الزيارة من منظور عضوية ورئاسة مصر للدورة الحالية فقط أو أن تتم الزيارة من منظور العلاقات الثنائية وتدشين ما يعرف بالإستثمار السياسي في العلاقات المصرية كما تفعل الدول، وبالتالي صياغة أجندة زيارة الرئيس طبقا لأي مستوي منها.... والشاهد في الموضوع أن الزيارة المرتقبة سوف تتم علي مستوى العلاقات الدولية متعددة الأطراف من منظورين أن مصر دولة عضو مؤسس للحركة، وأنها ترأس الدورة الحالية للحركة وبالتالي يمكن أن تكون أجندة الزيارة تم التخطيط لها في إطار زيارة بروتوكولية يرأس فيها الرئيس وفد مصر، ويعمل علي توظيف الزيارة لتسليم رئاسة الدورة الجديدة للحركة للرئيس الإيراني /أحمدي نجاد وربما كي يرسل رسالة لا تخطئها الأطراف المعنية بشبكة العلاقات المصرية بأن ثمة نوايا مصرية مستعدة في الإستثمار السياسي.. أرجوا أن تتم الزيارة إنطلاقا من مستوياتها الثنائية "العلاقات الدولية متعددة الأطراف في إطار تفعيل الدور المصري المؤسس لحركة دول عدم الإنحياز، ومن منظور العلاقات الثنائية حيث تمارس مصر للمرة الأولي ما يعرف بالهجوم الدبلوماسي علي طهران بعدما تعاملت إيران بنفس النهج في الشهور الماضية وخاصة مع التغييرات الجراحية التي تموج بها المنطقة، وتستثمر مصر – إن كانت تملك الرؤية والإستراتيجية- في شبكة علاقاتها بدوائرها المتعددة وتقاطعاتها وتعقيداتها من منظور لغة غير تقليدية متطورة تعي إلتزاماتها القومية بتوقع العائد علي مصالحها القومية في حفظ وصيانة أمنها القومي....... والآن .. ما رأيك ، هل توافق علي زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران ؟!