عقب حادث رفح الأليم الذي راح ضحيته 16 جندي.. أعلن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الحداد العام فى جميع أنحاء الجمهورية لمدة ثلاثة أيام.. ولكن في وسط ذلك كان للتليفزيون المصري رأي آخر ومفهوم آخر للحداد بشكل استفز الكثير.. فكان الحداد عبارة عن شريط أسود على جانب الشاشة من أعلي ولكن مع استمرار نفس البرامج والمسلسلات، بل وصل الأمر في بعض المسلسلات لعرض مشاهد رقص وغناء بينما الشريطة السوداء موجودة ويتم رفعها قبل الإعلانات ، مما أثار الاستياء لدي الكثير، وخصوصا أنه عند وفاة حفيد الرئيس السابق مبارك كان الحداد حقيقياً وتم منع إذاعة أي مسلسلات أو أفلام ، بينما البعض توقع مثلاً أن يكون الحداد معناه التركيز علي الفقرات الإخبارية وإذاعة القرآن الكريم فقط، بجانب أن بعض القنوات الخاصة لم تعلن الحداد من الأساس، ونشاهد في برامجها الأفلام والأغاني، ونفس الشئ بالنسبة للراديو. فنريد أن نعرف ما هو مفهوم الحداد في مصر، وما معني إعلان الدولة الحداد وما الذي يجب أن يحدث.. ومن نحاسبه على المسخرة التي حدثت؟!... يعلق على ذلك عصام الأمير- رئيس التليفزيون- في تصريح خاص للشباب قائلا: من وجهة نظري إعلان الحداد هو أننا لا نقدم شيئاً يجرح الناس معنويا، سواء كانت مادة مصورة أو أي كلام يقال، فلا يمكن أن استضيف أحدا يقول أن الضحايا هم السبب فيما حدث ويستاهلوا، فإعلان الحداد معناه اعتراف بمأساة، فيجب مراعاة ظروف المجتمع، ويجب أن نعتمد على المواد الجادة فقط، فأنا لست من أنصار ما تفعله دول الخليج بإعلان الحداد عن طريق إذاعة القرآن الكريم فقط، ولكن يجب أن تأخذ الأحداث مجراها الجادة، ولكن لا نخل بالشكل عام، وحتى مظهر المذيعات يجب الحفاظ عليه وليس شرطا ارتداء الأسود ولكن لا يجب إظهار الألوان الصارخة، ولكن ربما يكون هناك ارتباط بإعلانات، لذلك تذيع القنوات المواد المتفق عليها. ويعلق د. حافظ أبو سعدة- رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان- على ذلك قائلا: أثناء فترة إعلان الحداد يجب أن تنكس الأعلام في كل المؤسسات والهيئات الحكومية، أما عن وسائل الإعلام وبالتحديد الحكومية فيجب أن تبتعد عن أي مواد خاصة بالتسلية أو تجرح مشاعر الناس أو لا تراعي الظروف التي تمر بها البلد، وغير ذلك يكون شئ غير مقبول تماما وخصوصا أنه هناك ضحايا يجب أن نحترم دماءهم، ويجب محاسبة أي شخص مسئول يقوم بفعل عكس الحداد واحترامه.