أكد المتحدث الإعلامي باسم الرئيس المنتخب محمد مرسي أن السلطات المصرية ستتخذ "الإجراءات القانونية" ضد وكالة أنباء إيرانية اتهمتها السلطات باختلاق مقابلة مع الرئيس .. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن ياسر علي القائم بأعمال المتحدث الإعلامي باسم الرئيس المنتخب أنه "سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد وكالة الأنباء الإيرانية (فارس) التي اختلقت حديثا صحفيا زعمت أنها أجرته مع الرئيس محمد مرسي" ، وشدد المتحدث على أن هذا الحديث المزعوم ليس له أي أساس من الصحة على الإطلاق. وكانت الرئاسة المصرية قد نفت أن يكون الرئيس مرسي قد أدلى بتصريحات لوكالة فارس الإيرانية دعا فيها إلى "استعادة العلاقات الطبيعية" بين مصر وإيران المقطوعة منذ أكثر من 30 عاما. لكن وكالة فارس الإيرانية أكدت بعد نفي الرئاسة المصرية إجراءها المقابلة مع الرئيس الجديد يوم الأحد، قبل ساعات من الإعلان الرسمي عن فوزه في الانتخابات الرئاسية. وأضافت أن لديها تسجيلا صوتيا للمقابلة مع مرسي، مرفقة ذلك بعنوان إلكتروني يتيح الاستماع إلى هذا التسجيل. وبحسب الوكالة الإيرانية، فإن مرسي دعا إلى "استعادة العلاقات الطبيعية" بين مصر وإيران المقطوعة منذ أكثر من 30 عاما بهدف تحقيق "توازن إستراتيجي في المنطقة" ، ولا توجد علاقات رسمية بين طهران والقاهرة منذ قطعها عام 1980 في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية ومعاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل. ويشار إلى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد هنأ نظيره المصري، في رسالة بعثها يوم الاثنين، على الفوز في الانتخابات. ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن أحمدي نجاد قوله في الرسالة "أؤكد على توسيع العلاقات الثنائية وتعزيز الصداقة بين الدولتين". وفى الوقت نفسه كان حزب التحرير الشيعى المحظور تأسيسه من لجنة الأحزاب قد طالب الرئيس الجديد بضرورة أن يتمتع الشيعة فى مصر بحقوقهم الكاملة فى بناء دور العبادة الخاصة بهم وفى تمثيلهم بالجمعية التأسيسية للدستور . وتحظى مسألة تطبيع العلاقات مع إيران بجدل فى الشارع السياسى الآن بعد وصول الإخوان للسلطة واحتمال حدوث تقارب بينهم وبين النظام الإيرانى مما سيكون له تأثير على التوازنات الإقليمية والعلاقة مع إسرائيل وأمريكا .. لمزيد من التوضيح فى هذا الشأن يقول محمد عباس ناجى منسق مجلة مختارات إيرانية والباحث المتخصص فى الشئون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: قد يحدث تقارب محتمل بين الإخوان وهم على رأس السلطة فى مصر وبين النظام الإيرانى ولكن هذا التعاون سيكون مشروطا لأن العلاقة مع النظام الإيرانى هى علاقة محفوفة بالمخاطر والإخوان حاليا يعارضون النظام الإيرانى بشدة لدعمه للنظام السورى ولا ننسى أن الإخوان فى سوريا هم جزء من المعارضة التى تتعرض للقمع الدمومى يوميا فى أنحاء سوريا. ومن ناحية أخرى فإنه من المعروف أن هناك مشكلات وعلاقات متوترة للغاية بين دول مجلس التعاون الخليجى والنظام الإيرانى، والخليج يمنح مصر معونات ومساعدات كبيرة وبالتالى سيكون حجم التضحية كبيرة للغاية فى حالة تطبيع العلاقات بين مصر وإيران فقد يؤدى ذلك إلى خسارة علاقاتنا الإستراتيجية بدول مجلس التعاون الخليجى ، والدكتور محمد مرسى فى حديث سابق له أبدى تحمسه لعودة العلاقات مع إيران بشرط تحسن علاقتها بدول الخليج وبشرط احترام السيادة بين البلدين وعدم تدخل أي من البلدين فى شئون الدولة الأخرى. وحول المخاطر السلبية التى قد تحدث للجانب المصرى فى حالة تطبيع العلاقات مع إيران يضيف محمد عباس ناجى أنه ليست هناك خسارة مباشرة لكن من المعروف طبعا أنه ستكون هناك مشكلة مع إسرائيل والتى سترى فى هذه العلاقة تهديدا لأمنها القومى أيضا قد تتأثر العلاقة مع المعسكر الغربى أوروبا وأمريكا لكن فى المقابل ستخرج مصر من النطاق الضيق التى فرضها عليها النظام السابق بالتوسع الإقليمى فى آسيا والاستفادة من قوة إيران فى بعض الملفات الخارجية مثل الملف الفلسطينى. وحول فكرة المد الشيعى فى مصر يقول محمد عباس ناجى : هناك تخوف من الإسلاميين من نمو الشيعة فى مصر باعتباره خطا أحمر وأنا أعتقد أن هذه المخاوف ليس لها ما يبررها.