الشعب المصري العنيد الذي لا يعرف مصلحته جيدا لماذا لا يرضى أن يسترشد بآراء النخب السياسية والإعلامية اللي تعبه قلبها معها وهو ولا كأنه سامع!! يقولون له منذ تنحى مبارك أن السياسة أهم شيء في حياته وهو كل دماغه في الاقتصاد والأمن . يقولون له الثورة والتطهير لمؤسسات الدولة واغلبه يرد بطلب التسامح والتصالح بين أفراد المجتمع لكي نعرف نعيش ونربى أولادنا . يصرخون طوال الوقت في وجهه ضد الأخوان ومن يطلق عليهم الفلول ويدفعونه دفعا لاختيار مرشحين يرضوا عنهم ويحققوا معهم مصالحهم ومع ذلك تخرج نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح تيارات الإسلام السياسي المتمثل في الدكتور محمد مرسى وتيار الدولة المصرية الوسطية المتمثل في الفريق احمد شفيق . هذا الشعب المتجبر اخرج النخب عن شعورها فنجد مذيع على درجة زعيم يخرج علينا على الهواء وهو يكاد يبكى ويقول (أحنا انهزمنا) ويحضر طبيبة علم نفس أطفال!! ويحولها بقدرة قادر لمنظرة سياسية من الطراز الأول تقول بلا أدلة سياسية أو جنائية (إننا بين قاتل وطماع) دون أدنى احترام لاختيارات الأغلبية . وهناك من تحولوا لحلوانيه يقسموا كيكة مصر على الهواء فيما بينهم .. ده يأخذ الرئاسة وده يبقى النائب وده رئيس الوزراء .. وشعار هنأخذ إيه من الفريقين اللذين وصلا للتصفيات النهائية من الانتخابات الرئاسية تحت مسمى الضمانات هو المرفوع حاليا بين كل الاتجاهات النخبوية السياسية والإعلامية . تلك النخب التي تفكر هل ستربى لحاها وترتدي سيداتها الحجاب ويتحدثوا باسم الإسلام إذا ما قبل الإخوان شروطهم ويدخلوا في الجوقة الإعلامية الاخوانية أم سيتحدثوا عن وسطية الدولة واستقرارها إذا ما خضع الفريق شفيق لابتزازهم السياسي والاعلامى ووقتها سيحملوا له المباخر كما حملوها لمن قبله . النخب السياسية والاعلامية بتموت نفسها علشان الشعب الذي لا يحفظ لها الجميل ويسير عكس كل ما يطلبوه منه .. النخب ترفع شعار "ظرفنى تعرفني" والشعب يرد عليهم بكل قوة "سيبونا في حالنا نربى عيالنا " !! النخب تفكر في المناصب والدولارات والشعب يفكر في البنزين والبوتاجاز والكهرباء وارتفاع الأسعار والفوضى الأمنية في الشارع وكلها أمور من وجهة نظر النخب الفاسدة – إلا قليلا- التي تحيط بالشعب أمور تافهة لأنها لن تأكل هذه النخب عيش أقصد عيش وكباب وبسبوسة ومش مهم الشعب يجوع علشان النخب تأكل . فنحن – إذا أردنا الحقيقة - ناس عاديين لا قيمة حقيقية لنا لديهم أما هم فزعماء وعلى رأى النجم عادل إمام في مسرحية الزعيم (الزعيم ميندغش الزعيم يزلط على طول) .. والنخب على مدار عام ونصف "تزلط" والشعب يعانى الأمرين لكن لأننا شعب جاحد – من وجهة نظر معظمهم- لا نريد أن نفكر هما "بيزلطوا" علشان إيه ؟ أكيد من أجلنا ومن أجل مستقبلنا المشرق بعد مئة عام - إن شاء الله - واللي مش شايف انه سيكون مشرقا يبقى المشكلة في عينيه ومن يريد الاستقرار والأمن والحياة الكريمة وضمان لقمة العيش لابد أن يعلم الآن وليس غدا انه تحول لدى هذه النخب لقلة مندسة حتى لو كانت بالملايين .. قلة لا تملك منبرا إعلاميا وسياسيا يعبر عنها وطبعا اللي صوته عالي هو من يملك الشاشات الفضائية لذا علينا نحن القلة المندسة ألمسماه الشعب المصري أن نعرف انه قد مضى عهد الاستبداد الشعبوى وسيطرتنا على مقاليد دولتنا وحياتنا لان النخب الفاسدة زورت توكيلا منا لها وقالت إننا وقعتوه في ميدان التحرير . ولانى افتخر بانتمائي لهذا الشعب العظيم الواعي الناضج – مع كامل الاعتذار للنخب التي تعتبره ساذجا وجاهلا وسهل الانقياد وراء كلامها الأجوف – فأني انحنى تقديرا واحتراما أمام اختياراته سواء للدكتور مرسى أو للفريق شفيق وسأحترم من سيختاره في جولة الإعادة رافضة من يدعى انه شعب جاهل وكافر يستحق الذبح كدجاجة لأنه صوت لشفيق ومن يتهمه بأنه شعب مرتشي يبيع بلده وضميره بكيلو أرز أو كيلو زيت لأنه صوت لمرسى . واطلب من الشعب العبقري إلا يستمع لأحد إلا عقله وقلبه ..فالجاهل ليس من لم يتعلم القراءة والكتابة بل من لم يتعلم الانتماء لهذا البلد والمرتشى هو من يسلم مصر على بياض لمن يدفع أكثر ويحقق معه مصالحه الخاصة والكافر هو من يحول دين الله لسلعة في سوق السياسة فيصدر الفتاوى الشاذة باسم الله ورسوله ويقدمها قربا للتقرب من فريق من الفريقين المتنافسين بحثا عن المناصب والحقائب الوزارية . وبما أن الشعب وأنا واحدة منه مش عايزين نسمع الكلام ونرفض السير في الطريق الذي ترسمه لنا النخب ونصر على أن يكون صوتنا من رأسنا فأرجو من السياسيين والإعلاميين الذين انتشروا في الفضائيات منذ 25 يناير وادعوا الثورية أن يبحثوا لهم عن شعب آخر يثق فيهم لان رصيدهم لدينا نفذ خاصة بعد أن اسقطوا عن أنفسهم ورقة التوت التي كانت تدارى لحد ما عوراتهم التي شاهدناها جميعا live" " بعد ظهور نتيجة الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة.