فى أحداث الأمس الدامية تعددت الروايات والأقاويل حول الفاعل المجهول الذى يظهر مثل خفافيش الظلام ليلا بالأسلحة البيضاء والمولوتوف من أجل فض الاعتصام القائم فى شارع الخليفة المأمون بالقوة .. تصوير: محمود شعبان أصابع الاتهام تشير إلى ضلوع بعض شباب العباسية فى هذه الأحداث وآراء أخرى وروايات من بعض شهود العيان تؤكد أن الفاعل المجهول بلطجية مأجورون يأتون من الأحياء الشعبية من أجل إثارة الشغب وإحراق البلاد بنار الفتنة .. بوابة الشباب تجولت فى شوارع العباسية الخلفية لننقل الصورة الحقيقية لحقائق ربما لن تكون جديدة ولكنها بلا شك تحمل روايات مختلفة وتنقل معاناة الطرف الآخر المتهم فى القضية دون انم نحاول أن نسمع منه ولو مرة واحدة كنا نعتقد أن الدخول إلى سراديب العباسية أمرا صعب المنال خاصة فى ظل الهجوم الدائم على أهالى المنطقة وشبابها فى وسائل الإعلام لكن المفاجأة عندما دخلنا أن أهالى العباسية لديهم رواية مختلفة للأحداث ومعاناة من نوع مختلف أيضا وشعور عميق بالحزن على ضحاياها فى الأحداث حيث فقدت العباسية امس 3 من أبناءها فى أثناء الإشتباكات .. الشوارع والحوارى والأزقة الخلفية التى مررنا بها لا تخلو من مصاب فى هذه الأحداث فعلى ناصية كل شارع كان يستوقفنا شاب ليحكى ما تعرض له من اعتداءات على يد المعتصمين أو "الإرهابيين" على حد وصف بعض الأهالى .. تفاصيل مذبحة العباسية تفاصيل مذبحة العباسية تفاصيل مذبحة العباسية تفاصيل مذبحة العباسية الآن أهالى العباسية القريبون من منطقة الأحداث يروون تفاصيل من نوع مختلف مثل قيام المعتصمين الملتحين باقتحام الحوارى ليلا تحت تهديد الأسلحة والرشاشات بل أن أحد هؤلاء المعتصمين وقف على ناصية شارع وأشار بالرشاش وقال " الراجل فى المنطقة ينزل لى " وحكايات من هذا النوع.. أهالى العباسية الذين تكلمنا معهم يعتقدون أن بين المعتصمين مجاهدين من الشيشان أو أفغانستان وأنهم إرهابيون وأنهم تسببوا فى قطع أرزاقهم وتحويل العباسية المعروفة بالهدوء إلى حى غير آمن إلى جانب تعطيل مصالحهم لدرجة أن الأطفال أمس لم يذهبوا إلى المدارس لآداء الإمتحانات خوفا من الرصاص الحى الذى كان ينتشر فى السماء . كانت البداية لنا من داخل منطقة الوايلية بالعباسية وهى المنطقة التى قيل لنا من بعض شهود العيان أن بعض شبابها شارك فى أحداث الأمس الدامية فذهبنا إلى المنطقة وكانت المفاجأة أننا وجدنا الأهالى هناك يتأهبون لتشييع جنازة الشاب مصطفى الشهير بكاوتشة والذى أصيب فى الأحداث بطلق نارى فى الرأس وحسب أصدقائه وأقاربه أنه لم يكن فى يوم من الأيام بلطجيا ولم يكن رد سجون ولا سوابق وإنما كان شابا بسيطا يعمل فى تجميع الخردة وكان يملك تروسيكل وكان مصطفى يوم الأحداث صباحا موجودا قرب الميدان ليمارس عمله التقليدى حيث أصيب برصاصة قاتلة فى رأسه من الخلف . أسرة مصطفى بسيطة للغاية وفقيرة وكان هذا الشاب يعولها وينفق عليها وكان يستعد قريبا لعقد زفافه فترك البنت التى ارتبط بها وحيدة. ويروى الشاب حسن إبراهيم من أهالى المنطقة وممن شاهدوا الأحداث أن هناك فرق مدربة ومنظمة تثير الذعر بين أهالى العباسية الذين قرروا مقاطعة الميدان تماما والبحث عن طرق أخرى ، يقول حسن أن الساعات المتأخرة من الليل تشهد ضرب رصاص حى فى الهواء وأن شباب المنطقة الذين راحوا ضحية الأحداث ماتوا وهم يدافعون عن أهالى المنطقة بعد إساءة المعتصمين ويذكر أن "الشيوخ" من أنصار حازم أبو إسماعيل قاموا بقطع أذن صديقه وهو الشاب أحمد بينما كان يصلى فى مسجد النور وأن هذا الشاب دخل فى حالة هيستريا الآن ويمتنع عن الكلام مما شعر به من تعذيب. ويؤكد حسن أنه صاحب سوبر ماركت وأنه رأى عناصر غريبة بين المعتصمين وهذه العناصر غير مصرية ورأى مثلها من قبل فى السوبرماركت وهؤلاء ربما يكونوا من أفغانستان أو الشيشان أو من هذه الدول الأخرى وأن المعتصمين أصبحوا مسلحين بالرشاشات . تفاصيل مذبحة العباسية تفاصيل مذبحة العباسية تفاصيل مذبحة العباسية أما الضحية الثانية فهو الشاب رأفت رضا نبيل ضرغام الشهير ب "قطة" لأنه حسب أهالى المنطقة وحسب أصدقائه كان شابا وسيما ولهذا كانوا يطلقون عليها هذه التشبيه كنوع من الوصف اللطيف .. يقول والده فى حديثه الحزين معنا: إبنى مات برصاصة قناصة فى رأسه من الخلف يعنى ضربة غدر .. العباسية أصبحت مهددة بالإرهاب وأبناءنا الذين ماتوا كانوا يدافعون عنا .. إحنا مش بلطجية إحنا أصحاب مكان وعيشتنا أصبحت صعبة والمحلات تغلق أبوابها من بعد المغرب ونشعر أننا محاصرون وحدث أكثر من مرة أن نطلب الشرطة فيقولون لنا دافعوا عن أنفسكم .. وحمل والد الشاب الضحية صورة ابنه وأشار إلى ملامحه فى الصورة وقال " هل هذه ملامح شاب بلطجى"؟! أما الضحية الثالثة فيدعى مصطفى إسماعيل من أبناء العباسية البسطاء الذى دفعه الحماس فذهب خلف الأحداث وعاد جثة هامدة متأثرا بطلق نارى. ويحكى بعض الأهالى أيضا أن هناك مؤامرة من نوع خفى تستهدف إحراق وتفجير الحى بأكمله عن طريق الاعتداء المتكرر على محطة البنزين الموجودة أمام مسجد النور وهى المحطة التى شهدت اعتداءات دامية وحاولت خلالها بعض العناصر إشعال النار فى مخازن البنزين لكن الله لطف .. يروى مصطفى هاشم مدير المحطة لبوابة الشباب أنه طيلة الأيام الثلاثة الماضية وحتى قبل الأحداث اعتادت بعض العناصر الاعتداء على المحطة فى الساعات المتأخرة من الليل وحاولنا الاتصال بالشرطة لكنها لا تحضر وأمرت جميع أهالى المنطقة بحماية أنفسهم وهؤلاء الشباب أعتقد أنهم من المعتصمين خاصة وأن بينهم شباب ملتحون وفى مرة من المرات أشعلوا النيران فى عدد من الكاوتشات فى الشارع . لكننا كنا نعمل احتياطاتنا ونطفىء الكهرباء حتى لا يستطيعون الوصول للوقود وفى الاشتباكات التى وقعت أمس نحن لا نعلم من الجانى ومن المجنى عليه لكن المعتدين ليسوا أبدا من أهالى العباسية لأننى أصلا من مواليد العباسية وعشت فيها ولم أستطع أن أختصم أحدا حتى الآن ، لكن على كل حال بلغت نسبة المسروقات فى المحطة حوالى 700 ألف جنيه تشمل فلوس سائلة وجراكن زيت وأجهزة ومعدات .. لكنهم كانوا يرغبون فى إشعال النيران بالمحطة لكن الله سلم. تفاصيل مذبحة العباسية تفاصيل مذبحة العباسية ويتحفظ مدير المحطة على شومة وسيخ حديد مما كان يستعمله البلطجية فى أثناء أحداث الشغب والغريب أن هذه الأسلحة من نوعية الأسلحة التى يستخدمها أنصار أبو إسماعيل فى الدفاع عن أنفسهم فكيف جاءت هذه الأسلحة إلى المحطة.. هكذا يتساءل مدير المحطة فى نهاية حديثه معنا مطالبا بمزيد من الحماية للمنطقة حتى لا تتحول إلى كرة لهب . ويرفض أهالى العباسية اتهام أبناءهم بالبلطجية مؤكدين أنهم مسالمون وأن الظروف أوقعتهم فى هذه الأحداث ..