غدا .. كل فصيل يبكي علي ليلاه , فالإخوان في الميدان يطالبون بتسليك السلطة, وأنصار حازم أبو إسماعيل يبكون ما آل إليه مرشحهم , بينما القوي الثورية و6 إبريل ينزلون إلي الميدان مطالبين باستعادة الثورة واستكمالها رافعين لافتات لا للفلول, ورغم أن المآرب تختلف من فصيل لآخر بما يجعل المشهد متوتراً ويدعو للقلق خاصة وأن كل فئة لها مطالبها وأهدافها من المليونية ولكن مع تعدد الأهداف ، هل من الممكن حدوث خلافات قد تصل إلي حد الشجار يشهدها قلب الميدان ؟! فقد دعا المرشح الرئاسى المستبعد المهندس خيرت الشاطر جموع الشعب المصري للنزول والمشاركة فى مليونية حماية الثورة الجمعة الموافق 20 أبريل للالتفاف حول الثورة وحمايتها، واستكمال مشروع النهضة والعمل من أجله وإنقاذ البلاد مما وصفه بالغرق بعد أن تكالب عليها اللصوص حسب قوله. بينما أكد حزب الجبهة الديمقراطية علي ضرورة المشاركة في مليونية 20 إبريل وقال السعيد كامل، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، أن الحزب سيشارك فى مظاهرات الغد فيكل أنحاء مصر، للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة، كما أكدت القوى الثورية أنها سترفع مطالبها غدا والتي تتمثل في ضرورة الحفاظ علي الثورة وأهدافها وضرورة تعديل المادة 28 من الإعلان الدستورى، والتى تحصن قرارات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة من الطعن عليها، وتشكيل الجمعية التأسيسية من كل فئات الشعب المصرى بعيداً عن الأغلبية والأقلية، وكذلك إقالة حكومة الجنزورى وتشكيل حكومة تعبر عن الثورة وتعمل على تحقيق أهدافها وفي الوقت الذي علق حزب النور موقفه من المشاركة في مليونية الغد إلا أن أنصار المرشح المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح أعلنوا دخولهم فى اعتصام مفتوح حتى يوم الجمعة احتجاجا على استبعاده، وأكد عدد من أنصار حازم أنهم يعتبرون مليونية الغد ماهي إلا ثورة جديدة. بينما أكدت جبهة 6 إبريل مشاركتها في المليونية أنها تعتزم النزول والمشاركة في الميونية من أجل الحفاظ علي الثورة وقامت الحركة بتوزيع العديد من المنشورات للدعوة إلي مليونية حاشدة لضمان نزاهة الانتخابات وعزل فلول النظام السابق من الترشيح للرئاسة، واتخاذ الإخوان موقفا وطنيا فى سحب مرشحهم لإقامة توازن ديمقراطى ومجتمعى ويبقي السؤال حول تعدد الأهداف فيما بين القوي المشاركة فهل من الممكن أن يؤدي لحدوث خلافات في الميدان وأجاب عليه الدكتور عبد الرحيم الخبير السياسي والمتخصص في شئون الجماعات الدينية قائلا: أن تعدد أهداف المليونية غدا قد يؤدي إلي إحباطها لأن الشعب المصري عندما وحد الهدف بين كل القوى السياسية وكان الشعب يريد إسقاط النظام والرئيس ولكن عندما يكون كل واحد ينزل وشأنه الخاص فمثلا الإخوان وأنصار الشاطر يطالبون المجلس بتسليم السلطة لأن لهم صراع علي السلطة والآخر- ويقصد حازم صلاح أبو إسماعيل- لديه صراع علي القانون فالإخوان متسرعون في تسليم السلطة وعايزين ينتحروا علي قضية خيرت الشاطر من أجل تحقيق طموحاته الشخصية فلو كان الأمر يقتصر علي ترشيح أحد من الإخوان فلديهم محمد مرسي لأن خيرت تعب طوال السنوات الماضية للوصول إلي هذه اللحظة وعندما أقترب منها فكان من الصعب عليه أن يأخذها منه محمد مرسي أما الفصيل الثالث في الميدان غدا هم القوي الثورية التي ترفض تماما مشاركة الفلول أو أي من أفراد نظام مبارك في الانتخابات الرئاسية متمسكين بالثورة ومبادئها ويصرون علي استكمالها, وبالتالي من المحتمل جدا أن يكون هناك خلافات واسعة في الميدان خاصة وأن هناك العديد من الفصائل الثورية لديهم احتقان من الإخوان بشكل كبير وتطلعاتهم التي حصدوها علي حساب شباب الثورة وربما كانت أقل الخسائر للإخوان أن يتولى الشاطر رئاسة الحكومة وهناك احتمال آخر هو أن المعادلة تقلب ونبدأ من أول وجديد. وأكد عبد الرحيم علي أن القانون الذي تم تمريره أمس في مجلس الشعب الخاص بالعفو السياسي خلال ال 30 عاما الماضية والذي يقضي برد الاعتبار لكل من تم الحكم عليه أثناء نظام مبارك وكان عددهم حوالي 135 بينهم خيرت الشاطر يأتي في مصلحة الأخوان بشكل كبير ولابد من موافقة المجلس العسكري عليه أو المحكمة الدستورية ولا أعتقد أن الدستورية سوف تقضي به لأنه ما يحدث يسمي "بالهبل" والإخوان يسعون لأي شيء فيه مصلحتهم ويدعم طموحات الشاطر في الوصول للحكم.