لم يتبق أى شيء .. كل الكيانات والمؤسسات التي تحكم البلد الإخوان جزء مساهم وشريك أصيل بها لدرجة أن الكثير من المحللين والخبراء السياسيين وصفوهم بأنهم "حزب وطني جديد" بعد الهيمنة الصارخة التي أصبحوا عليها في كل جوانب الحياة السياسية, والتي كانت أخرها هيمنتهم علي اللجنة التأسيسية للدستور والتي مثلهم فيها 25 عضوا برلمانيا بما يوازي 50 % من نسبة ممثلي أعضاء المجلس في اللجنة التأسيسية فضلا عن أعضاء اللجنة من خارج مجلس الشعب والتي بها عدد من العناصر الإخوانية أو ذات الخلفية الاسلامية .... لكن علي عكس المتوقع ، تأكدنا من مصادرنا الخاصة أن جماعة الأخوان المسلمين انضمت هي الأخري لسلسلة الهيئات والمؤسسات المنسحبة من من اللجنة التأسيسية للدستور , فما الذي سيترتب علي هذا القرار ؟!. ويجيبنا علي هذا السؤال الدكتور عبد الرحيم علي الخبير في شئون الجماعات الدينية قائلا: تخلي الإخوان عن اللجنة التأسيسية رغم كل محاولات التنديد بهيمنة الأخوان وسيطرتهم علي السلطة إلا أنه لو تم هذا الأمر –فرضا- سيكونوا تخلوا عن طموحهم السياسي وغنيمتهم التي سعوا إليها طوال ال 80 عاما وقرروا أن يكونوا جماعة أخرى, ولكن ما يحدث الآن من ترشيح خيرت الشاطر كممثل للإخوان علي الكرسي الرئاسي تأكيدا لوجودهم وضمانه لهم في ظل الوقت الحالي. وأضاف : الأخوان تحاول أن تضفي فوق شرعيتها الحالية شرعية جديدة تحسبا لحل مجلس الشعب ومنها حل اللجنة التأسيسية ومن هنا جاء الدفع بخيرت الشاطر ليكون مرشحا رئاسيا, ولكن علي أرضية مختلفة لأنهم استشعروا أن هناك خطراً يحوم حولهم مع اقتراب حكم المحكمة الدستورية وربما الفصل بالطعن علي الانتخابات البرلمانية وبالتالي يريدون أن يأمنوا مكانا لهم في الدائرة السياسية المواد الخاصة مما دفعهم إلي استباق لهذا الحكم بل ويحاولون تجهيز شرعية جديدة لهم بخلاف الشرعية البرلمانية واللجنة التأسيسية حيث أنه في حاله حل اللجنة التأسيسية والبرلمان فلم يعد هناك شرعيه لوجودهم, خاصة وأن شرعية الحزب مهددة لأنه مبني علي مبادئ دينية ولكن رغم أن شرعية الجماعة كلل علي المحك الآن إلا أن اللإخوان لن يتركوا اللجنة التأسيسية وسيظلوا متمسكين بها لأنه بدونها لا إخوان وستنهار الجماعة ككل, ورغم الهجوم الكبير الذي تعرضوا له في الفترة الأخيرة وما تردد حول تهديد المجلس العسكري لهم, مما دفعهم للبحث عن شرعية جديدة وأيقنوا أنه لابد من التفاوض مع المجلس العسكري من ناحية والقوي الأخرى من ناحية أخري. وأضاف المحلل السياسي والخبير في شئون الجامعات الإسلامية أن اختيار خيرت الشاطر تحديدا جاء لأنه يسمي ب " رجل المهام الصعبة " داخل الجماعة ، وهو كارت الرهان القوي علي سيطرة ونفوذ الجماعة الفترة القادمة والذي يعزز وجود الإخوان داخل المجلس واللجنة التأسيسية أيضا لأننا لو نظرنا في تاريخ هذا الرجل داخل الجماعة والمهام التي قدمها لهم سنجد أنه رجل المهمات السرية والصعبة بداخلها, وكلما حفت المخاطر أي عمل يدفعون به , فهو من أخترق المؤسسات الحساسة الكبرى للدولة في عام 1992 سواء في مؤسسة الجيش أو الشرطة أو القضاء والدفع بعدد من العناصر الإخوانية بها بما ادي إلي التحقيق معه لمدة 11 شهر متواصلة ثم تم الافراج عنه؛ ومن قبلها قضية التنظيم الدولي للإخوان والذي كان معه الدكتور اليمني مصطفي والتي بدأت منذ عام 1981 حتى 1986 وحاول بناء التنظيم الدولي للإخوان وبعدها تولي الملف المالي للجماعة بل والجامعات المالية للاخوان المتشعبة والدولية في عام 2006 ويكمن سر خطورة الشاطر أنه لديه القدرة علي عدم البوح بأسرار الجماعة في حالة القبض عليه لأنه يرى أن ولاءه للتنظيم الإخواني أهم من ولاءه لأسرته ووطنه ولاءه كبير له , وهذا سر صعود خيرت الشاطر تحديدا ولو خيروا بينه وبين أبنه لأختار التنظيم, بما يعده الاصلب عودا والأكثر ثقة داخل الجماعة والأقدر علي مواجهة هذه الملفات الصعبة, وبالتالي تم الدفع به رغم الاحكام الصادرة ضده .