الحديث الذى يتردد الآن حول رد الأموال مقابل التصالح أعاد قدرا من الأمل وشيئا من الحياة إلى الدكتور يوسف بطرس غالى الذى أقدم على الانتحار مرتين بعد رحيل زوجته قبل أشهر قليلة تأثرا بما يعيشه من ظروف صعبة .. فالدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية السابق والهارب منذ قيام ثورة يناير من أحكام غيابية بالسجن 30 عاما يعيش الآن فى حالة بالغة السوء .. فقد كشفت صحيفة الإنتدبنت البريطانية فى تقرير لها أن الطبيب النفسى المعالج لغالى أعلن أنه أقدم على الانتحار مرتين وأنه قد يعاود الإنتحار مرة أخرى وأن الشرطة البريطانية على علم بذلك . وأكد الطبيب النفسى أن غالى لا ينام إلا على بالمهدئات وأنه يعانى من اكتئاب حاد خاصة بعد رحيل زوجته المفاجىء. وأكد أن غالى يسعى حاليا لتقنين وضعه وربما يعود إلى مصر بقرار شخصى إذا ما تمكن محاميه من التصالح مقابل رد الأموال التى تم الحصول عليها بطرق غير قانونية هذا على الرغم من أن السلطات المصرية لا تزال تقوم بالتنسيق مع الإنتربول الدولى لتسلميه لتنفيذ الأحكام القضائية الغيابية عليه كما أن السفير عمر الحناوى قنصل مصر لدى بريطانيا أعلن أن الوضع القانونى شائك وغير واضح وأن هناك حاجة للاستعانة بخبير بريطانى فى القانون الإنجليزى حيث لا يوجد إتفاقية لتبادل المجرمين بين البلدين. كان الدكتور يوسف بطرس غالى واحدا من الأركان المالية والاقتصادية للنظام البائد .. وكان قد حصل على الدكتوراه فى الاقتصاد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وعاد إلى القاهرة قبل 18 عاما وشارك بأفكاره فى سياسات التحول الاقتصادى إلى السوق الحرة وهى السياسات التى أسفرت عن توزيع أكثر عدلا فى الهند والبرازيل والمكسيك لكنها لم تحقق نفس الإنجاز فى مصر. الدكتور بطرس غالى حسب تقرير صحفية بريطانية يعيش حياة قاسية فى لندن ويختلف تماما عن بقية فلول النظام الهاربين إلى دول أوروبا العديدة فلا يعيش فى سكن آمن وكانت زوجته تهون عليه الصعوبات التى واجهها فى حياته لكن برحيلها شعر بالانهيار وأن غالى أدمن الخمور للهروب من أوضاعه النفسية السيئة. وفى تقرير خطير أعده جوديث ميلر، - نقلته بوابة الشباب إلى العربية- وهو خبير في قضايا الأمن القومي، وهو الحائز على جائزة بوليتزر ومراسل التحقيق الذي كان يعمل سابقا في صحيفة نيويورك تايمز.وهو أيضا زميل مساعد في معهد مانهاتن. قال جوديث : أن زوجة بطرس غالى ماتت بين زراعيه وهى صغيرة فلم يتجاوز عمرها 49 عاما وكان عائلة بطرس غالى تتناول طعام الغداء فى أحد مطاعم لندن وفى المساء شعرت ميشيل الصايغ زوجته أن بألم شديد وماتت فى الحال وقام بطرس غالى بتحرير محضر للشرطة وأوفدت النيابة ثلاثة أطباء وبعد توقيع الكشف على الزوجة تبين إصابتها بأزمة قلبية حادة وأنها لم تمت من تأثير تسمم كما ادعى غالى .. وعلى أثر الوفاة شعر غالى بالصدمة وحاول الانتحار أكثر من مرة كما أعلن ذلك طبيبه النفسى المعالج .. وتركت ميشيل 3 أولاد صغار 12 ،14 ،18 سنة. وتؤكد التقارير البريطانية أن غالى ربما يتحرك بحرية فى شوارع لندن لكنه مع ذلك سيظل محاصرا وأن قضيته أثارت الرأى العام البريطانى حيث أن وجهه مألوف وهو ما دفع طالبة مصرية لطرده مؤخرا من إحدى محاضرات الاقتصاد بمدرسة لندن الاقتصادية.