فجر الطبيب النفسى الخاص بالدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية الأسبق، الهارب حاليا فى لندن، مفاجأة بتأكيده أن «غالى» أقدم على الانتحار مرتين خلال شهرى مايو ويونيو الماضيين، وأن الشرطة البريطانية لديها علم بذلك. وحذر الطبيب من احتمال إقدام الوزير الأسبق المطلوب القبض عليه، على الانتحار مجدداً. وكشفت مصادر مقربة من يوسف بطرس غالى فى لندن أنه قال لعدد من أصدقائه إنه سيسلم نفسه للسلطات المصرية بعد اطمئنانه على أولاده. وأفادت المصادر نفسها - نقلاً عن «غالى» - أنه بدأ حواراً قانونياً مع أحد الوسطاء تمهيداً لتسوية موقفه القانونى بشأن الاتهامات الموجهة إليه. كانت محكمة جنايات القاهرة قد أصدرت حكما غيابيا فى يونيو الماضى بالسجن المشدد 30 سنة ضد يوسف بطرس غالى، لإدانته بإهدار المال العام عبر الإضرار العمدى بأموال أصحاب سيارات قيد التحفظ فى الجمارك بمطار القاهرة، إضافة إلى حكم بالسجن 15 سنة بتهمة استغلال النفوذ، كما ألزمته المحكمة برد 30 مليون جنيه وتغريمه مبلغا مماثلا. ولا تزال مصر تنسق مع الإنتربول الدولى لضبطه. فى سياق آخر، أكد التقرير الطبى الصادر عن شرطة المتروبوليتان فى بريطانيا خلو جثمان ميشال حبيب صايغ، زوجة يوسف بطرس غالى، من أى سموم. وأوضح التقرير الطبى الذى صدر بعد أسبوعين من الوفاة أن الراحلة أصيبت بأزمة قلبية حادة نتيجة التوتر والخوف المفرط، وأنها توفيت بسبب الصدمة العصبية، وأن جسدها سليم ولا توجد عليه أية علامات أو شبهة وفاة غير طبيعية. وكان غالى قد قدم بلاغا يتهم فيه صاحب مطعم وعددًا من العمال بقتل زوجته بعد دس السم لها فى وجبة «مكرونة». غير أن التقرير الطبى الذى وقع عليه 3 من الأطباء البريطانيين أكد سلامة موقف المطعم البريطانى. وقررت سلطات التحقيق إغلاق ملف المطعم والإفراج عن العمال الأربعة. وقال الطبيب النفسى لميشال وزوجها إن الراحلة كانت تعانى أمراضا شديدة ومزمنة بعد خروجهما من مصر عقب الثورة، وأن زوجها يعانى هو الآخر من مرض نفسى متقدم بسبب الخوف المستمر. وكشفت مصادر أن زوجة غالى تركت وصية رسمية نقلت فيها ثلثى ممتلكاتها وأسهمها فى شركة «يوسون لونجمان الدولية للنشر والطباعة» لأولادها الثلاثة «نادر ويوسف ونجيب»، وأوصت بثلث التركة لأشقائها الثلاثة، وسجلت الوصية سراً بتاريخ 21 فبراير لدى محام تتعامل معه أسرتها منذ سنوات طويلة، وقدم المحامى الوصية لمحكمة لندن.