الشعب يريد دستورا للجميع .. مش إخوان ولا سلفيين الدستور للمصريين، كان هذا هو الشعار الذى رفعه المئات من المتظاهرين اليوم أمام قاعة المؤتمرات خلال الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى لاختيار اللجنة التأسيسية للدستور الجديد.. وقامت أكثر من 70 حركة وحزب بحشد أنصارهم فى مسيرات تجمعت فى النهاية أمام قاعة المؤتمرات بمدينة نصر للتنديد بانفراد البرلمان بتشكيل الجمعية التأسيسية بما يعنى طغيان نفوذ الإخوان والسلفيين على هذه الجمعية بحكم أغلبيتهم البرلمانية .. المتظاهرون هتفوا ضد حكم العسكر وهاجموا الإخوان والسلفيين وأبدوا مخاوفهم من أن يؤدى انفرادهم بالجميعة التأسيسية إلى صياغة دستور لا يحترم مدنية الدولة أو حقوق كافة الأطياف ولهذا طالبوا البرلمان بالتنحى عن صياغة الدستور وأن يقوم الشعب باختيار ممثلين عنه فى هذه اللجنة بحيث يتم انتخابهم انتخابا حرا مباشرا. ومن جانبه قام حزب الأحرار المصريين بحشد أنصاره رافعا لافتات تقول " احترس مصر ترجع إلى الخلف .. التعددية هى المرجعية الدستورية " وعبر التيار العلمانى المصرى الذى شارك فى المسيرات عن رفضه لتقييد الحريات وانفراد فصيل سياسي بصياغة مصير ومستقبل مصر. كما عبرت حركة 6 إبريل وكفاية أيضا عن تواجدهما باللافتات المنددة بحكم العكسر والإسلاميين. والغريب أيضا انضمام مواطنين بسطاء للمسيرات مطالبين بالعدل الاجتماعى ورعاية الفقراء والمهمشين. وكانت قوات الأمن المركزى قد كثفت تواجدها بشكل كبير أمام مداخل ومخارج قاعة المؤتمرات لتأمين النواب عند خروجهم. وفى تصريحات خاصة لبوابة الشباب يقول الدكتور أحمد حرارة والذى انضم للمسيرات الغاضبة ليبدى احتجاجه على الطريقة التى تدار بها المرحلة الانتقالية : الثورة مستمرة وبناء الوطن يحتاج الكثير من الجهد والتضحيات والعمل لأن النظام القديم لا يزال قائما فى مختلف مظاهر الحياة وفى التفكير أيضا وأرى أن الشعب يجب أن يغير هذا النظام تمهيدا لبناء نظام جديد يتواكب مع المرحلة الجديدة من حياة المصريين بعد الثورة .. وهذا يحتاج لجهود كبيرة ووقت أطول لأن النظام لا يزال موجود .. أنا شخصيا لا يهمنى دستور ولا مجلس شعب ولا رئيس قادم فكل هذا أشياء وإجراءات مؤقتة لكن ما يهمنى فعلا وبشكل أساسى هو بناء مجتمع قوى ومختلف فى كل شىء عما مضى وأحلم بمجتمع مثقف وواعى ومتعلم يعرف حقوقه وواجباته وحتى نصل للحلم الذى خرجنا من أجله فى الثورة فإنه أمامنا سنوات تحتاج كما قلت للعمل والتفكير الجيد لأن الثورة لم تنتهى. مسيرات غاضبة ضد الاخوان والسلفيين وحول تقييمه لانفراد البرلمان بتشكيل لجنة صياغة الدستور بنسبة 50% يقول الدكتور حرارة: هذه الطريقة غير مرضية لأى أحد شارك فى الثورة، وأنا شخصيا لست راضيا عن هذا الأسلوب وأرى ألا يتدخل البرلمان أصلا فى صياغة الدستور حتى لا تسيطر عليه المصالح والاهواء فالبرلمان سلطة تشريعية ووراءه هموم أخرى لكن الدستور يجب أن يشكله المصريون بنسب عادلة بحيث يكون ممثلا عنهم ومعبرا عن طموحاتهم وأحلامهم وكما قلت لك أن الثورة لن تتوقف. وعبرت الناشطة السياسية كريمة الحفناوى عن غضبها من انفراد الإسلاميين بصياغة الدستور ورأت ضرورة مراجعة القرار الذى ينص على نسبة ال50% وإعطاء مزيد من الفرص للحركات السياسية والشبابية والمجتمع المدنى والأحزاب والنقابات لصياغة الدستور. مسيرات غاضبة ضد الاخوان والسلفيين ومن جانبها قامت اللجنة التنسيقية للقوى الاشتراكية والتى تضم كل من حزب التجمع واتحاد شباب الثورة وحزب التحالف الشعبى الاشتراكى والحزب الاشتراكى المصرى والائتلاف الوطنى لمكافحة الفساد والمركز القومى للجان الشعبية ، بإلقاء بيان أكدت فيه على ضرورة أن ينتخب الشعب بنفسه أعضاء اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور بحيث يختارها الشعب معبرة عن كل أطياف المجتمع وأقلياته وحسب الوزن النسبى لكل فئة وحسب التوزيع الجغرافى خاصة الأطراف المهمشة مثل أهل النوبة والبدو وتحقيقا لهذا ولضمان الحيادية والتجرد يمتنع البرلمان بمجلسيه عن اختيار الجمعية التأسيسية من داخله أو خارجه خاصة أن البرلمان مطعون عليه ومعرض للحل فى أى وقت مما يقتضى إبعاده عن وضع الدستور .. إن الشعب يريد دستورا جديدا يحقق آماله وأحلامه وتطلعاته فى حياة كريمة لا مجرد إحياء لدستور 71 من جديد مع بعض التعديلات على سلطات رئيس وتغيير نظام الدولة تحت ستار البرلمان مما يؤدى إلى عوار دستورى واستمرار مسلسل مصادرة حريات الشعب والإطاحة بالثورة. مسيرات غاضبة ضد الاخوان والسلفيين ورأى بيان اللجنة التنسيقية أنه من أجل خلق أوسع توافق فى المجتمع حول الجمعية التأسيسية لوضع الدستور فإن اللجنة تدعو قوى ورموز وأحزاب ونقابات المجتمع ومؤسساته وأطيافه وفئاته وشرائحه وطبقاته ومثقفيه وقانونييه ورموزه الدستورية وثواره وشبابه ونسائه وأقلياته إلى مؤتمر عاجل لدراسة معايير اختيار الجمعية التأسيسية بما فى ذلك التصدى لاختيار جمعية تأسيسية بديلة تمثل جميع فئات المجتمع وقيامها بتشكيل لجانها المتعددة التى تجوب البلاد بطولها وعرضها وصولا لرأى الشعب فى دستوره من خلال المؤتمرات الجماهيرية.