" مش الحكومة بس اللي بتحس بالأزمة الاقتصادية .. أنا كمان عندي مشكلة في جيوبي.. على الأقل الحكومة ممكن تلاقي اللي يتبناها ويبعتلها معونة ولا منحة.. أنا مين يتبناني".. هذا كان كلام شاب وجدته يقف في المترو وينظر لشخصين يتحدثان في الأزمة الاقتصادية لمصر.. وقبل أن ينزل الشاب من المترو صرخ فيهم بهذا الكلام.. وهذا ما جعلنا نسأل عدداً من الشباب عن مشاكلهم الاقتصادية... مش عارف أشطب الشقة.. هذا ما قاله أشرف حسن- 28 سنة بكالوريوس تجارة- ويقول: تشطيب الشقة يحتاج إلي مصاريف كثيرة، وكنت أعمل في أحد المطاعم، ولكنهم قللوا المرتبات، فأصبحت لدي أزمة في إنجاز متطلبات الزواج وأهمها الشقة، لدرجة أني منذ أربعة أشهر لم أستكمل التشطيبات، وأحاول أن أبحث عن أي عمل إضافي لأن حتى أهل العروسة يريدوا فسخ الخطوبة بسبب هذه الظروف، ربنا يرحمنا بقي. كما يقول ساري ممدوح -21 سنه بكالوريوس زراعة-: بعد أن كنت أدخر فلوسي منذ فترة، وجدت أن كل الأموال التي ادخرتها أصرفها في المنزل لأساعد والدي في المصاريف، لأن الأحوال أصبحت صعبة جدا، ولكني أصبحت أمنع نفسي من أشياء كثيرة بسبب هذه الأزمة، فممنوع الخروج وممنوع مجرد التفكير في الزواج، وكنت أفكر في استكمال الدراسات العليا فأصبح الموضوع صعب، حتى عندما فكرت في عمل إضافي وجدت أن الأمور مستحيلة، فالأزمة كبيرة ولا أجد لها حلا إلا انتظار قضاء ربنا. ويقول عماد الدين محمد -22 سنه بكالوريوس تجارة -: كان لدي محل ملابس، ولكن كنت أصرف كل ما أكسبه على السهر والمقاهي بصراحة، ولم أدخر ولا مليم على أساس أننا في مصر سنجد من يساندنا، ولم أعمل حساب للزمن ،لدرجة أن المحل أفلّس فبعته وللأسف لم أجد حلاً سوى أن أعمل بائعاً في نفس المحل، ولكني تعلمت الدرس وأحاول أن أقف على قدمي مرة أخرى لأني أعيش في أزمة بالفعل. مش عارف أحسبها.. هذا ما يؤكده عصام شريف -25 سنه ليسانس آداب – ويقول: حاولت أنا وأسرتي أن نجرب فكرة الادخار في الفترة الأخيرة، ولكن أولا وجدت صعوبه كبيره في أن أوفر في كثير من الأشياء ،وثانيا لم أجد النتيجة المرضية لذلك ، فأصبحت لا أصرف كثيرا ،ولا أصرف في حاجات ليس لها لازمة ،ولكن مازالت الحياة صعبة ،أنا بصراحة أضرب كفاً على كف ،ولا قادر ولا عارف أحسبها،لا أحنا عارفين نوفر ولا عارفين نعيش . كما يقول محمد سامح- 19 سنة كلية تجارة-: أحاول أن أكمل في دراستي ولكن الماديات أصبحت صعبة جدا، وخصوصا أن والدي خرج على المعاش، وعندي أخوات صغيرين في حاجة إلي مصاريف كثيرة، ففكرت في العمل بجانب الدراسة، وبالفعل عملت في سوبر ماركت من أجل أن أكمل مصاريفي، وسوف أستمر حتى قرب الامتحانات. اللي عايز يتجوز يروح ينتحر.. هذا ما قاله أيمن سلامة- 27 سنة- ويضيف قائلا: أعمل في محل ملابس وكوفي شوب، وأكسب حوالي 800 جنيه في الشهر، وعندما فكرت في الزواج قررت أقعد مع والدتي في الشقة، ومقضيها جمعيات، ولكني وجدت أن أمامي على الأقل 5 سنوات حتى أجهز باقي تكاليف الأثاث وتجهيز الشقة وكل هذه الأمور، فمحتاج لتكاليف الأثاث حوالي 15 ألف جنيه، والشقة نفسها في حاجة إلي تشطيبات تحتاج لمصاريف كثيرة، ولو فيه شبكة لا قدر الله، وكمان تكاليف الفرح، يعني الأفضل انسي الحكاية لأن توصلت إلي أن أي شاب يريد أن يتزوج من الأفضل والأرخص أن ينتحر. ويقول سامح سيد- 18 سنة معهد خدمة اجتماعية – أحصل على 100 جنيه مصروف في الشهر، وطبعا هذا لا يكفى أكلاً ولا أشياء أخرى مهمة، ولكن هذا آخر ما يمكن الحصول عليه، فأنا لدي ثلاث أخوات، ووالدي يصرف علينا بالعافية، وانتظر التخرج ربما أجد عملا بعد ذلك وتتحسن الأحوال.