على ما يبدو أن الصراع بين الأخوان والسلفيين لن ينتهي قريبا، فكل منهما يحاول السيطرة على مجريات الأمور في الشارع والتواجد بشكل كثيف في مناحي الحياة في مصر. نشاطات وأعمال خيرية، ومساهمات في حل مشاكل الغذاء وأنابيب البوتاجاز، وصراع قبل الانتخابات البرلمانية، وصراع أيضا داخل البرلمان، ولكن الصراع انتقل داخل المساجد، لدرجة أن القوافل الطبية التابعة لهذه التيارات تتخذ من المساجد مقارا لها، حيث يسعى كل تيار إلى أن يكون له أكبر شكل من التواجد في المساجد في محاولة منه للحصول على شعبية أكبر. فقد كتبت صحيفة الحياة اللندنية تقريرا تحت عنوان صراع على المساجد بين الإخوان والسلفيين في مصر.. وقالت في التفاصيل: في وقت يبدو جناحا تيار الإسلام السياسي في مصر "الإخوان المسلمون" والسلفيون، على وئام في شؤون السياسة والحكم وتقسيم السلطة، تدور بينهما في الكواليس رحا "معركة ضروس" للسيطرة على المساجد، التي تعد منطلقاً لنشر أفكار كل تيار، وكسب مزيد من الشعبية والتأييد. وتابعت الصحيفة: ومعروف أن المساجد كانت المتنفس الوحيد للتيار الإسلامي في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، رغم التضييق عليها ومراقبتها أمنياً في شكل صارم قبل اندلاع الثورة، حتى إن النظام نفَّذ خطة محكمة لضم كل مساجد البلاد إلى وزارة الأوقاف، لتكون تحت إشراف حكومي، حتى في تحديد مواضيع الخطب. وبالفعل ضمت وزارة الأوقاف عشرات الآلاف من المساجد إلى ولايتها، وباتت تشرف على أكثر من 100 ألف مسجد وزاوية في أرجاء الجمهورية، لكن ذلك لم يمنع "الإخوان" والسلفيين من الاحتفاظ بسيطرتهم على عدد محدود من المساجد، من حيث الإنفاق والخطباء.. وظلت هذه المساجد منبراً لتجنيد أتباع جدد للتيارين، خصوصاً في أيام الاعتكاف في شهر رمضان من كل عام. لكن المساجد تحررت بعد الثورة من قبضة الأمن، حتى إن عدداً كبيراً منها بات يفتح أبوابه للوعظ بعد أداء الصلوات، وهو ما كان ممنوعاً أيام مبارك بتعليمات من جهاز مباحث أمن الدولة، الذي فرض سطوته كاملة على المساجد لتجفيف منابع التيار الإسلامي.