عشرات البرامج الرياضية تطل علينا يوميا بوجوه مقدميها، بدون فائدة أو معنى، كل ما نشاهده ونتابعه هو تهييج وإثارة للرأي العام، هؤلاء الإعلاميون يحصلون على الملايين ويصدرون المشاكل للجمهور الذي تحول لضحية. نكات سخيفة، وألفاظ بذيئة، وخناقات ووصلات ردح، هذا هو مجمل ما نشاهده ونتابعه يوميا، آراء ووجهات نظر مختلفة، لكنها في النهاية تصب في مصلحة صاحب هذا الرأي، أو مقدم البرنامج الذي يسعى لإثارة أي موضوع وتهييج الدنيا، لزيادة إعلاناته بغض النظر عن كون هذا في مصلحة البلد أم لا، ولا يشغل باله بما سيترتب على ما يقدمه من زهق للأرواح وتخريب قد يصيب البلاد. المسئولية يتحملها الجميع .. لكن هناك مسئولية أخرى ولو بشكل غير مباشر يتحملها أحمد شوبير ومدحت شلبي وعلاء صادق وكريم حسن شحاته وخالد الغندور ومصطفى يونس وغيرهم من الإعلاميين الرياضيين الذين صنعوا بشكل أو بآخر من خلال تعصبهم ووجهات نظرهم المستفزة هذه الحالة من الاحتقان التي وصلنا إليها ، وهذا ليس كلامنا، بل هي آراء عدد من جماهير المصرية بغض النظر عن انتماءاتها.. محمد فتحي شاكر، مشجع زملكاوي، قال إن محافظ بورسعيد، ومدير الأمن بالمحافظة يتحملون بالدرجة الأولى مسئولية ما حدث في استاد بورسعيد، وأن أرواح هؤلاء الضحايا في رقابهم، ولكن هخذا لا يمنع أن هناك مسئولية أخرى تقع على الإعلام الرياضي ويتحمله مقدمو البرامج، الذين يثيرون الراي العام دائما ويشعلون الفتن والمشاحنات بين الجمهور من وقت لآخر. أحمد حجازي، وهو مشجع أهلاوي، قال إنه من الأفضل أن تلغى مثل هذه البرامج الإعلامية، والتي لا فائدة منها سوى إثارة المشاكل، وأنه إذا لم تكن هذه البرامج موجودة ما وصلنا للكارثة التي نعيشها الآن، فهم ليس لديهم التزام بأي معايير وما يهمهم فقط هو مصالحهم وتحقيق أهدافهم الشخصية بغض النظر عن ما يحدث بعد ذلك. أحمد مصطفى، مشجع أهلاوي، فقد برأ الإعلام الرياضي، وقال إنه لا يتحمل أي مسئولية بدليل أن أحمد شوبير قال منذ أسبوع في برنامجه أن الدوري لابد من إلغائه بسبب الشغب الجماهيري المتكرر، وأكد أن البرامج السياسية والتوك شو، هي التي تتحمل المسئولية كاملة، لأنها تريد هدم جهاز ألأمن المصري، غذا تعاملت الشرطة في أحداث يقولون لماذا تضرب الشرطة، وإذا لم يتعاملوا يقولون لماذا لا يتعاملون، البرامج السياسية "خاربة الدنيا". ويقول إبراهيم جمال، وهو مشجع وملكاوي، إن ما حدث بالأمس ليس وليد الصدفة، بل هو تراكمات سنوات طويلة من الشحن، سواء من الإعلام الرياضي المرئي أو المسموع، أو حتى من الخبراء والمحللين، والذين أصبحت آراؤهم مادة للحديث بين المشجعين من مختلف الأندية وتثير في بعض الأحيان مشاكل ومشاجرات، وأحداث بورسعيد هي النتاج الطبيعي لحالة الإنفلات الإعلامي، وإن كانوا لا يسألون بشكل جنائي إلا أنهم هم من أوصلوا ألأمور لهذه الدرجة.