عواصم العالم - وكالات الأنباء: في مؤشر جديد علي تصاعد حدة التوترات في المنطقة ونذر مواجهة عسكرية بين إيرانوأمريكا، اسقط الدفاع الجوي للقوة الجيوفضائية للحرس الثوري الايراني فجر أمس طائرة تجسس أمريكية بدون طيار فوق محافظة هرزمكان جنوب البلاد، في حين نفي الجيش الأمريكي اختراق المجال الجوي للبلاد. وأعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان له أن دفاعاته اسقطت الطائرة وهي من طراز »جلوبال هاوك» بعد اختراقها المجال الجوي في منطقة كوه مبارك بالمحافظة. وأوضح أن الطائرة تحمل 900 كيلو جرام من الأجهزة التجسسية وصنع غلافها من الألومنيوم، وتستطيع التحليق علي ارتفاع 65 ألف قدم ويتم التحكم بها في غرفة الإدارة من جانب أربعة أشخاص. وقال إن الطائرة أقلعت من قاعدة أمريكية في جنوب الخليج وأغلقت أجهزة التتبع وكانت تتحرك في سرية تامة. وحذر الحرس الثوري من أي اعتداء علي طهران قائلا إن اسقاط الطائرة »رسالة واضحة» لواشنطن. وقال قائد الحرس حسين سلامي إن طهران سترد بقوة علي أي عدوان وحدودها خط أحمر. إلا أنه أضاف أن بلاده لا تسعي لحرب مع أي دولة لكنها علي استعداد للدفاع عن نفسها. وجدد سلامي رفض بلاده التفاوض مع أمريكا بشأن الاتفاق النووي المبرم مع القوي الكبري عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن، في ظل العقوبات الاقتصادية التي تفرضها علي طهران. وقال سلامي إن المفاوضات هي منطق الاستسلام وأمريكا في المفاوضات تريد أن تسلب أسلحتنا الدفاعية، والشعب الذي تسلب أسلحته يصبح ضعيفا في الحرب. من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية ما وصفته بأنه انتهاك للمجال الجوي الإيراني، محذرة من عواقب مثل هذه الإجراءات غير القانونية والاستفزازية. وشدد أمين المجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني »علي شمخاني» علي هامش اجتماع أمني في روسيا علي أن إيران أكدت مرارا أنها ستدافع بكل قوة عن أجوائها ومياهها الإقليمية، ولا فرق لديها لمن تتبع أي طائرة تخترق أجواءها. وعلي الصعيد الأمريكي، أكد الجيش الأمريكي إسقاط طائرة مراقبة فوق مضيق هرمز، نافيا اختراقها المجال الجوي الايراني، مشيرا إلي انه كان »هجوما لم يسبقه استفزاز». جاء ذلك في وقت أكد فيه مسئول أمريكي لوكالة »رويترز» اسقاط طائرة عسكرية أمريكية بدون طيار في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز بصاروخ أرض جو إيراني، مشيرا إلي أنها من طراز »إم.كيو-4سي ترايتون» وتتبع البحرية الأمريكية. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون قد أشارت أمس الأول إلي أن أحدث عملية لنشر ألف جندي أمريكي بالشرق الأوسط والتي أُعلنت الاثنين الماضي تشمل كتيبة صواريخ باتريوت وطائرات بدون طيار وطائرات استطلاع »وغيرها من قدرات الردع».. وبدوره، حذر السيناتور الجمهوري البارز ليندسي جراهام من أن الوقت يوشك علي النفاد لتفادي النزاع مع إيران بالشرق الأوسط، داعيا البيت الأبيض للرد بقوة علي أي حوادث جديدة في مضيق هرمز. في غضون ذلك، أعربت روسيا عن قلقها من احتمال اندلاع حرب جديدة في الخليج، وأسفت لغياب أي مؤشرات علي تخلي واشنطن عن نهج المواجهة مع طهران، واستمرارها في لعبة استعراض العضلات في المنطقة. وقال نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف إن بلاده تأمل ألا يؤدي إرسال منظومة صواريخ الأمريكية وطائرات استطلاع إلي منطقة الخليج لإشعال شرارة تؤدي إلي نشوب الحرب.