كواليس سقوط مافيا صناعة الدواء المضروب بالإسكندرية لا تزال عبارة "الدواء فيه سم قاتل"، تترد على الألسنة بمجرد ضبط قضية غش دوائي، رغم مرور أكثر من 60 عاما على ذكرها فى فيلم "حياة أو موت" عام 1954، فالغش ليس فى السلع والأغذية ومستحضرات التجميل فقط بل فى الدواء أيضا وهو الغش الأخطر، فالمكاسب تفوق مكاسب تجارة المخدرات خاصة إذا تعلق الأمر بهوس المصريين بشأن أدوية البرد والتخسيس والمنشطات الجنسية، وفى ظل تعدد الشركات العاملة فى هذه المجالات واختلاف الأسعار وتباينها وعدم تفعيل "الباركود على العبوات للتأكد من صلاحية المواد الفعالة بالأدوية، مما يصعب على المستهلك أو المريض الاختيار يقع الكثير من ضحايا الغش فى براثن معدومى الضمير. فى السطور التالية تفاصيل ضبط مافيا لتصنيع الأدوية المغشوشة وإعادة تصنيع أخرى منتهية الصلاحية و مهربة جمركيا. فى خفية عن أعين رجال الأمن، أنشأ "خالد ح" شركته بالعامرية فى محافظة الإسكندرية، لتجميع وصناعة كميات كبيرة من الأدوية الخاصة بالبرد والمنشطات الجنسية والتخسيس، دون ترخيص من وزارة الصحة أو نقابة الصيادلة، لم يبالى مالك الشركة بمصير ضحاياه وما يمكن أن يفعله بصحتهم نتيجة أثار الأدوية المهربة والمغشوشة والمصنعة أيضا داخل شركته. إستغلال الضعف اتفق "خالد" مع المدعو "محمد .ع" لإدارة شركته ومصنعه وأقنعه بذلك تحت زعم تحقيق ثروة طائلة من خلال إنتاج أدوية ومستلزمات طبية مغشوشة ومهربة، وأحضر له كل ما يلزم لتحقيق ما يربو إليه وتحقيق مكاسب مالية تفوق فى مكاسبها المخدرات، من آلات تغليف وتعبئة وبعض المواد الكيميائية المستخدمة فى تحضير الأدوية، ثم يقوم بتوزيع منتجاته على المندوبين معه لتوزيعها على الصيدليات باعتبارها أدوية سليمة ومصرح بتداولها. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل قاما المتهمان بإصدار أوراق وسجلات "مضروبة"، لإيهام المستهلكين والمندوبين والصيدليات بأن الأدوية مستوردة ولها فعالية كبيرة فى علاج الضعف الجنسى ونزلات البرد والتخسيس. واختار المتهمان هذه التخصصات لعدم لفت الانتباه نحو جريمتهما، فكثير من المواطنين يذهب إلى الصيدليات لشراء أدوية تتعلق بالبرد والتخسيس والمنشطات الجنسية دون روشتة طبية، وبالتالى يمكنهم عرض أدويتهم المغشوشة دون لفت الانتباه. استمر الأمر على هذا الحال فترة من الوقت حتى ذاع صيت أدويتهما المغشوشة ومع ظهور أعراض مرضية على المرضى بدأ الكثيرين من المتضررين العودة إلى الصيدليات وسؤال بعض الأطباء عن ما أخذوه من أدوية ليكتشفوا أنها ليست أدوية مستوردة وإنما مهربة ومنتهية الصلاحية وكثير منها معاد تصنيعه داخل مصنع المتهمان بالعامرية رحلة السقوط وردت المعلومات للإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة تفيد قيام المدعو خالد.ح.ح – مالك إحدى الشركات غير المرخصة– كائنة بدائرة قسم شرطة العامرية ثانٍ بالإسكندرية، بحيازة وتجميع كميات كبيرة من الأدوية الخاصة بعلاج "نزلات البرد - التخسيس – المنشطات"، غير مسجلة بوزارة الصحة ومجهولة المصدر ، ومهربة جمركياً وغير خاضعة لأى تحليل طبى من قبل الجهات المعنية بوزارة الصحة. عقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع مديرية أمن الإسكندرية، تم إستهداف مقر الشركة المشار إليها، وتم ضبط المدعو محمد.ع.ب –31 سنة– المدير المسئول عن الشركة، كما تم ضبط ( "1020000 – مليون وعشرون ألف عبوة وقرص " لأدوية خاصة بعلاج "نزلات البرد ، التخسيس ، منشطات") غير مسجلة بوزارة الصحة ، ومهربة جمركياً وذات أثر بالغ الضرر بالصحة العامة، وغير مصرح بتداولها بالأسواق، وبمواجهة المتهم إعترف بإرتكاب الواقعة، بهدف طرحها للبيع، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.