1 الربتة الخفيفة الطيبة الربتة الحانية التي طبطبت علي ظهري، منذ أيام خبأتها في قلبي، دافئة حانية، كي أوقظها في الليل لتربت من جديد علي ظهري ظهري الذي يركع ويقول: أنت طيب وعطوف، يارب أوحيت ليدها اليمني أن تربت علي ظهري ، أسفل كتفي اليسري، قرب قلبي. . قلبي الذي يخافك ، يارب ويحب عينيها. 2 الأريكة تشهدُ، ونباتات الظل في الركن.. وكذلك المائدة . كنتِ تدخنين بشراهة، وتمزحين. بينما قلبي يبكي في حسرة علي الجمال . وكطفل أفكرُ .. لو أنّ دموع قلبي تغسلُ رئتيك أولا بأولْ سيجارة بعد أخري كي لا يخطفك مني ذات يوم سرطانُ الرئة وتنهمر دموعي، حينئذ، دونما فائدة . 3 أذني أيضا متيمة تماما ، مثل قلبي. يا لصوتك الذي يحلق بي في المجرات البعيدة وأنا أخف من زغب هدهد سليمان. يا لصوتك الذي يهطل علي روحي بصباح الخير حتي أكاد أذوب. أذني تفرح قبل أن يرن الهاتف وتحزن.. حينما تسكتين. أذني تبكي لو بكيت.. أو نبحت عليك كلاب الجيران. أذني تخجل حين تحلمين بالوشوشة وتخشع.. وأنت ترتلين سورة النمل . أذني، أحيانا، تدق.. بدلا من قلبي. 4 أنا أحبك وأفرح لو قال أحدٌ إن قصائدي قريبة من قصائدك أو إنني سرقتها منك أنا أحبك.. كل الخيالات تعرف، وتسر لبعضها ليلا بينما أنت مرهقة من الكتابة وأنا أرقص علي ذات الإيقاع الذي أنهكك بالأمس. أنا أحبك وأحب أن أشم رائحتك هنا رائحتك المتعبة في السطر السابع وأقول لقلبي تمهل وأنت تدق لا تفسد الإيقاع، لا تفزع الصور. الصور التي أحبت موسيقي شفتيك. غدا.. ستحمل الطيور قصيدتي إلي صفحتك فيما قلبك ها هنا يدق مع قلبي. أنا أحبك. ليس لدي الأولاد فكرة بالأمس سمعتُ شجرة تقرأ سورة الحديد برواية ورش عن نافع، كان صوتها أقرب ما يكون من صوت الشيخ محمود خليل الحصري، ومع أن الشمس كانت ساطعة فلم يكن للشجرة ظل، وكان هواء يأتي من ناحية الشمال محملا برائحة زهرة الياسمين، زهرة الياسمين تعرفني جيدا، فقد التقينا أكثر من مرة في قصيدة نثر، ولما فرغت الشجرة من تلاوتها سمعتُ ابنتها تقول: كم أنا حزينة علي الناس يا أمي!! قالت الشجرة: ليس لدي الأولاد فكرة، هنا كانت كتاتيب الهواء الطلق تهزج في جلابيبها وتضحك فاصطحبي ولدا للنهر يا ابنتي عل نجما يسجد فيراه. رذاذ رطب ما أجمل أن يكون المرء فقاعة فقاعة صابون ملونة في أنبوبة لولي بوب، بنفسجية، جديدة يلهو بها الأطفال في الهواء يجرون خلفها جذلين، غير عابئين بسواها، قبل أن تنفجر سريعا مخلفة رذاذها الرطب علي ضحكاتهم الحرية .. الحرية .. أنا أحبك أيتها الحرية، لكنني خائف من اللص الذي سرقك مني، سرقك تحت تهديد السلاح وظن أنني لست في حاجة إليك، ثم سرق مني رغيفي، سرقه تحت تهديد السلاح وظن أنني لست في حاجة إليه، ثم سرق مني صوتي، سرقه تحت تهديد السلاح وظن أنني لست في حاجة إليه، ثم سرق مني غدي، سرقه تحت تهديد السلاح وظن أنني لست في حاجة إليه، لكنني ما زلت أحبك أيتها الحرية، ما زلت أتوق لقبلة منك ثمنها رأسي.