أثار ارتفاع أسعار الليمون إلي مستويات غير مسبوقة خلال الأيام الماضية حالة من الجدل الكبير بين المواطنين، حيث وصل سعر الكيلو إلي 100 جنيه في بعض المناطق، الأمر الذي دفع البعض إلي الإحجام عن شرائه أو الشراء بكميات قليلة للغاية رغم أن عيد الفطر من المواسم التي يزداد فيها الإقبال علي شراء الليمون. وأرجعت وزارة الزراعة ارتفاع أسعار الليمون إلي هذه المعدلات إلي عدة أسباب، حيث أوضح د.محمد عبدالسلام مدير معهد البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية أن الفترة الحالية لا تتم فيها أي عمليات لجمع المحصول باعتبارها فترة إجازات، وبالتالي قلت الكمية المطروحة بالأسواق مع وجود طلب متزايد خلال الأيام الحالية وهو ما أدي إلي ارتفاع الأسعار. وأضاف أن الشهور الماضية وخلال فترة »تزهير» المحصول وهي الفترة التي تنضج فيها معظم محاصيل الفاكهة تباينت درجات الحرارة بين الارتفاع والانخفاض وهو ما أدي إلي سقوط كميات كبيرة من المحصول عن كل عام، وأشار إلي أن السبب الأهم هو أنه في نهاية شهر مايو وبداية شهر يونيو من كل عام تحدث ظاهرة تسمي »تساقط يونيو» وهي فترة تقوم فيها الأشجار بتنظيم الحمل الخاص بها ذاتيا حيث تتخلص من الثمار الزائدة والتي لا تكون في حالة نضج كامل والتي تصادفت مع قدوم عيد الفطر الذي يزداد فيه الإقبال علي الليمون وبالتالي ارتفعت الأسعار وحدثت الأزمة، كما أن الفترة الماضية أيضا زادت فيها معدلات تصدير الليمون بشكل ملحوظ. وأوضح مدير معهد البساتين أنه من المتوقع أن تتراجع الأسعار بشكل نسبي خلال الأسبوع الجاري مع بدء عمليات جمع المحصول وطرحه بالأسواق، كما أنه مع بداية شهر يوليو تبدأ مرحلة »تصويم المحصول» في المزارع وهي منع المياه عنه مما يجعله يتساقط ويكون في حجم مناسب للاستهلاك وهنا ستعود أسعار الليمون إلي طبيعتها.. من جانبه أوضح حسين عبد الرحمن نقيب الفلاحين أن المساحات المزروعة بالليمون قليلة نسبيا بالنسبة لأشجار الموالح الأخري، حيث لا تتعدي أشجار الليمون نسبة 10% من أشجار الموالح نظرا لتخلص الكثير من المزارعين من أشجار الليمون بسبب عدم جدوي زراعته في السنوات الماضية وانخفاض أسعاره وهو ما أدي إلي انخفاض المعروض منه بالأسواق الأيام الماضية.. وأشار إلي أن المساحة المزروعة بأشجار الليمون في مصر تصل إلي 40 ألف فدان تقريبا طبقا لآخر إحصائية معظمها في محافظة الشرقية والتي يزرع بها حوالي 14 ألف فدان والفيوم 6 آلاف فدان والبحيرة 3 آلاف فدان وحوالي 8 آلاف فدان غرب النوباربة وتتوزع باقي المساحة في جميع أنحاء الجمهورية.. وأضاف أن السبب الأساسي في ارتفاع أسعار الليمون في مثل هذا الوقت من كل عام هو قلة الانتاجية بسبب التغيرات المناخية التي أدت الي انخفاض شديد في الإنتاجية حاليا وبالتالي قلة المعروض مع كثرة الاستهلاك، وأكد أن شجرة الليمون البالغة تنتج من 2000 إلي 3000 ليمونه في العام، كما أن الفدان ينتج من 8 إلي 10 أطنان بما يعني أن متوسط إنتاج مصر من الليمون سنويا يصل إلي 300 ألف طن تقريبا. وأوضح أن بعض المزارعين يقطفون الثمار قبل اكتمال نضجها طمعا في الربح مما يؤثر علي جودة وكمية الإنتاج، وطالب عبد الرحمن بضرورة تدخل الحكومة لإحداث التوازن المطلوب بالطرق المتاحة حتي لو تم فتح باب الاستيراد لتعويض قلة المعروض والحفاظ علي الأسعار وضرورة ضبط الأسواق للتقليل من الحلقات الوسيطة واستغلال البعض لقلة المعروض ومنع الاحتكار. • مصطفي علي