مصرع طفلين في حريق مدمر التهم شقتهما بالقناطر الخيرية شهدت مدينة القناطر الخيرية، حادثا مأساويا بكل ما تحمله الكلمة من معان أسفر عن احتراق طفلين صغيرين داخل شقتهما. احترقت مع الطفلين قلوب الأهالي الذين لم تتوقف دموعهم الساخنة حتي الآن رغم مرور عدة أيام على الحادث . تفاصيل هذا الحادث الأليم ترويه السطور التالية. داخل منزل عبد الرؤوف، المكون من ثلاثة طوابق، في قرية أجهور الصغرى، التابعة لمدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، وتحديدًا الطابق الثالث، كان يعيش عبد الرؤف ذلك العامل البسيط مع زوجته وطفليه حياة سعيدة هادئة مطمئنة، إلى أن جاء اليوم المشئوم وحدث حريق داخل الشقة أنهى حياة الطفلين في دقائق معدودة، دقائق من الرعب والفزع عاشتها تلك الأسرة والجيران. انتقلت "أخبار الحوادث"، إلى قرية أجهورالصغرى لمعرفة ما حدث تفصيليًا .. منذ أن وضعنا أقدامنا داخل القرية والجميع لا حديث لهم سوى عن هذا الأب المسكين الذي فقد طفليه في غمضة عين. فعلى كرسي خشبي، داخل المنزل، جلس الأب المسكين .. شاب على مشارف الثلاثين من العمر.. فالحزن والحسرة سيطرا على ملامح وجهه.. وضع يده على رأسه وهو يقول: "مازن ومحمد كانا أعز ما أملك في هذه الدنيا، فمازن هو أول فرحتي يبلغ من العمر أربع سنوات، بينما محمد يبلغ من العمر عامين، كنت حريص على توفير كافة طلباتهما، كانت أسعد لحظاتي وأنا ألعب معهما، وأسمع ضحكاتهما". وبنبرة صوت يعتليها الحزن قال: "يوم الحادث، استيقظت مبكرًا للذهاب لعملي فأنا أعمل مبيض محارة .. تناولت افطاري، بينما مازن ومحمد كانا نائمين، ودعتهما، ثم ذهبت لعملي. في الثامنة صباحًا، ذهبت لزوجتي لشراء بعض متطلبات المنزل، وتركتهما، وما هي إلا دقائق معدودة حتى احترقت الشقة بأكملها ومات مازن ومحمد .. لم استوعب حتى تلك اللحظة أنهما لم يعودا موجودين في حياتي". واختتم حديثه قائلًا: "ربنا يصبرنا أنا ووالدتهما على فراقهما، ويعوضنا خيرًا عنهما". وأضاف أحد الجيران:"الأم المسكينة لم تبعد كثيرًا عن البيت، فعند وقوفها لشراء بعض الطلبات ، وجدت النيران ممسكة في شقتها، ظلت تصرخ، وأسرعت للبيت، فالحريق كان شديدًا جدًا، لم نستطع الاقتراب منه، اتصلنا كثيرًا بسيارات الإطفاء، ولكن المسافة كانت بعيدة، فوصلت بعد ما يقرب من ساعة من نشوب الحريق، حاولنا بمجهودنا الشخصي أن نخمد النيران، ولكن كانت النيران أسرع وأقوى في التهام الطفلين، وانتهت حياتهما". حاولنا التحدث مع والدة الطفلين، ولكننا لم نستطع لسوء حالتها النفسية نتيجة ما حدث، فالحقيقة المؤلمة أن هذا الحريق الذى نشب في الشقة لم تكن نتيجته فقط وفاة طفلين، بينما احترق معه قلب الوالدين وحرما من ضحكات طفليهما،وظلت أوجاعهما ممتدة بعدما ماتت الفرحة بقلوبهم". كان اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية، تلقى إخطارًا من اللواء حاتم حسين مدير إدارة الحماية المدنية بالقليوبية، يفيد بنشوب حريق بشقة ناحية أجهور الصغرى التابعة لمدينة القناطر الخيرية. انتقل إلى موقع الحادث، المقدم أحمد الشعراوي مدير منطقة الحماية المدنية بجنوب القليوبية، وجرى الدفع بخمس سيارات إسعاف والسيطرة على الحريق الذى نتج عنه وفاة طفلين، وجرى نقلهما لمستشفى القناطر الخيرية العام، وبسؤال والدة الطفلين، أقرت بنشوب الحريق أثناء عدم تواجدهما بالشقة، وأرجعت نشوب الحريق نتيجة حدوث ماس كهربائي، ولا توجد شبهة جنائية، تحرر عن ذلك المحضر اللازم وتولت النيابة التحقيق.