نالت رئيسة وزراء نيوزيلاند مديحا كثيرا من إعلامنا بعد أن نجحت في نزع فتيل أزمة الإرهابي الذي اعتدي علي المسلمين هناك. أشاد إعلامنا بحنكة رئيسة الوزراء وقيامها بمواساة المسلمين وارتدائها ملابس محتشمة إيشارب وكأنه حجاب. تفاعل إعلامنا مع رئيسة الوزراء الشابة التي استطاعت أن تكسب الرأي العام الإسلامي وتخرج ببلادها من أزمة في العلاقات أو تهديد لمصالح بلادها واعتبرها شخصية عظيمة. نجاحها جاء نتيجة قدرتها علي إدارة الأزمة الطارئة التي حدثت رغم أنه لم يكن لها سيناريو أو توقع مسبق. أقارن بين ما حدث من رئيسة الوزراء الشابة وما حدث من محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي بعد أزمته مع الشيخ تركي والاتهامات التي كالها له وبعد ذلك ما حدث من هزائم لفريق كرة القدم والتي كان لها تأثير سلبي علي جماهير النادي العريضة. أدارت رئيسة الوزراء الأزمة باقتدار بينما وقع الخطيب في أخطاء متتالية كان من نتيجتها هزيمة الأهلي الأفريقية الثقيلة غير المسبوقة وهو نادي القرن ونتج عنها فقدان الخطيب أعصابه وهدد الجميع بالويل والثبور وعظائم الأمور، لكنه لم يفعل شيئا. أنا من أشد المعجبين بالخطيب لاعب الكرة الذي عشنا معه في شبابنا أقوي انتصارات النادي وأمتع المباريات. أقول هذا وأنا أهلاوي وعضو بالنادي، أقولها بعد أن هدأت توابع الهزيمة، أقول إن الخطيب نموذج علي ما هو حادث الآن في مصر في مواقع عديدة يتولاها شخصيات معروفة لكنها غير كفؤة في مجال الإدارة. شخصيات تحترف تسويق نفسها لدي الجمهور والمسئولين لكنها فاشلة في الإدارة. تعريف الإدارة كلمتان: علم وفن.. علم يخضع لقواعد وأسس يمارسها الفاهمون في مجالهم.. وفن يمارسه الناجحون بوضع لمساتهم التي تعبر عنهم. في النهاية ينجح الناس بالإدارة وليس بالفهلوة.. ينجح الناس بالعلم والفن وليس بالغلوشة وإحداث ضجة و (تصييت).. ينجح الناس بالنتائج وليس بالوهم.. يتطور علم الإدارة كل يوم فصار النجاح الآن بالنتائج وليس فقط بالأهداف فمن لم يحقق النتائج فهو فاشل. في الصين كانوا لا يترددون في تعيين الراغب في المنصب بشرط أن يحقق النتائج ومن يفشل يحاسب حسابا عسيرا،. هزيمة الأهلي ليست نهاية العالم لكنها مؤشر غير إيجابي علي تخبط إدارة النادي ونثق جميعا أن الأهلي قادر علي تصحيح مساره، لكن من انتخبوا الخطيب اعتقدوا أن هالته وشهرته قادرة علي تحقيق نجاحات، لكن هالة الخطيب النفسية وتأثيرها علي الجمهور كلاعب لا علاقة لها بنجاحه أو فشله في الإدارة فهو لاعب من طراز فريد لكن إداري غير ناجح. في سطور قليلة أروي قصة فريق الرجبي في جنوب أفريقيا الذي حقق نتائج سيئة علي مدي فترة طويلة وعندما اقترب موعد بطولة العالم كان نيلسون مانديلا قد تولي رئاسة البلاد فقام بعملية إدارة للفريق عن بعد من خلال توطيد علاقته بكابتن الفريق ومن خلال قدراته وتأثيره وإدراكه لجوهر عملية الإدارة استطاع الفريق أن يحقق بطولة العالم وكان الأمر نجاحا لجنوب أفريقيا كدولة تخلصت حديثا من سياسة التفرقة العنصرية ولمانديلا الذي جمع شمل بلاده ووحد مشاعر البيض والسود لتحقيق هدف كبير للوطن. لم يشح الزعيم الكبير بوجهه معتبرا الاهتمام بفريق الرجبي مسألة لا تستحق اهتمامه، بل وجدها فرصة لتوحيد شمل بلاده. عندما لاحظت وجود حملة إعلامية كبيرة تنظمها شركة للاتصالات لمساندة الأهلي أيقنت أن هناك أزمة في النادي، فتنظيم هذه الحملة يعني محاولة لتحسين الصورة بعدما أدرك الأعضاء والجماهير أن هناك فشلا واقعا وحقيقيا وأن الحملة جاءت للتغطية علي هذا الفشل.