أخبر حماه بوفاتها تليفونيًا.. والطب الشرعي يثبت أن الوفاة نتيجة "الخنق" دموع وأحزان وصرخات سيطرت علي أسرة دينا، بعد أن تحولت فرحتهم بزواجها إلى حزن وكابوس كبير، فبعد شهرين فقط من زفافها عادت دينا إليهم جثة هامدة، تفاصيل تلك الجريمة البشعة ترويها السطور التالية. داخل قرية بي العرب، بمركز الباجور، بمحافظة المنوفية، ولدت دينا عماد، تلك الفتاة جميلة الملامح، فالبراءة كانت تملأ عينيها، ولا أحد يعرفها إلا ويحبها، عاشت دينا مع أسرتها في بيت بسيط كانت تملؤه الفرحة بسبب ضحكتها ومرحها، استكملت دينا تعليمها حتى حصلت على الدبلوم، وكان الشباب يتصارعون من أجل الزواج منها، ولكنها كانت ترفض، ففارس أحلامها لم يأت بعد، إلى أن وقعت دينا في حب شاب من قرية مجاورة لها يدعى "تامر"، يعمل طباخًا في أحد الفنادق، وعلى الرغم من أنه يكبرها بما يقرب من عشرة سنوات وسبق له الزواج، إلا أنها وافقت عليه، كانت ترى فيه الزوج الذي سيملأ حياتها بالحب والحنان، كما وعدها بذلك، وأنه سيكون لها السند فى تلك الحياة. جاء اليوم الموعود بزفافهما، وقتها شعرت دينا بسعادة غامرة وهي تجلس بجانب عريسها في "الكوشة"، دارت فى مخيلتها أفكار كثيرة عن المستقبل الذى ينتظرهما معًا، ولم تكن تعلم ما يخفيه لها القدر حينما كتب لها أن هذا العريس الذي انتظرته طويلًا هو من سيكتب السطور الأخيرة في حياتها، تزوج الاثنان وعاش سويًا حياة هادئة، ولكن سرعان ما انقلبت حياتهما رأسًا على عقب، فتحولت من الحب للكراهية، ومن العطف للقسوة، ومن الهدوء للصخب، فبدأ تتزايد مشاكلهما، كل هذا فى شهرين فقط من الزواج، إلى أن شاء القدر أن تصبح دينا حاملًا، وعندما علمت بخبر حملها شعرت وكأنها تمتلك الدنيا بمن فيها، أخذت تفكر بأن هذا الحمل ربما هو الذي سيعيد الحب بينها وبين زوجها من جديد. ذات يوم ذهبت دينا إلى بيت أسرتها للذهاب معها للطبيب حتى تتأكد من سلامة جنينها، فأخبرها الطبيب أن الحمل مستقر، عادت دينا إلى بيت والدها والسعادة تشع من نظرات عينيها، قضت باقى اليوم مع أسرتها، وبدأت تصارع مشاعرها بين فرحتها بالحمل، وبين المشاكل التى تنتظرها في بيت زوجها، وأبلغت والدها أنها تريد البقاء معهم، ولكنه أقنعها بالعودة فهي مازالت عروسة، وبالفعل أوصلها والدها لبيت زوجها، وعاد لبيته، وما هى إلا ساعات قليلة حتى جاء للأب المكلوم اتصالًا من زوج ابنته : "تعالى بنتك ماتت وهى بتستحمى فى الحمام"، وقعت تلك الكلمات على الأب وقع الصاعقة، انهار وأخذ يتساءل مندهشًا كيف ماتت، وهى كانت معه منذ ساعات؟!، استقل الأب دراجته النارية وذهب مسرعًا لبيت ابنته، ومنذ أن دخل الشقة حتى وجد ابنته ملقاة على الأرض، ويظهر في جسدها خدوش وكدمات، وزرقان حول رقبتها، وما هى إلا لحظات حتى أيقن الأب أن ابنته لم تمت موتة طبيعية، فقرر إبلاغ الشرطة والتي انتقلت على الفور لمكان الحادث، وتم معاينة مسرح الجريمة، وأمرت النيابة بتشريح الجثة للوقوف على ملابسات الحادث، وتم القبض على الزوج المشتبه به، واعترف بارتكابه الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتحولت القضية لمحكمة جنايات شبين الكوم، التى أصدرت حكمها بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد 15سنة . ويقول السيد الدجوي محامي المجني عليها: "أقوال المتهم في تلك القضية كانت متضاربة لحد كبير، فمنذ البداية وهو معترف بأنه أثناء ممارسة حقه الشرعي مع المجني عليها، وأثناء حملها بين يديه، سقطت من يديه على باب الحمام وماتت، وهو ما أكد الطب الشرعي استحالة حدوثه، حيث أكد أن الوفاة جاءت نتيجة الخنق، فاعترف نهائيًا بضربها وخنقها لمشاكل بينهما لم يعلن سببها صراحة حتى ماتت، وجاء الحكم عادلًا، حيث اعتبرته المحكمة صورة مشددة للضرب المفضي للموت، حيث لم يكن هناك دافع للقتل أو نية مسبقة من الزوج".